مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المختطفون والمخفيون قسراً.. وجه آخر للتعذيب في ظلمات السجون وظلم السجان
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 09 - 2018

تزامنا مع انعقاد مجلس حقوق الإنسان، في العاصمة السويسرية جنيف، أقامت رابطة أمهات المختطفين بمحافظة مأرب، السبت، ندوة بعنوان "قلبي يحترق عليك يا ولدي".
هناك في السجون تختبئ أخبارهم المؤلمة - تتحدث رابطة أمهات المختطفين عن المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلات مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية - مضيفة "وحكايا تعذيبهم المخيفة والوحشية على أيدي هذه المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا".
وبحسب ما تقول الرابطة، لكن الوهن والحزن الذي يكسو ملامحهم، وأجساد العشرات منهم وهي مشوهة مقتولة تحت التعذيب، تكفي لتدخل أرواحنا في غيبوبة من الحزن طويلة، بل تكفي لترحل عنا أمهات وآباء حزنا بجلطة دماغية دون لحظة وداع بأمنية وحيدة.
* 5 آلاف مختطف
أكثر من 5 آلاف مختطف، من مختلف المحافظات اليمنية يقبعون في سجون ومعتقلات المليشيا الحوثية الإنقلابية، تم اختطافهم من منازلهم ومساجدهم وجامعاتهم ومدارسهم ومقار أعمالهم بدون أي تهم أو إجراءات قانونية، غير أنهم قالوا "لا للانقلاب".
* قلبي يحترق عليك يا ولدي
تحت شعار "قلبي يحترق عليك يا ولدي" تحدثت أمهات المختطفين خلال الندوة الصحفية التي أقامتها الرابطة في فندق بلقيس، بمحافظة مأرب، تحدثت الأمهات عن المعاناة التي يعيشها أهالي المختطفين وأسرهم جراء ما يتعرض له المختطفين والمخفيين قسراً من تعذيب وقتل في السجون والمعتقلات الحوثية وأخرى تابعة للحكومة الشرعية.
الأمهات بكل الكلمات المكتنزة للأمل في قلوبهن التي تأمل بمشاهدة أبنائهن يتنفسون نسيم الحرية، يواصلن سعيهن الحثيث لإنقاذ أبنائهن المختطفين ويعلمن على تشكيل الضغط الفردي والجماعي إعلاميا وحقوقيا واجتماعياً وقانونيا وبكل السلطات الإنسانية على الجهات المسؤولة عن اختطاف وإخفاء أبنائهن حتى الإفراج عنهم.
* مصير مجهول
توضح الأمهات أن المئات من أبنائهن المختطفين والمخفيين قسراً لا يزالون مخفيين بشكل قسري حتى اليوم لا يعرف مكان احتجازهم واختطافهم، مؤكدة أنها لم تتمكن من الحصول على أدنى حقوقها في معرفة مصير ووضع أبنائهن المختطفين والمخفيين قسراً للاطمئنان على سلامتهم وحياتهم.
تقول الأستاذة/ أمة السلام الحاج، رئيس رابطة أمهات المختطفين، نحن أمهات المختطفين، المنظمة المشكلة من أمهات وزوجات وقريبات المختطفين، نعمل على توثيق ورصد الانتهاكات بحق أبنائنا المختطفين، والمطالبة بتقديم المتسببين في الانتهاكات للعدالة.
* 960 حالة تعذيب خلال عامين
تؤكد الحاج- خلال ورقة ألقتها في الندوة بعنوان "ورقة عمل التعذيب"- تؤكد تعرض المختطفين والمخفيين قسراً للتعذيب الجسدي البشع في سجون مليشيا الحوثي الإنقلابية، مؤكدة رصد الرابطة خلال العامين 2016/2017م (960) حالة تعذيب وجرائم قتل تحت التعذيب بحق المختطفين.
وأوضحت الحاج، أن هذه الإحصائيات توزعت في أمانة العاصمة ب(144 حالة)، و (88 حالة) في محافظة إب، (121 حالة) في محافظة الحديدة، (26 حالة) شهدتها محافظة عمران، فيما شهدت محافظة تعز (80 حالة)، و (31 حالة) في محافظة البيضاء، و (87 حالة) في محافظة ذمار، و (24 حالة) في محافظة صعدة، و (10 حالات) شهدتها محافظة حجة.
* وفاة 112 مختطف تحت التعذيب
وأكدت الحاج، أن (112 مختطفاً ومخفياً قسرياً) توفي تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي الإنقلابية، في أمانة العاصمة (11 حالة وفاة)، و (14 حالة) شهدتها محافظة الحديدة، و (16 حالة) في محافظة إب، في حين توفي من المختطفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب (13 حالة) في محافظة تعز، وفي محافظة حجة، (3 حالات) ومحافظة ذمار (3 حالات).
