مكاتب الإصلاح بالمحافظات تعزي رئيس الكتلة البرلمانية في وفاة والده    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أقرب صورة للرئيس الإيراني ''إبراهيم رئيسي'' بعد مقتله .. وثقتها الكاميرات أثناء انتشال جثمانه    كواليس اجتماع تشافي ولابورتا في مونتجويك    شباب اليمن يبدأ الاستعداد لبطولة غرب آسيا    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    الثالث خلال أشهر.. وفاة مختطف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    ماذا يحدث في إيران بعد وفاة الرئيس ''إبراهيم رئيسي''؟    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غوانتانامو مأرب .. 14 سجنا وقتل بالتعذيب الجسدي والنفسي
نشر في 26 سبتمبر يوم 13 - 11 - 2019

في منطقة المصلوب، أصيب ماجد الوتاري (30 سنة) في رجله اليسرى، بشظية أدت إلى كسر عظمة الفخذ، في 21 مايو 2016م، بينما كان يقاتل ضمن صفوف الجيش واللجان الشعبية ضد التحالف الذي يشن عدوانا على اليمن منذ مارس 2015م.
حاول من أسماهم ب «البدو» (مسلحون مرتزقة يتبعون حركة الإخوان المسلمين، يقاتلون في صف العدوان ) قتله، ثم حدث شجار بينهم وقرروا أسره، يقول ماجد ل « صحيفة الثورة»: «أخذوني إلى منطقة الحزم في الجوف، ومن ثم إلى هيئة مستشفى مارب العام، وبقيت أتألم طوال الطريق دون أن يعطوني أي مهدئات»، ويضيف: «في مارب أخبرتني الطبيبة الهندية أني قد أصبت بفيروس الكبد، رغم أنني أجريت فحصاً قبل الذهاب إلى المصلوب ولم أكن مصاباً، لقد أعطوني دماً ملوثاً بالفيروس في مستشفى الحزم».

استمع معد التحقيق إلى شهادات أكثر من 20 أسيراً، أفرج عنهم بعمليات تبادل للأسرى بين قوات الجيش واللجان الشعبية مرتزقة النظام السعودي عبر وساطات محلية، وقال جميع المفرج عنهم: إنهم تعرضوا لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي والتحرش الجنسي.

قتل مباشر
شاهد ماجد مجموعة من المسلحين المرتزقة يقتلون أحد الجرحى من الأسرى في مستشفى مارب بالجنابي ، وذلك في ال 23 مايو 2016م، حيث يقول ل«الثورة»: في المستشفى تركونا دون ملابس، وظلت معاناتنا تتضاعف لمدة عشرة أيام، كانوا يغلقون علينا باب غرفة الرقود ويتركونا دون قضاء حاجاتنا لساعات، وأرغمونا على الشرب من دورة المياه».
في سجن «معهد الصالح»، الذي نقل إليه ماجد، بدأت التحقيقات رغم إصابته حيث قال: «طلبت منهم ألا يضربوني لأني جريح وسأجيب على كل أسئلتهم، أثناء إجابتي صفعني أحدهم على وجهي بقوة، ثم داس جلّاد اسمه «أبو قعشة» (اسم الشهرة) بقدمه على مكان الكسر في فخذي، ثم أمسك بي في قاعدة تثبيت المسامير ورفعني، صرخت حتى كدت أفقد وعيي، بعدها تقرحت الجراح في رجلي فأعادوني للمستشفى».

محاولة اعتداء جنسي

قضى ماجد في مستشفى مارب أربعة أشهر مع (12) آخرين في غرفة رقود واحدة. يفيد بأن شاوشاً في المستشفى يدعى «منير» مارس تعذيباً يومياً بحق الجرحى، مضيفاً: «شاهدته يدوس على فم أحدهم أكثر من مرة، ويحاول الاعتداء الجنسي على شاب جريح، لم يبلغ ال 18 من عمره، لولا تدخّل الممرضة الهندية»، ويضيف:» كان منير يضرب رجلي بقوة أو يرفعها إلى أعلى مستوى ويلقي بها حتى أصرخ من الألم، أو يمسكني بمكان الكسر ويسحبني، كرر هذه التصرفات بشكل شبه يومي».
في المستشفى، لا يسمح بدخول دورة المياه غير مرة واحدة كل 24 ساعة، كما أكّد من استمع معد التحقيق إلى شهاداتهم، وهم يرون أن معاناة المستشفى أقسى من معاناة السجن، حيث يقول أحدهم «تمنيت لو أني بقيت في السجن دون أخذي إليها».

