يبحث الهلال عن مجد جديد عندما يواجه تشيلسي الأربعاء، بأبوظبي، بنصف نهائي مونديال الأندية، في مواجهة من العيار الثقيل، يسعى فيها «الأزرق السعودي»، إلى بلوغ النهائي للمرة الأولى بعد حلوله رابعاً في نسخة 2019، بجانب إبعاد بطل أوروبا في هذه المرحلة للمرة الثانية بعد النسخة الأولى من البطولة عام 2000، التي احتل فيها الكبيران ريال مدريد ومانشستر يونايتد المركزين الرابع والخامس على التوالي. وعلى عكس مشواره المتذبذب في الدوري المحلي، انتفض الهلال بفوز قياسي غير مسبوق في البطولة عندما تغلب على الجزيرة بسداسية، ليعبر لمواجهة «الأزرق الإنجليزي»، ومنح هذا النصر الكبير الفريق السعودي، دفعة معنوية كبيرة قبل المواجهة المرتقبة أمام «البلوز»، وأكد من خلاله أن كبير آسيا عاد لسيرته الأولى. ويدخل الهلال في ظروف أفضل عن لقاء الجزيرة، بالعودة المرتقبة لسلمان الفرج قائد الفريق عقب تعافيه من الإصابة، بجانب استشفاء الدوليين من لاعبين محليين وأجانب، وأيضاً انسجام الوجوه الجديدة النيجيري اوديون ياجالو وسعود عبد الحميد، والبرازيلي ميشيل دلجادو، الذين شاركوا في المباراة الأولى، وعبد الرحمن العبيد الذي تواجد على مقاعد البدلاء. لكن الفريق مطالب بتفادي الأخطاء الدفاعية التي وقع فيها أمام الجزيرة، لأن ثمنها سيكون غالياً في نصف النهائي، خاصة أن المنافس يعرف جيداً كيف يستغل الأخطاء والثغرات. ويخطط بطل آسيا، في كسب تحدي فارق الخبرات مع منافسه، وتأكيد الانتفاضة التي انطلق بها في البطولة والتقدم إلى المحطة الأخيرة، ليهدي القارة الصفراء أول لقب لها. أما تشيلسي الذي يحتل المركز الثالث في الدوري الإنجليزي، خلف مانشستر سيتي وليفربول، فيتسلح بخبرات عالية، وأدوات مميزة، يسعى عبرها إلى تخطي الهلال، وصولاً إلى المباراة النهائية وتحقيق الحلم الذي استعصى عليه في نسخة 2012، عندما خسر النهائي كورنثيانز البرازيلي. ويعيش الفريق ظروفاً غير عادية قبل اللقاء، حيث حضر من دون مدربه توماس توخيل المصاب بفيروس كورونا، بالإضافة لظهيره رييس جيمس بسبب الإصابة، كما تحوم الشكوك حول مشاركة المغربي حكيم زياش مع الفريق في المباراة بسبب إصابة عضلية، فيما يخضع ميسون ماونت لبعض الاختبارات يتحدد على ضوئها هل سيكون حاضراً في المواجهة أم لا. لكن الجيد للفريق هو انضمام حارسه السنغالي إدوارد ميندي للبعثة، بعد فوزه بلقب كأس أفريقيا مع منتخب بلاده، وهو جاهز للمشاركة في مباراة نصف النهائي أمام الهلال. ولن تمثل هذه الظروف عائقاً كبيراً أمام «البلوز»، لكنه في الوقت نفسه سيكون أمام منافس شرس يمتلك خبرة الأبطال، والروح القتالية العالية التي تمثل واحداً من أبرز أسلحته اليوم، بجانب الخبرة التراكمية والقدرات الخاصة لبعض لاعبيه. ولن تقتصر المواجهات داخل المستطيل الأخضر في المباراة، بل ستكون حاضرة أيضاً في المدرجات بين جمهور الفريقين الذي يتوقع أن يكون حضوره كبيراً. الدوسري: لا نخشى تشيلسي وسجل سالم الدوسري، الجناح الهجومي لفريق الهلال السعودي، هدفاً في مرمى علي خصيف حارس الجزيرة، في مباراة الفريقين ضمن ربع نهائي كأس العالم للأندية، التي انتهت لصالح الهلال بستة أهداف لهدف. ورفع الدوسري رصيده، مع الزعيم السعودي، إلى 43 هدفاً في كل البطولات، خلال مسيرته التي امتدت لنحو 10 أعوام، وسجلت المباراة الظهور رقم 202 للاعب مع الفريق، فيما تُوج مع الهلال بأربعة عشر لقباً، وحصل على لقب