شكك مسؤول في الحكومة في التزام مليشيا الحوثي بتنفيذ أي تفاهم مع الأممالمتحدة لتفريغ شحنة الناقلة «صافر» الراسية على شاطئ البحر الأحمر قُبالة الحديدة. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته أن «الحوثيين يمتهنون المراوغة وشراء الوقت على الدوام». وأضاف: «تعتقد جماعة الحوثي أن الناقلة (صافر) ورقة ضغط وابتزاز للمجتمع الدولي والتحالف، وبالتالي لا يمكن تصديقهم في ادعاءاتهم بالموافقة على نقل النفط الخام، يحاولون كسب مزيد من الوقت بسبب الضغوط العسكرية التي يتعرضون لها في جبهات متعددة». الى ذلك قالت الأممالمتحدة إنها وقّعت مذكرة تفاهم مع جماعة الحوثي، تتعلق بدعم اقتراح تقدّمت به المنظمة الأممية لحل قضية ناقلة "صافر" النفطية المهجورة قبالة سواحل اليمن، بحسب ما أعلن المتحدث. وقال المتحدث باسم منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، راسل غيكي، لوكالة فرانس برس "في الخامس من مارس، وقعت سلطات صنعاء ومنسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن مذكرة تفاهم لوضع إطار للتعاون بشأن الاقتراح الذي قامت بتنسيقه الأممالمتحدة لحل التهديد الذي تشكله ناقلة صافر". وبحسب المتحدث، فإنّ مذكرة التفاهم تنص على أن "الاقتراح مرهون بتمويل المانحين. وسيشمل حلا قصير الأمد للقضاء على التهديد الفوري عبر نقل مليون برميل نفط من على متن صافر إلى ناقلة نفطية، بالإضافة إلى حل طويل الأمد". وأعلن القيادي النافذ في مليشيا الحوثي، محمد علي الحوثي، أن جماعته وقَّعت اتفاقاً مع الأممالمتحدة بشأن الناقلة «صافر» قبالة سواحل الحديدة، وذلك بناء على مقترح يقضي بنقل النفط إلى سفينة أخرى، دون تأكيد من الأممالمتحدة على ذلك. وجاء حديث الحوثي بعد أيام من زيارة قام بها السفير الهولندي لدى اليمن، بيتر ديرك هوفز، إلى صنعاءوالحديدة، كشف أنها كانت «للدفع باتجاه حل عاجل للتهديد الوشيك الناجم عن ناقلة النفط (صافر) لمنع تسرب النفط الهائل الذي يهدد سبل العيش اليمنية والنظام البيئي للبحر الأحمر». من جانبه شكك مصدر مسؤول في شركة «صافر للإنتاج والاستكشاف» مالكة الناقلة «صافر»، في جدية الحوثيين في الالتزام بأي تعهدات، وأن الأمر لا يعدو كونه مراوغة أخرى. واستبعد المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته في حديث أخير، أن تتكلل الجهود الأممية بالنجاح، قائلاً: «هذه الجهود سوف تصطدم بشروط الحوثيين؛ لأنهم مراوغون ولا يهمهم شيء، موضوع تفريغ الخزان العائم ليس بالأمر الصعب، الحلول ممكنة؛ لكن إن صدقت النيات للتفريغ». وكان مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأممالمتحدة، قد تحدث الشهر الماضي عن اتفاق من حيث المبدأ، لنقل النفط من الناقلة «صافر» إلى ناقلة أخرى. وفي وقت سابق تم التوصل إلى اتفاق يقضي بأن يفحص فريق خبراء من الأممالمتحدة الناقلة «صافر»، وإجراء الإصلاحات العاجلة؛ لكن الحوثيين تراجعوا في اللحظات الأخيرة عن تعهداتهم للأمم المتحدة، ولم ينفذوا الاتفاق. وترسو الناقلة «صافر» قبالة سواحل رأس عيسى بالحديدة، وعلى متنها نحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، منذ نحو 7 سنوات، دون صيانة، مهددة بكارثة بيئية كبرى في حال حدوث تسرب مفاجئ.