أجسام ميّتة
ويضيف ماجد: إن المسلحين المرتزقة «جاؤوا بعدد من الجرحى، كانت الطلقات النارية موزعة على أجسادهم، بعد أيام كانت صالة الرقود في المستشفى تعج برائحة الأجسام الميتة»، ويردف: «أخبرتني الممرضة أن أعضاءً من أجسادهم ماتت وبحاجة إلى البتر».
وبعد إعادة ماجد إلى السجن بقي بملابسه التي أعطتها له الممرضة الهندية لمدة عام، وهي عبارة عن قطعة صوف مربعة صنع منها ما يغطي به عورته، حيث يقول «خلال ثلاث سنوات لم يغيروا لنا ملابسنا سوى مرتين، بينما لم يسمح لنا بغسلها إلا مرتين في العام، واستمر التعذيب»، يتذكر وهو يسحب أنفاسه ببطء «ذات يوم صعد أبو قعشة على ساقي فأغمي عليّ، إنه رجل عنيف جداً، يضرب في أي مكان في الجسم».

تعذيب المعتقلين
لا يقتصر التعذيب داخل سجون مارب على الأسرى، إذ أن «الكثير من المدنيين المسافرين يتم اعتقالهم في نقاط العبور في محافظة مارب على أساس مناطقي وعنصري وسلالي، ويتعرضون أيضا لأنواع التعذيب دون ذنب» كما قال عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى في «الوفد الوطني» للمفاوضات.
مصطفى المطري (28 سنة)، اعتقل في نقطة «الفلج» بمارب في ال 7 أغسطس 2017م، وهو في طريقه إلى القاهرة لدراسة الماجستير، بعد تخرجه من جامعة الملكة أروى في صنعاء قبل بدء العدوان على اليمن، يقول ل «الثورة»: «ظللت أسبوعاً في المحكمة قبل التحقيق، ومن ثم بدأوا التحقيق معي واتهموني أنني حوثي ومؤتمري، بعد ذلك بقيت ثلاثة أشهر برفقة 85 معتقلاً في المحكمة، كثير من الذين في البدروم مصابون بحالات نفسية».
وفي المحكمة كانت دورة المياه تطفح في الشهر مرتين وتملأ البدروم وتظل لثلاثة أيام قبل إصلاحها، كما يضيف مصطفى، «نمنا أياما في مياه الصرف الصحي».

تعليق وكسر
ويقول مصطفى: «بعد نقلي إلى سجن الأمن السياسي بدأت التحقيقات مرة أخرى»، ويضيف: «قيّدوا ذراعيّ إلى الخلف برباط بلاستيكي، كما يفعلون مع جميع المعتقلين، ثم ربطوني فيهما ورفعوني، كدت أفقد وعيي من الألم لكنهم لم يكتفوا بذلك بل ضربني أحدهم بالعصا في كاحلي فكسره، صرخت بأعلى صوتي لكن أحداً منهم لم ينقذني »، وتظهر التقارير الطبية التي أجريت له في مستشفى السبعين بعد إخراجه في صفقة تبادل بالوساطة، انحرافاً في كاحله ناتجاً عن سوء التعامل الطبي مع مكان الكسر.

زنزانة ضيقة
ومن ضمن المعتقلين الذين تحدث معد التحقيق معهم، إبراهيم سلبة (35 سنة)، من صنعاء، وقد اعتقل في ال 3 أبريل 2017م، في «مجمع مارب» أثناء نزوله لمقابلة لجنة عسكرية من أجل تسجيل اسمه ضمن العسكريين المغادرين من جزيرة سقطرى بطلب من وزارة دفاع المرتزقة ، بناء على اتصال من بعض زملائه في مارب، حد قوله، إذ يضيف: «أخذوا بطائق جميع الواصلين ونقلونا إلى مبنى المحكمة».
بقي سلبة 11 يومًا، دون إجراء التحقيق معه حيث قال: «أثناء التحقيق معي وعدوني بإخراجي بعد ثلاثة أيام لكنهم أخرجوني إلى سجن معهد الصالح» واضاف: «استقبلونا في معهد الصالح بالضرب والتهديد والشتائم، كنا 15 معتقلا في زنزانة صغيرة، قضينا الحاجة معظم الأيام في أكياس حرارية، حتى المرضى بالإسهالات المائية (الكوليرا) كانوا يتبرزون مرة واحدة في دورة المياه والبقية في الأكياس شاهدنا أحدهم يموت دون تدخل طبيب السجن».

