رغم مزاعم محافظ البنك المركزي اليمني بكون اليمن بمنأى عن تداعيات الأزمة المالية والمصرفية التي تجتاح المصارف العالمية، فإن تلك المزاعم لم تصمد طويلاً أمام تداعيات "تسو نامي وول ستريت" الذي صبغ أسواق المال العالمية أمس الاثنين باللون الأحمر مصيباً المستثمرين حول العالم بالذعر. عملية الضخ التاسعة للدولارات من المركزي اليمني منذ بدأت العام الجاري جاءت متأخرة جداً هذه المرة عن موعدها بعد أن ارتفع سعر الدولار مقابل الريال اليمني إلى 200ريال و 15 فلساً مستبقاً بذلك توقعات وحدة المعلومات الاقتصادية البريطانية منتصف سبتمبر الماضي أن يرتفع سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني إلى 200 ريال بحلول نهاية العام الجاري للمرة الأولى يتأخر المركزي اليمني عن عملية الضخ التي كادت خلال السنوات الماضية أن تكون الاحتكار الوحيد له في العالم قبل أن تدفع أزمة الائتمان العقاري في الولاياتالمتحدة الأميركية الاحتياطات الفدرالية عبر العالم إلى أكبر عمليات ضخ في التاريخ في محاولة لتجاوز أزمة تداعياتها استمرت خلال العام الجاري وفقاً لما توقعه خبراً الاقتصاد العالمي لتصنع من "وول ستريت" تسو نامي آخر بدأها أمس الاثنين مؤشر داو جونز في بورصة نيويورك بتراجع بلغ 10 بالمائة ليصبغ شاشات البورصات وأسواق المال العالمية شرقاً وغرباً باللون الأحمر في أوسع انهيار مالي تداعياته لم تقتصر على الأسواق الأوروبية والأسيوية مع بدء الحكومة الأميركية تنفيذ خطة إنقاذ مالي بتكلفة 700 مليار دولار وافق عليها الكونجرس قبل أيام وصدق عليها الرئيس جورج بوش. و سجلت الأسهم الأوروبية أسوأ نسبة مئوية للخسارة متراجعة إلى أدنى مستويات الإغلاق في أربع سنوات مع بيع المستثمرين للأسهم في مختلف القطاعات وهبوط "وول ستريت". ولم يفلح إعلان الرئيس الفرنسي ساركوزي بأن كلاً من الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان استقرار النظام المالي". في بث الطمأنينة في السوق المالي الأوروبي حيث سجل مؤشر "كاك 40" في بورصة باريس تدهور بنسبة 9، 04% متجاوزاً نسبة الخسائر التي سجلها المؤشر عقب أحداث اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 والتي بلغت 7، 39%. وتراجع مؤشر "فيديت داكس" في بورصة فرانكفورت الألمانية بنسبة 7، 07% بينما أغلقت بورصة لندن على خسائر في مؤشر"فوتسي 100" بلغت 7، 85% وأغلقت بورصة أمستردام على تراجع بلغت نسبته 9، 14 في المائة وأغلق المؤشر الرئيسي في بورصة ميلانو "اس بي/ميب" على تراجع نسبته 8، 24 في المائة. وفي تعليق على إنهيارات أسواق المال والأسهم الأوروبية قال جون هينز - محلل استراتيجي لإدارة الاستثمار: " قرر الناس أن الأسواق ليست قادرة على إصلاح نفسها. . ويسيطر السياسيون على تلك العملية. "، مضيفاً "تنحى المشترون جانباً وما زال البائعون هناك. " في الوقت ذاته تهاوت الأسهم الخليجية وتقلصت الائتمانات المتاحة مع تنامي المخاوف من تأثير الأزمة المالية في أوروبا والولاياتالمتحدة على أسواق شبه الجزيرة العربية. حيث تراجعت أسواق المال السعودية الأكبر في العالم العربي لجهة القيمة السوقية نحو 10 بالمائة بينما واصلت باقي البورصات الخليجية تراجعها المسجل منذ الأحد الماضي، وحسب خبراء اقتصاديين فإن أمس الاثنين هو احد أسوأ الأيام في تاريخ سوق المال السعودية حيث تراجعت أسهم الشركات ال 124 المدرجة فيها بنحو 10 بالمائة وهو الحد الأقصى المسموح به في السعودية ووصف الخبير الاقتصادي السعودي علي الدقاق الحالة بقوله : "إنها البلبلة في مواجهة الأحداث في الأسواق العالمية. فيما يتوقع المستثمرون الأسوأ في السوقين الأميركية والأوروبية ويتوقعون أن يكون لذلك تأثيره على السعودية والمنطقة". وتراجعت بورصة الكويت ثاني أكبر بورصة في العالم العربي لجهة القيمة السوقية بنسبة 6، 9 بالمائة في يومين. رغم ضخ البنك المركزي الكويتي مزيداً من الأموال بالنظام المصرفي كخطوة طارئة لتوفير سيولة، وعلى نفس المنوال سجلت بورصة مسقط تراجعاً بنسبة 6، 7 بالمائة، وفيما تراجعت بورصة دبي بنسبة 7، 6 بالمائة وأنهت بورصة ابوظبي تداولاتها أمس على تراجع بنسبة 5، 6 بالمائة بينما تقلص الائتمان المتاح في الإمارات العربية المتحدة بشكل حاد مع ارتفاع أسعار الإقراض فيما بين البنوك، وفي قطر تراجعت بورصة الدوحة بنسبة 4، 43 بالمائة مسجلة بذلك أقل نسبة تراجع في الأسواق الخليجية.