ماذا يعني تدهور الريال لحكومة تتقاضى رواتبها بالدولار وتعيش رخاء الحرب؟.. هكذا يتساءل محمد عبده – سائق باص – وهو ينصت لخبر عبر المذياع عن إجراءات اقتصادية صارمة اتخذتها حكومة السلطة الشرعية في مواجهة التدهور المريع للريال اليمني والذي تجاوز ال600ريال للدولار الواحد في سوق الصرف. وبدا السائق الشاب غاضبا وعلى درجة عالية من التشاؤم وهو يقول لمحرر التقرير: الشرعية والحوثيون.. اختلفوا على كل شيء واتفقوا على إجاعة اليمنيين، وفيما كانت يده تمسك بورقة نقدية مهترئة فئة مائة ريال قال: " هكذا حال اليمن ، وكلاهما يعيش تخمة الموسم، قاصداً الشرعية والحوثيين. • حلول ترقيعية.. وبحركة خاطفة بيده، عنى بها تكافؤ المعادلة بدأ سليم ناصر وهو طالب جامعي مقارنته بنبرة ساخرة ، وتحدث سليم عن الحلول والمعالجات الفكاهية التي يضعها زعيم مليشيا الحوثي على شاشة قناة المسيرة الحوثية دونما ذرة حياء في وجهه الناشف ، ومن بينها أحجار الزينة و أن على المواطنين أن يعتبروا كل المواد الغذائية الضرورية من الكماليات ، وهذا ما سيقضي على الأزمة الاقتصادية والفقر في اليمن. وفي الوقت نفسه وصف سليم الحلول التي أقرتها حكومة بن دغر للحد من تدهور قيمة العملة المحلية ب (الترقيعية) وتبعث على الرثاء، معللا ذلك بأن الحكومة لم تقدم أنموذجا جيدا في النزاهة والتقشف، وهي تتصرف مالياً ، كما لو أن اليمن يعيش في سلام وبحبوحة. • ساعات سويسرية.. وبحسب علي الزبيدي – بائع جائل لمقتنيات الهاتف الجوال وخريج جامعي يحلم بوظيفة - فإن تقاضي المسؤولين الحكوميين لمرتبات عالية وبالدولار ، في ظل حرب تطحن اليمن يعد خيانة وطنية وبرهانا على عدم إحساس المسؤولين بمعاناة اليمنيين وارتأى الزبيدي ضرورة تقليص عدد الكادر البشري الهائل في الجهازين الوظيفي والإداري والوكلاء في مؤسسات الدولة ، وان استدعى الأمر إلغاء وزارات وسفارات وتجميد عملها إلى حين تتعافى اليمن وتضع الحرب أوزارها. وقال الزبيدي بلكنته التهامية الهادئة: كثير من الوزارات والسفارات تستنزف موازنات مالية طائلة وبالدولار في وقت لا تؤدي فيه أية وظيفة وليس لوجودها حالياً أية جدوى، كما ليس غيابها أي ضرر على الصعيد الرسمي للدولة. وثارت موجة من التعليقات والمنشورات الساخطة على شبكات التواصل الاجتماعي حول ساعة يد مرصعة بالألماس ومن أغلى الماركات العالمية للساعات السويسرية، وهي تسوِّر بأناقة فاخرة معصم مسؤول يمني من حكومة الشرعية في الأممالمتحدة. وكانت وكالة الأنباء العالمية (رويترز) نشرت صورة ساعة المسؤول الذي شغل مناصب عالية في عهد النظام السابق ، مذيلة الصورة بسؤال عن أي انطباع تحمله هذه الساعة. غير أن أحد ناشطي شبكات التواصل استغرب من هذه الضجة التي استكثرت على مسؤول يمني ساعة فخمة لايزيد سعرها عن عشرين ألف دولار ، وقال معلقاً : ما تهبره معاصم أيادي المسؤولين الحكوميين لايساوي فتات الفتات مما تنهبه الأكف. ويرى يمنيون أن وجود فساد مالي داخل الحكومة الشرعية في وقت ينشغل فيه اليمنيون في معركة استعادة دولتهم ومجابهة الخطر الحوثي الإيراني، من الطبيعي أن يكون في ظل الحرب أكثر مماهو عليه لو أن البلاد تعيش وضعا مستقرا ، ففي الحرب يختل كل شىء وتغيب الرقابة. وقال أحمد سالم – ناشط اجتماعي – أن الفساد الحكومي يعمل باريحية، معولاً على خطورة اللحظة الوطنية التي تستدعي من اليمنيين موقفا مساندا وداعما للسلطة الشرعية مهما كان فسادها، فما من عدو آخر لليمنيين سوى المليشيا الحوثية. ويتحدث مواطنين بألم وحسرة عن سيارات وفلل فخمة يقتنيها المسؤولون الحكوميون الذين يتقاضون رواتب ضخمة بالعملة الصعبة فيما الشعب رابطا على بطنه منتظرا النصر..