ساعات تعذيب متواصلة
أربعة أشهر هي الفترة التي قضاها إبراهيم في سجن الصالح التابع للمرتزقة ، قبل أن ينقل إلى السجن السياسي، يتذكر تلك الفترة بمرارة، ويضيف «كان المساء وقتا للتعذيب، يطلبون منا أن نصف أيادينا في الجدران ومن ثم نصعد ونهبط حتى تتقرح أكفّنا»، يستمر التعذيب على هذا النحو ثلاث ساعات في بعض الأوقات، ويردف: أنهم ناموا لأشهر على البلاط، فيما كان لون البول الذي يخرج منهم شبيهاً بعصير التوت من شدة التعذيب والركل في البطن وعلى الكُلى.
تتعدد أنواع التعذيب المستخدمة ضد الأسرى والمعتقلين في سجون المرتزقة بمارب، لكنها تمارس بشكل شبه يومي، وإلى جانب ذلك فالأسرى والمعتقلون يعيشون في وضع صحي ومعيشي غير مناسبين ما يجعلهم عرضة للأوبئة والأمراض الفتّاكة كالكوليرا وأمراض جلدية متنوعة كالجرب والصنافير، والكلى والغرغرينا، بحسب الدكتور أمير الدين جحّاف الذي اعتقل في نقطة الفلج بينما هو في طريقه إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية(في المجال الطبي) التي بدأها في العام 2013م بمنحة من الحكومة اليمنية آنذاك.

موت في السجن
يقول أحد الناجين من سجون المرتزقة بمارب: «شاهدنا سجيناً كان يعاني من حالة نفسية، وأصيب بالكوليرا، فلم يسعفه أحد حتى تجمّدت أعضاؤه، وبعد يومين قالوا إنهم أطلقوا سراحه لكن حين وصلنا صنعاء لم نجد له أثراً»، ويضيف آخر: «أحد الأسرى أصيب باحتكاك في عموده الفقري نتيجة التعذيب»، وتعرض الدكتور جحاف للضرب لأنه أعطى الحقنة لأحد السجناء المرضى، كما يقول ناجٍ آخر مضيفاً «دكتور السجن كان جلاداً هو الآخر ويضربنا بحجة أننا لم نتناول الدواء».
وبحسب شهادات الناجين فإن أحد الأسرى، وهو رجل مسن، أصيب بانحناء في ظهره وغرغرينا في قدمه المصابة، كما عذّب السجانون أسيراً يدعى «حسين» حتى فقد القدرة على الحركة، وتوفي بعد ساعات من وصوله المستشفى، أما الأسير أبو راشد، فقد عذّب حتى تفطّر جسده، فوضعه الجلادون في دورة مياه صغيرة داخل السجن، إلى أن تقرّحت جراحه وكانت رائحته تملأ الزنازين.

واستمر التعذيب ببعض الأسرى والمعتقلين لثلاث سنوات، حتى مع انتهاء فترة التحقيقات ما دفع ببعضهم إلى محاولة الانتحار، كما أكد (11) أسيراً نجوا من سجون مارب، ممن تحدثوا إلى معد التحقيق. يقول أحدهم «حاول كثير من المعتقلين الانتحار في وقت متأخر من الليل، وذلك بمحاولة شنق أنفسهم بالملابس.
وأثناء التحقيق يشتد التعذيب لمحاولة انتزاع اعترافات من الأسرى والمعتقلين يتم بعدها إجبارهم على التبصيم على أوراق كثيرة لا يعلمون محتواها، يقول سلبة «ركلني جلّاد في خصيتي فسقطت أتألم وأصرخ بشدّة، في الوقت ذاته صاح المحقق غاضباً من فعل الجلّاد «قتلوهم يا أبو محمد، هذا ما يصلح!!».
ويضيف آخر: «ضربوا أحد زملائي بالحديد وطعنوا كل جزء في ظهره حتى سالت دمائه»، ويردف ثالث: «نزع المحقق ملابس أحد المعتقلين بينما هو صائم، عذبوه وأجبروه على الإفطار، وحاولوا اغتصابه من أجل الاعتراف بأنه يعمل لدى الحوثي رغم أنه من سكان مارب منذ أكثر من 14 سنة»، ويقول غيرهم «كنا نسمع صراخ بعض الزملاء أثناء التحقيقات، كانت أصواتهم موجعة وصراخهم لا ينتهي».