أفضل لاعب بآسيا. وكان هدف الدوسري هو الثاني له على صعيد مشاركاته في كأس العالم للأندية، كما صنع خلال مواجهة الجزيرة، تمريرة حاسمة ليرفع رصيده من تمريراته الحاسمة إلى 38 تمريرة، ويتطلع الدوسري إلى تحقيق المزيد من الأرقام والإنجازات في البطولة الحالية. ويعول أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا 2021، على مباراة تشيلسي الإنجليزي غداً، لخطف الأضواء، والتألق أمام حامل لقب دوري أبطال أوروبا. ويدرك نجم الكرة السعودية قيمة المباراة، وما تعنيه مواجهة الفريق اللندني، ويرى سالم أن فريقه قادر على تحقيق الفوز، وهو ما أكده في تصريحاته بعد لقاء الجزيرة، بأنهم لم يحضروا إلى أبوظبي من أجل التمثيل المشرف، قائلاً: «نعرف كيف نخوض البطولة؛ لأنها ليست المرة الأولى التي نشارك فيها، لا نخشى تشيلسي، ونحن كمحترفين يجب أن نخوض مثل هذه المواجهات الكبيرة بتركيز عالٍ». جورجينيو والحلم الجديد سيكون الإيطالي جورجينيو على الموعد، مع مشاركة خاصة في كأس العالم للأندية في أبوظبي، وهو الذي يمر بمرحلة استثنائية في صفوف «البلوز»، الفريق الذي حصد معه ألقاباً قارية بارزة، كما توج مع منتخب إيطاليا بكأس أمم أوروبا الصيف الماضي، ليكون الحلم هذه المرة بمواصلة الحصاد بالفوز بمونديال الأندية. جورجينيو نجح مع تشيلسي في إكمال ثلاثية الألقاب القارية الأوروبية، بعدما توج معه بلقب الدوري الأوروبي «يوربا ليغ» في موسم 2018-2019، ولقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2020-2021، وكأس السوبر الأوروبي 2021، وأكمل تفوقه بإحراز لقب الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده «الآزوري»، ليتبقى له اللقب العالمي في أبوظبي. جورجينيو خاض 30 مباراة هذا الموسم، وسجل 9 أهداف، جميعها من ركلات الجزاء، حيث يعتبر من أنجح اللاعبين المتخصصين بركلات الجزاء في العالم، وقدم تمريرة حاسمة واحدة، وصنع 10 فرص سانحة للتسجيل لزملائه، وسدد 20 مرة، منها 11 مرة داخل إطار المرمى. وهو يقوم بأدوار مهمة في ضبط إيقاع وسط ملعب تشيلسي، حيث قام ب1880 تمريرة هذا الموسم، و21 تمريرة مؤثرة، و22 مراوغة ناجحة، و123 التحاماً مع المنافسين. يذكر أن «البلوز» يشارك في البطولة للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن حاز على المركز الثاني عام 2012، حيث خسر وقتها أمام كورينثيانز البرازيلي، ولكن الفريق يتطلع هذه المرة لتحقيق اللقب، بداية من مواجهة الهلال السعودي الأربعاء في نصف النهائي. اللقب الضال فاز سيزار أزبليكويتا قائد تشيلسي بكل الألقاب الكبرى تقريباً مع النادي اللندني منذ انضمامه في 2012 لكن كأس العالم للأندية لكرة القدم هو اللقب الوحيد الذي ينقصه. ولهذا الأمر يتعامل اللاعب الإسباني البالغ عمره 32 عاماً بكل احترام وجدية مع مباراة الدور قبل النهائي غداً الأربعاء أمام الهلال السعودي في أبوظبي. وقال أزبليكويتا الذي كان ضمن تشكيلة تشيلسي حين خسر أمام كورنثيانز في النهائي في 2012 للصحفيين اليوم الثلاثاء: «أشعر بحماس كبير.. شعرت بجرح بالغ في 2012 والفوز بهذا اللقب لأول مرة مع النادي سيكون إنجازاً كبيراً». وأضاف: «ربما مع مرور الوقت تدرك مدى صعوبة هذه المهمة. لقد رأينا كيف استعد كورنثيانز للمباراة.. أحياناً تصنع التفاصيل الصغيرة الفارق وفي ذلك اليوم لم نكن في أفضل حالاتنا.. لقد شعرت بجرح بالغ وقتها». وتابع: «نحن نمثل أوروبا.. نعلم