أكدت روسيا أنها لا تطرح أي شروط مسبقة للمفاوضات بين المسلحين الانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا وكييف، فيما رحبت واشنطن بقرار موسكو وقف اطلاق النار في أوكرانيا وعبرت عن رغبتها في أن ترى "أفعالا ملموسة" لتخفيف حدة الأزمة . وفي هذا الإطار أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تطرح أي شروط مسبقة للمفاوضات بين جنوب شرق أوكرانيا وكييف، مشيرا إلى أن روسيا ليست طرفا في النزاع الدائر في أوكرانيا. وأعرب بوتين في مؤتمر صحفي مشترك عقد في فيينا الثلاثاء بعد لقائه مع نظيره النمساوي هاينتس فيشر عن أسفه لورود أنباء عن تجدد أعمال العنف في إحدى المناطق الأكثر حساسية بجنوب شرق أوكرانيا، هي ضواحي مدينة سلافيانسك. ودعا الرئيس الروسي بهذا الصدد إلى أن تكون الدعوات السلمية مدعومة بالأعمال، مشيرا إلى أنه من غير الجدوى مطالبة قوات الدفاع الشعبي بإلقاء السلاح في غياب نزع سلاح المجموعات المسلحة غير الشرعية في أوكرانيا، بما فيهم مسلحو تنظيم "القطاع الأيمن". وقال الرئيس بوتين إنه يرحب بما قام به الرئيس الأوكراني الجديد بيوتر وروشينكو من الخطوات، لكنه اعتبرها غير كافية لحل النزاع. وفي موضوع توجهه إلى مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي بطلب إلغاء التفويض الممنوح له باستخدام القوات المسلحة في الخارج، قال بوتين إن قراره هذا يراد به خلق الظروف المواتية لبدء العملية السلمية في أوكرانيا. وأعرب بوتين عن ارتياحه من أنه لم يضطر لاستخدام هذا التفويض في أوكرانيا، معيدا إلى الأذهان أنه حصل عليه على خلفية الأحداث في القرم. وقال إن روسيا لم تستخدم قواتها في القرم في عمليات قتالية، مكتفية باستخدامها فقط لضمان حرية إدلاء سكان شبه الجزيرة بأصواتهم في الاستفتاء العام وردع بعض القوات الأوكرانية المرابطة هناك عن عرقلة عملية الاستفتاء. وأضاف بوتين أن عدد القوات الروسية في القرم لم يتعد عددها المسموح به وفق التعهدات الدولية. من جانبه عبر الرئيس النمساوي هاينتس فيشر عن اعتقاده بأن حل النزاع في أوكرانيا لا يمكن إيجاده الا عبر حوار سلمي فقط. ورحب فيشر بمبادرة الرئيس الروسي القاضية بإلغاء التفويض الممنوح له من قبل البرلمان باستخدام القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا. كما أشار الرئيس النمساوي إلى أن بلاده لا تنوي وقف التعامل مع روسيا قائلا: "أنا أعتقد أنه لن تكون هناك لحظة يأبى فيها بلد كالنمسا الحديث مع الشريك الذي تربطه به علاقات متنوعة، او لا يكون جاهزا للحوار معه". وأضاف أن "هذا الحوار لا يتنافى مع قرارات الاتحاد الأوروبي". وطلب الرئيس بوتين من المجلس الأعلى للبرلمان الروسي (مجلس الاتحاد) الثلاثاء إلغاء التفويض باستخدام قوات روسية في أراضي أوكرانيا. واعتبرت الخطوة التي اتخذها الرئيس بوتين من قبل الكثير من المحللين بأنها مؤشرا على استعداد موسكو للمساهمة في التوصل إلى تسوية في شرق أوكرانيا. ورحبت الولاياتالمتحدة الليلة الماضية بقبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف اطلاق النار في أوكرانيا مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تريد أن ترى "أفعالا ملموسة" لتخفيف حدة الأزمة. وصرح جوش إرنست السكرتير الصحفي للبيت الابيض للصحفيين قائلا "ما نركز عليه... ليس فقط كلمات الرئيس الروسي رغم اننا نرحب بها. ما نركز عليه هو الافعال" مثل انهاء الدعم للانفصاليين. وقال إرنست أيضا إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء لمناقشة أزمة أوكرانيا وقضايا أخرى. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية الثلاثاء قوله ، إن "الرئيس بوتين أرسل إلى مجلس الاتحاد الروسي قبيل توجهه بزيارة رسمية إلى فيينا اقتراحا خاصا بإلغاء قرار مجلس الاتحاد الصادر في 1 مارس الماضي بخصوص استخدام القوات المسلحة الروسية في أراضي أوكرانيا". وأوضح بيسكوف أن هذه المبادرة تهدف إلى تطبيع الوضع وتسوية الأزمة في شرق أوكرانيا وبسبب إطلاق المفاوضات الثلاثية. ورحبت كييف بخطوة الرئيس بوتين تجاه ما وصفته بإنهاء التصعيد العسكري. ووصف الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو الثلاثاء تحرك روسيا لإلغاء القرار بأنه يمثل "الخطوة العملية الأولى " من الكرملين تجاه تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا المضطرب. وقرر مجلس الاتحاد الروسي في 1 مارس الماضي تفويض الرئيس الروسي باستخدام القوات المسلحة الروسية في أراضي أوكرانيا لتطبيع الوضع السياسي في هذا البلد. وذكر مجلس الاتحاد الروسي أن أعضاء المجلس سيبحثون مسألة إلغاء التفويض باستخدام القوات الروسية في أوكرانيا في جلسة تعقد يوم الأربعاء 25 يونيو المقبل. يشار إلى أن قرار التفويض باستخدام قوات روسية في أراضي أوكرانية إضافة إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم تسبب في تدهور العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى المستويات منذ الحرب الباردة. وأفضى إلى فرض واشنطن وبروكسل عقوبات على موسكو. من جانب أخر ذكر متحدث عسكري أوكراني أن الانفصاليين أسقطوا طائرة شحن هليكوبتر أوكرانية تقل فنيين كانوا يقومون بتركيب معدات لمراقبة انتهاكات خطة سلام في شرق أوكرانيا المضطرب الثلاثاء مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم تسعة. وقال المتحدث باسم القوات الحكومية فلاديسلاف سيليزيوف إن الفنيين كانوا عائدين من تركيب معدات خاصة عندما أصيبت طائرتهم الهليكوبتر طراز مي-8 بصاروخ اطلقه الانفصاليون قرب سلافيانسك في شرق أوكرانيا. وأضاف سيليزيوف كان هناك تسعة أشخاص على متنها. تفيد المعلومات الأولية...ان كل من كانوا على متنها قتلوا." وكان من بين التسعة طاقم مؤلف من ثلاثة رجال. وقال المتحدث "المقاتلون (المتمردون) اطلقوا الصاروخ ثم اختبأوا في قريبة بيلباسوفكا القريبة." ووقع الحادث بعد ساعات من اعلان الانفصاليين الموالين لروسيا ليل الاثنين عن وقف لاطلاق النار حتى 27 يونيو الجاري توافقا مع هدنة اعلنتها القوات الحكومية لمدة اسبوع أمر بها الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. وهذه ثاني طائرة هليكوبتر يسقطها الانفصاليون بنيرانهم من معقلهم في سلافيانسك. وكان انفصاليون اسقطوا هناك طائرة هليكوبتر عسكرية في 30 مايو الماضي مما أدى إلى مقتل 14 عسكريا.