تعذيب جنسي وجسدي
تعرض بعض المعتقلين في مارب للتعذيب الجنسي بطريقة مختلفة، بحسب بعض الناجين، حيث يقول: «وضعوا عصا المكنسة في فتحة الشرج لأحد المعتقلين لينتزعوا منه اعترافاً»، من طرق التعذيب، أيضا يضيف ناج آخر:»ربط الخصيتين وتعليق خمسة لترات من الماء عليها، ومحاولة الاعتداء الجنسي على اثنين من المراهقين، وضربهما بعنف لأنهما صرخا بصوت عالٍ جراء تلك المحاولة».
نفّذ الجلّادون المرتزقة ، الذين يتخذون أسماء شهرة للتمويه على أسمائهم الحقيقية، حفلات تعذيب متكررة بحق المعتقلين والأسرى، إذ «أقدموا على ضرب أحد السجناء بالعصا على رأسه حتى أغمي عليه، وبقي كل يوم يفقد اتزانه كلما نهض إلى دورة المياه، وكان (أبو قعشة) يأتي إلى السجن كل ثلاثة أيام، ذات يوم ضرب أحد الأسرى وهو يصلي، فيما جلد،(أبو ليث)،نزلاء معهد الصالح يوم عيد الأضحى، لأنهم طالبوا بتحسين الأكل ليوم العيد، كما أكد بعض الناجين، وأضافوا: «كان يأمرنا بإبراز مؤخراتنا للضرب عليها، نزع عنا ملابسنا، وجلدنا بأسلاك كهربائية، لمدة ست ساعات».
يقول الوتاري «أخرجنا أبو قعشة وأبو رعد ذات يوم إلى فناء السجن، ربطونا من أرجلنا ثم رفعونا إلى أعلى، فيما بقيت رؤوسنا بالقرب من الأرض، داس على رأسي ببيادته (جزمة عسكرية) حتى كسر أنفي وأمرني بلعق الدم المنسكب مني على الأرض، ثم أطفأوا جميعا السجائر في ظهري، وسملوا عين آخر».

حليف لا مكانة له
لا يقتصر التعذيب في سجون مرتزقة مارب على الأسرى والمعتقلين المسافرين بل للمؤيدين للتحالف نصيب من ذلك؛ لتمردهم أو لوشاية من عدوّ مقرّب من النافذين في المحافظة، كما أكد أحد الناجين (من محافظة إب وينتمي إلى حزب الإصلاح)، يقول إنه تعرض للاعتقال لمدة سنة ونصف تلقى خلالها أقسى أنواع التعذيب دون أن يكون قد اقترف أي ذنب، ليتم إخراجه بعد ذلك والاعتذار له لفظياً.
عن ذلك يقول سلبة «لقد انفجرنا في الزنزانة بكاء حينما شاهدناه والدم يغطي رأسه ووجهه وملابسه وهو من المحسوبين عليهم. ضربوه حتى فقدنا الأمل في تشافيه، ليس لأي سبب سوى أنه استفسر عن سبب احتجازه لأكثر من ثلاثة أشهر دون تحريك ملفه»، ويضيف: «ركلوا معتقلاً آخر مؤيدًا لهم في عنقه حتى قتلوه».
فيما يقول ماجد الوتاري: «كان أحد المعتقلين مبتور القدم اليسرى، وهو مقاتل في صفهم، في الجوف.. وقد سجنوه بتهمة سرقة طقم عسكري».
أثناء فترة إعداد التحقيق، وقعت في أيدينا وثيقة تتضمن شكوى قدّمها ورثة الملازم ضيف الله السوادي، إلى النائب العام التابع لسلطات المرتزقة في مارب، بتعرض والدهم «للتعذيب في المعتقلات السرية بمحافظة مارب، حتى تم إشعارنا بتاريخ 2 سبتمبر 2018م بأنه جثة هامدة في مستشفى الهيئة بمارب»، بحسب الوثيقة التي صدّرها النائب العام في سلطات المرتزقة إلى نيابة الاستئناف في المحافظة في ال 21 من الشهر ذاته، فإن السوادي «تمت إحالته من قبل قيادة الشرطة العسكرية على الاستخبارات ومن ثم إخفائه قسراً».