صعوبة المهمة وعلينا الاستفادة القصوى من هذه الفرصة». وسافر تشيلسي بقوته الضاربة لكأس العالم للأندية رغم أن المدرب توماس توخيل يدير الفريق عن بعد عقب إصابته بكوفيد-19 وسيقود مساعده زولت لوف الفريق. وقال أزبليكويتا: «نشعر بخيبة أمل لغياب توخيل ويجب أن نكون في كامل الجاهزية.. من المهم للغاية أن يكون توخيل على اتصال مباشر مع الطاقم الفني المعاون قبل المباراة وخلالها». وأضاف: «علينا التأقلم.. نملك جميع وسائل التواصل ونأمل في تعويض هذا الغياب وأن نبذل قصارى جهدنا من أجله». وسيكون تشيلسي المرشح الأوفر حظاً للفوز على الهلال وبلوغ النهائي لكن لوف يتعامل مع المنافس الذي يدربه ليوناردو جارديم بكل جدية. وقال لوف في مؤتمر صحفي الثلاثاء: «بالطبع سنكون المرشح الأوفر حظاً للفوز بعد حصولنا على لقب دوري أبطال أوروبا.. نعلم أننا فريق قوي ويقدم كرة قدم جميلة لكن الهلال منافس جيد جداً ويملك مدرباً من أصحاب الخبرة الكبيرة وعمل مع أندية كبرى». وانضم الحارس إدوارد مندي للتشكيلة بعد فوزه بكأس أمم أفريقيا لكرة القدم مع السنغال رغم أن مساعد مدرب تشيلسي رفض الكشف عما إذا كان سيشارك غداً أو سيلعب كيبا أريزابالاغا بدلاً منه أمام الهلال. وتابع لوف: «نملك حارسين رائعين. قاد مندي السنغال للفوز بكأس الأمم الأفريقية ونال جائزة أفضل حارس لكن كيبا يقوم بعمل رائع معنا». وأمطر الهلال بطل آسيا شباك الجزيرة الإماراتي صاحب الضيافة 6-1 ليتأهل لمواجهة تشيلسي بطل أوروبا في الدور قبل النهائي. جارديم يدعو لتغيير نظام البطولة حث المدرّب البرتغالي لنادي الهلال السعودي ليوناردو جارديم الاتحاد الدولي لكرة القدم على إعادة النظر في نظام مونديال الأندية المقام راهناً في الإمارات والذي يمنح أفضلية عدد أقل من المباريات لممثلي أوروبا وأميركا الجنوبية. قال جارديم الذي يلتقي فريقه تشلسي الإنكليزي بطل أوروبا الأربعاء في أبوظبي، ان الأندية الأخرى تعاني الارهاق بسبب جدول المباريات المزدحم. وأضاف جارديم (47 عاماً) الذي قاد موناكو إلى لقب الدوري الفرنسي عام 2017، في مؤتمر صحافي الثلاثاء "من المجحف أن تخوض بعض الأندية أربع مباريات في ثمانية أيام وأندية أخرى مباراتين فقط وتخلد إلى الراحة". تابع "أعتقد انه يجب الاعتناء أكثر بالنظام، مع أيام إضافية للتعافي كي تحصل الاندية من آسيا (وافريقيا وكونكاكاف) على فرص أفضل". وفاز الهلال، بطل آسيا، على الجزيرة بطل الإمارات المضيفة بنتيجة قياسية 6-1 في الدور الثاني، والأهلي المصري بطل إفريقيا على مونتيري المكسيكي بطل كونكاكاف 1-صفر، فيما أُعفي تشلسي وبالميراس البرازيلي بطل أميركا الجنوبية من خوض الدور الثاني ويستهلان مشاركتيهما من نصف النهائي. ورأى جارديم ان فريقه استفاد من مواجهة الجزيرة المرهق بعد فوزه على بيراي التاهيتي 4-1 قبل ثلاثة أيام "أنا متأكد أن الاندية الاوروبية، وفي هذه الحالة تشلسي، هي المرشحة دوماً، لا شك حيال ذلك، لكنهم يحصلون على أفضلية كبرى عندما نخلد إلى الراحة ليومين فقط". تابع "لديهم تشكيلة كاملة ونضرة. فوزنا في المباراة السابقة هو نتيجة ما حصل قبل يومين، لأن الجزيرة لعب قبل ذلك بيومين (3 شباط/فبراير المباراة الأولى و6 الثانية)". يذكر ان الاتحاد الدولي قرر في آذار/مارس 2019 توسيع مونديال الأندية بدءاً من 2021 على أن تقام النسخة الأولى في الصين، لكنه ارجأ هذا التغيير بسبب تداعيات فيروس كورونا.