كشف المعتقل السابق مانع سليمان، في منشور مطول على صفحته في "فيسبوك"، عن تفاصيل صادمة لما تعرض له خلال فترة اعتقاله في سجون الأمن السياسي بمحافظة مأرب، شمال شرق اليمن. وأكد سليمان أنه تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى أساليب تهديد وابتزاز طالت كرامته وأسرته. ضرب بالكيبل وقال سليمان إن اعتقاله جاء بعد اختطافه من الطريق، مشيرًا إلى أن استقباله في السجن كان بحفلة تعذيب شديدة، حيث تم ضربه بالكيبل على ظهره وهو محاط بعدد من المحققين، بينهم شخص يدعى أحمد حنشل، والذي قال إنه كان يشاركه شخصيًا في تعذيبه، متهماً إياه بالوقوف وراء كافة الانتهاكات التي تعرض لها. زنزانة انفرادية وابتزاز وأكد أنه قضى أكثر من عشرة أشهر في زنزانة انفرادية، تخللها ابتزاز نفسي شديد، بينها محاولة لتقليد صوت زوجته بغرض الضغط عليه، في أسلوب وصفه ب"اللاإنساني والمنحط". وأوضح أن أصعب اللحظات كانت عندما أوهمه المحققون أن زوجته قيد التحقيق في الغرفة المجاورة، وطلبوا منه الحديث معها هاتفياً تحت التهديد. مناطق حساسة كما أشار إلى أن التعذيب كان يتركز على مناطق حساسة في جسده كي لا يتمكن من إظهار آثار الضرب لاحقاً، مضيفاً أنه قضى أياماً طويلة عاجزاً عن النوم بسبب الآلام الشديدة. وقال إن نقله إلى السجن المركزي شكّل تحولاً كبيراً في ظروف احتجازه، مشيداً بتعامل مدير السجن العقيد حسين بن علي الدباء، الذي وصفه بالإنساني والملتزم بالقانون، وقال إنه عامله معاملة كريمة تؤكد أن السجون يمكن أن تكون مؤسسات إصلاحية إذا وُجدت الإرادة. أثر نفسي وأكد مانع سليمان أن وجعه لم ينتهِ بخروجه من السجن، بل تفاقم بعد وصوله إلى منزله، حيث صُدم من الأثر النفسي العميق على أسرته، وسخرية بعض المقربين منه من معاناة زوجته، مشيراً إلى تعرضها لرسائل تهديد من الجهة ذاتها. اهانة وفي ختام منشوره، أكد سليمان أن كرامته "أُهينت بشدة"، وأنه رغم الألم الكبير يمتنع عن الانتقام، لكنه أطلق ما سماه "نكزة" كإنذار.