أمراض نفسية
أدى التعذيب بكثير من الأسرى والمعتقلين إلى الإصابة بحالات نفسية، حيث يقول مصطفى المطري «كانوا يقيدون أشخاصاً إلى الخلف ويعتدون عليهم، منهم شاب خرّيج اقتصاد – سوريا، دخل في حالة نفسية عدائية، بينما جنّ فرض أبو طالب (مفرج عنه) من شدة التعذيب»، وفي سجن الأمن السياسي أكثر من 30 مريضاً بحالة نفسية، كما أفاد الناجون.
ولا يختلف الوضع المعيشي للأسرى والمعتقلين في سجون مرتزقة مارب عن الصحي والنفسي والجسدي، إذ يقول الناجون: إن نصيب كل معتقل لترين فقط من الماء في دورة المياه في اليوم الواحد، فيما نفس تلك الكمية مخصصة لزنزانة بكاملها للشراب.
يتحدث مصطفى بأسى: «صمنا أيامًا وليالي من الجوع، كانت الكدم (خبز مخصص للجنود) متعفنة»، ويضيف ماجد: «كانت قطعة الجبن المالحة الصغيرة تأتينا يومًا واحدًا في الأسبوع ولكل غرفة قطعة»، بينما يؤكد جحّاف قائلاً: «الأكل كان يحتوي على بعض الحشرات، رغم أننا لم نكن نحصل إلا على ماء البقوليات المطبوخة فقط وبقايا قشر البطاطا».
قانونياً
ووفقا لمعايير القوانين والاتفاقيات الدولية لحقوق الأسرى فإن ما يتعرض له الأسرى في سجون المرتزقة مارب يخالف اتفاقية جنيف الثالثة (ال 12 أغسطس 1949م)، التي تنص المادة (13) منها على وجوب «معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات، ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكاً جسيماً لهذه الاتفاقية. ويجب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، وعلى الأخص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير.وتحظر تدابير الاقتصاص منهم».
كما تخالف المواد (25، 26، 27، 28) من الفصل الثاني من الاتفاقية ذاتها في ما يخص المأكل والمشرب والملبس، وتخالف المادتين (29، 31) من الفصل الثالث من الاتفاقية في ما يتعلق بالشروط الطبية والرعاية الصحية، وكذا المادة (34) من الاتفاقية التي تنص على أن «لأسرى الحرب الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية، بما في ذلك حضور الاجتماعات الدينية الخاصة بعقيدتهم، شريطة أن يراعوا التدابير النظامية المعتادة التي حددتها السلطات الحربية»، علاوة على مخالفتها لكثير من مواد الاتفاقية التي صادقت عليها اليمن في ال 16 يوليو 1970م.

حقوق ووسيط
جمعنا المعلومات التي حصلنا عليها وتواصلنا بالعديد من المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية، منها الصليب الأحمر بصفته وسيطاً في عملية تبادل الأسرى والمعتقلين، ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، للإجابة على أسألتنا بشأن الانتهاكات التي يمارسها تنظيم الإخوان المسلمين الذي يدير مارب تحت مظلة حكومة المرتزقة التابعة لهادي والمدعومة من قوات التحالف.
على رغم مرور ما يقرب من الشهر إلا أنه لم يأتنا رد من العفو الدولية أو رايتس ووتش، لكننا استطعنا الوصول إلى المتحدثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر، سارة الزوقري، التي بدورها أخبرتنا أن «طبيعة عمل الصليب الأحمر لا تسمح له بالإدلاء بأي تصريحات صحفية حول ما يشاهده في السجون، وإن كان ثمة انتهاكات فإنه يناقش ذلك مع السلطات المباشرة بشكل سري».
من جانبه يقول المرتضى: «نحن قمنا بتسهيل المهمة للصليب الأحمر وهو على اطلاع تام بكافة السجون التي يتواجد بها الأسرى في مناطق المجلس السياسي الأعلى، بينما لم يتمكن الصليب أو أي منظمة أخرى من الوصول إلى السجون في مارب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.