لم تمر سوى أيام قليلة حتى عاد الطفل/ نوح البالغ من العمر- 15 عاما- من سجن الأمن مكفنا، بعد توعد أحد رجال الأمن لأسرته بقتله. يقول والد الطفل الحاج/ عبده سويدان ( 45عاما) إن "طفله نوح تم حجزه في سجن مديرية أمن المدينةبمأرب قبل شهر بحجة أن نوح سرق مبلغا من المال على أخيه لمحاولة إخافة الطفل عساه يعيد الفلوس". وأضاف سويدان "إن شقيق نوح الأكبر هو من دعا الأمن لسجن أخاه نوح"، مؤكدا أن الطفل بريء. يتحدث الأب المكلوم وعيناه تمتلئ بالدمع أن "نوح" كان هو المعيل الوحيد له بحيث أنه الابن الأصغر الذي لم يتزوج بعد، مشيراً إلى أن بقية أبنائه الاثنين متزوجين وكل منهم يعيش مستقلاً لوحده، بينما نوح لازال في يدي - حسب وصفه. ويضيف سويدان "إنه عند زيارتهم لنوح في السجن كان يشكو وهو يبكي بأنه يتعرض للتعذيب والضرب من قبل الأمن، في محاولة منه لأن يخرج من هذا السجن وأن المال المسروق ليس له به أي معرفة". وقال مصدر أمني في مديرية المدينة -طلب عدم الكشف عن هويته- "إنه بعد أيام من سجن الطفل نوح وأثناء التحقيق معه في إدارة الأمن اعترف نوح بمعلومة أن الفلوس المسروقة معه وأنها في بيت والده مخبئة". وبحسب المصدر فإن الأمن اتخذ قرار أخذ نوح إلى منزله برفقة طقم من جنود الأمن، ليعطيهم المال الذي بحوزته، وأثناء وصول الأمن برفقة الطفل إلى منزله صرخ نوح بأعلى صوته، أنه لا يملك الفلوس وأنه لن يعود إلى السجن مستنجدا بأبويه قائلاً "إن الأمن يعذبه بالنار والضرب وأنه كذب للأمن بأن المال معه". واستغرب العجوز سويدان حين قال قائد الطقم لوالد الطفل نوح "والله مادام نوح يكذب علينا هكذا لن يعود إليك إلا مكفناً (مقتول)". وقال الوالد "إن الأمن أخذه بالقوة وهو يصرخ ويبكي ويستنجد بوالدته، وأنا أرى دموعه وأبكي وليس في يدي حيلة". يضيف الأب سويدان "إنهم والأسرة كاملة حاولوا إخراجه من السجن، لكن الأمن كان يرفض إخراجه بقوة". وبعد 15 يوماً من سجن "نوح" أبلغ والده من قبل الأمن أثناء زيارته لأبنه في سجن الأمن بأن نوح قد نقل إلى مستشفى مأرب العام وأنه قد شنق نفسه في السجن، ومات حسب رواية الأمن. وتقول رواية الأمن أن الطفل "نوح" شنق نفسه في السجن حتى مات. لكن أسرة الطفل "نوح" التقطت صوراً ووثقت جراحا وتعذيبا بالنار وآثار تعذيب عميقة تعرض لها نوح في السجن، مشيرة إلى أن "نوح" قتلته وحدات الأمن بالتعذيب والضرب بالنار والحديد، فيما تقرير الطبيب الشرعي أكد تعرض الطفل لعملية تعذيب واسعة وفي معظم أجزاء جسمه والتي حددها ب 25 جرحا وكدمات وآثار تعذيب في مختلف أجزاء الجسم. وحدد الطبيب الشرعي الذي طلبته النيابة العامة وأحضرته أسرة نوح الفقيرة على حسابها من عدن إلى مأرب، أن الطفل مات متأثراً بالجروح التي على جسمه، بالإضافة إلى عملية الشنق التي تعرض لها نوح - حسب تقرير الطبيب الشرعي المرفق. وبعد صدور تقرير الطبيب الشرعي طلبت النيابة العامة في مأرب أكثر من مرة حضور الملازم/ ماجد علاية، في إدارة أمن المدينة المتهم الأول بقتل الطفل نوح، بينما يرفض ماجد الحضور في ظل تساهل النيابة والمعنيين في قضية قتل الطفل -حسب مصدر حقوقي. لم تستطع الجهات المعنية حتى الآن إصدار حكم أو اتخاذ قرار في ظل قضية واضحة بهذا الشكل، فيما لازالت أسرة الطفل تبحث عن جهات حقوقية تتولى تحقيق العدل في قضية مقتل ابنهم الذي لازالت جثته حتى الآن في ثلاجة مستشفى الهيئة بمدينة مأرب.