أعلن المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل "منارات" عن إطلاق مشروع (بناء قدرات الشباب لامتلاك مشروعاتهم الخاصة ) تحت شعار( صناعة إنسان المشروع ودافع الزكاة )والذي يهدف الى المساهمة في حل مشكلة البطالة باعتبارها مشكلة ثقافة أكثر من كونها مشكلة سوق. وقد أشار الباحث عبدالله يحي العلفي إلى إمكانية معالجة هذه الإشكالية من خلال تغيير الثقافة الاجتماعية السائدة التي تعزز قيم الاتكالية والاعتماد على الوظيفة العامة، إلى ثقافة وطنية خلاقة تدفع الشباب نحو استثمار مشروعاتهم الخاصة وتنميتها لتصبح ثروة حقيقية يمتلكها الفرد والأسرة والمجتمع. مبينا ان الأوضاع التي تشهدها اليوم الساحة اليمنية من انفعالات سياسية تتسم بالعنف والعدوانية والتطرف المذهبي والنزوع الانفصالي، خاصة في صفوف الشباب إنما هي انعكاسات لحالة البطالة المتزايدة التي يعاني منها الشباب وقال: لقد تزايدت حدة المشكلة في السنوات الأخيرة إلى درجة كبيرة نتيجة لمحدودية فرص العمل الغير قادرة على استيعاب القوى البشرية المتنامية باضطراد خاصة منذ إغلاق أسواق العمل في البلدان المجاورة أمام العمالة اليمنية. وأضاف: تعد البطالة في اليمن من الإشكالات المعقدة والمركبة نظرا لتضار ب المؤشرات الإحصائية، وتعدد مصادر المعلومات بشأنها ففي الوقت الذي تقدرها مصادر غير رسمية بما يربو على 30% بين قوى العمل تذهب التقارير الرسمية إلى أنها لا تتجاوز ال 16% وفقا لمسح ميزانية الأسرة لعام 2006م منوها إلى انه بالرغم من أن اليمن من الدول الحديثة التي انفتحت على التعليم العصري وعمر مؤسساتها قصير نسبياً وتحتاج إلى الكفاءات من الخريجين والمتعلمين، إلا أنها أصبحت تعاني من ظاهرة بطالة المتعلمين فكثير من الحاصلين على قسط من التعليم المتوسط والجامعي سقطوا فريسة للمشكلة، بل إن البطالة أصبحت أكثر تفشياً في أوساطهم، وبنسبة تفوق نسبة المعدل الكلي للبطالة بين قوى العمل، إذ تقدرها إحصاءات سوق العمل بحوالي 44% في صفوف الحاصلين على تعليم متوسط و54% في صفوف خريجي الجامعات مقارنة بالنسبة الكلية للبطالة التي تقدر ب 16 % وفقاً لآخر تقرير لمسح ميزانية الأسرة في 2006. وحسب العديد من الأبحاث التي درست العلاقة بين ارتفاع البطالة وتزايد معدلات الفقر هناك ثمة علاقة طردية بين تزايد معدل الفقر وتنامي معدلات البطالة. ولوحظ أن البطالة ارتفعت من 9% عام 1994 إلى 11% في 1998 ثم إلى 16 % عام 2005. وأبدى القاضي حمود الهتار استعداده في دعم المشروع داعياً إلى تضافر الجميع ودعم جهود الدولة في القضاء على البطالة. فيما أوضح المهندس احمد قائد الاسودي رئيس مركز القرن الواحد والعشرين للتجديد والتنمية ان المستفيدين من المشروع هم من الخريجين وأصحاب الخبرات والمتقاعدين والموظفين ومختلف شرائح المجتمع. ويسعى المشروع إلى نشر ثقافة المشروع الخاص في المجتمعات المحلية المستهدفة معتمدا في ذلك عدة أنشطة يتخللها 1000 دورة تدريبية لتأهيل 25000 على اكتشاف وتأسيس المشروعات الخاصة وعشر دورات تدريبية لإعداد مدربين وكذا تأهيل وتدريب 20 منظمة غير حكومية في المحافظات المستهدفة لتبني برامج ومشروعات تدريبية وثقافية تهدف إلى بناء قدرات الشباب لتأسيس مشروعاتهم الخاصة وإنتاج برامج إعلامية وثقافية متنوعة تعزز قيمة المشروع الخاص والاستثمار الحر لدى الفرد والأسرة والمجتمع. وتكليف خريجي الدورات التدريبية بالنزول الميداني لمدة ساعتين لتوعية المجتمع.