اهاب علماء ومفكرون- في بيان حصلت «أخبار اليوم» على نسخة منه- القيادة السياسية السعي جاهدة إلى اخماد نار الفتنة التي اشعلتها «فئة البغي والتمرد» بمحافظة صعدة، وعدم الالتفات إلى المطالب والشروط والبيانات والفتاوى والمواقف المؤيدة والداعمة لهذه الفئة المتمردة على الشرع والقانون، حسبما وصف البيان. ودعا العلماء والمفكرون في بيانهم القيادة السياسية ان تظل حريصة على توحد البلاد وامن العباد، وان تنتبه إلى خطر الفرق الضالة والافكار المنحرفة، وابدى العلماء والمفكرون أسفهم واستغرابهم لما جاء في الرسالة المنسوبة إلى علماء الزيدية والتي نشرتها احدى الصحف مطلع فبراير الماضي، وتضمنت «19» بنداً بزعم انها مقترحات لإنهاء الصراع واقفال ملف الفتنة بصعدة، بينما زادت الطين بلة والمرض علة -حسب البيان- وانها في الحقيقة خلاصة مطالب وشروط الفئة الحوثية نفسها وان جاءت على لسان غيرهم. وذكر بيان العلماء والمفكرين انه من خلال النظر في تلك الشروط والمطالب الغريبة في توقيتها والمريبة في مضمونها يتبين انها ترمي إلى اضعاف سيادة الدولة وفتح باب المناطقية وتهدد الوحدة الوطنية وتدعو للانفصال بطريقة خفية ماكرة تحت ذريعة اطفاء الفتنة. منوهاً إلى ان المطالبة باغلاق المراكز والمساجد التي اشارت اليها الرسالة المنسوبة إلى علماء الزيدية ليست إلا تهرباً من معاقبة اهل الفتنة الحقيقيين، وان اللغة الاستعلائية والشروط المذهبية الطائفية الالغائية التي تضمنتها الرسالة تشعر وكأنها مطالب دولة قوية منتصرة، لا فئة باغية متمردة على الشرع والقانون. واكد البيان ان اقحام المذهب الزيدي والتستر بعباءته لنشر عقائد وافكار الشيعة الامامية مغالطة مفضوحة يعرفها الشعب اليمني ويعرف من وراءها ويعرفها ابناء المذهب الزيدي، وانها تهدف إلى ادخال البلا في دوامة الحرب الطائفية التي تصطلي بنارها اليوم بعض شعوب المنطقة الاسلامية. واستغرب البيان تناقض تلك المطالب مع بعضها عندما يطالب اصحابها بالحرية الفكرية الكاملة والسماح لهم بممارسة ما اسموها الشعائر الدينية المزعومة والتي تعني طقوس «الإمامية الاثني عشرية» الدخيلة على ثقافة البلد، في نفس الوقت الذي يطالبون فيه بمصادرة حرية الآخرين ومنع كتبهم واغلاق مراكزهم، وسحب مساجدهم من تحت ايديهم، حتى تصير محافظة إب خالصة لهم من دون المؤمنين، معتبراً ذلك دعوة إلى العودة باليمن إلى الحكم الشمولي البغيض وتقطيع اوصاله بعد عافيته وشفائه. وختم العلماء والمفكرون بيانهم بدعوة هؤلاء العلماء الذين جاءت هذه المطالب على لسانهم ان يعيدوا النظر فيما كتبوا، وان يتقوا الله في انفسهم ولا يكونوا سبباً في فتنة امتهم وجرها إلى الفرقة والهلكة. يذكر ان صحيفة «البلاغ» -التي يتهمها البعض بمساندة الحوثيين- نسبت في احد اعدادها مطلع فبراير الماضي رسالة لعلماء الزيدية موجهة إلى رئىس الجمهورية تضمنت العديد من المطالب الحوثية والشروط التعجيزية لوقف حرب صعدة، الامر الذي اعلن بعض علماء الزيدية براءتهم من تلك الرسالة وعدم اطلاعهم أو توقيعهم عليها.