وأوضحت إنه لم يسلم أحد من المختطفين والمخفيين قسراً من التعذيب النفسي في سجون ومعتقلات المليشيا الإنقلابية الحوثية، والذي يبدأ مع أول لحظات الاختطاف.
* تجريم التعذيب في القانون
ويجرم الدستور والقانون اليمني واقعة التعذيب الذي تمارسه مليشيا الحوثي الإنقلابية بحق المختطفين - وفقا لما ذكرت رئيس رابطة أمهات المختطفين - موضحة أن ذلك يأتي في المادة (48) فقرة (ب) التي تصف عمليات التعذيب هذه بالجريمة الجسيمة التي لا تسقط بالتقادم، وحددت عقوبة مرتكبيها بالحبس مدة لا تزيد عن (10 سنوات) وفقا لنص المادة (166) من قانون العقوبات رقم (12) لسنة 1994م، فيما من جانبه القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية اعتبرت التعذيب جريمة ضد الإنسانية - جريمة حرب - باعتبارها انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وإتفاقية جنيف المؤرخة 12 أغسطس 1949م المتعلقة بحماية الأشخاص من أفعال عدة مجرمة منها الفقرة (2) التعذيب أو المعاملة اللا إنسانية.
* سجون ومعتقلات
رئيس رابطة أمهات المختطفين، أمة السلام الحاج، قالت إن الرابطة تمكنت خلال العامين 2016/2017م من رصد حوالي (224) سجناً ومكان احتجاز يحتجز فيها المختطفين والمخفيين قسراً في عدة محافظات واقعة تحت نطاق سلطة مليشيا الحوثي الإنقلابية والحكومة الشرعية.
الحاج، أكدت رصد الرابطة (213) سجناً ومكان احتجاز تتبع مليشيا الحوثي الإنقلابية في العديد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، علاوة على رصد (11) سجناً ومكان احتجاز في العاصمة المؤقتة عدن، تتبع جماعات وتشكيلات مسلحة تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة، استلمت منها الحكومة مؤخرا سجن بئر أحمد.
وتتوزع هذه السجون والمعتقلات - وفق ما تؤكد الحاج - بين سجون رسمية وغير رسمية، وأماكن احتجاز في بيوت ومدارس وحدائق ومستشفيات وجامعات وملاعب رياضية وسجون سرية تمتهن فيها الكرامة الإنسانية، وتفتقر لكل المعايير الدولية وإجراءات السلامة.
* هبرة
وذكرت الحاج، ثلاثة نماذج من هذه السجون، وهي: سجن هبرة في العاصمة صنعاء، الخاص بمليشيا الحوثي الإنقلابية، والذي وصفته بسيء الصيت، حيث يوجد في هذا السجن - وفقا لما ذكرت الحاج - بدروم لا تصله الشمس والهواء النقي والضوء، ما تسبب بأمراض العينين للمختطفين والرئتين والعظام، حيث طفحت فيه مياه الصرف الصحي (5 مرات) على المختطفين والمخفيين قسراً فيه، إضافة إلى نهب المليشيا الحوثية القائمة على السجن طعام المختطفين الذي تأتي به إليهم أسرهم، وتقديم المليشيا للمختطفين أكل سيء ذو رائحة كريهة.
ومن ضمن المعاملات السيئة للمختطفين في معتقلات المليشيا الحوثية بسجن هبرة - طبقا لما أوردت الحاج - السماح بواحد لتر من المياه للمختطف تستخدم طول اليوم لكافة الاحتياجات، إضافة إلى قطعها ليوم أو يومين في الأسبوع بدون أي أسباب، ومنعهم من الذهاب إلى دورة المياه أكثر من مرتين في اليوم الواحد، وتفتيش الملابس بشكل دائم، موضحة عن وجود زنزانة انفرادية (متر × مترين) تستخدم لإخفاء المختطفين وتعذيبهم، علاوة على منع الزيارات عنهم كوسيلة لعقاب المختطفين وذويهم، ومنع دخول الأدوية إليهم ومصادرتها والقيام ببيعها عليهم عقب ذلك بسعر مضاعف، وتقديم أدوية منتهية الصلاحية ومنع نقل الحالات الحرجة إلى المستشفى أو إحضار طبيب متخصص.
مثالا على هذه الانتهاكات والتعسفات والظلم بحق المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلات المليشيا الحوثية - تذكر الحاج - المختطف "السبئي" مريض السرطان الذي عانى كثيرا من المرض في السجن ليتم إطلاق سراحه بعد وقفة احتجاجية للرابطة، إضافة إلى حادثة مقتل المختطف "أحمد صالح الوهاشي" أحد أبناء محافظة البيضاء، الذي توفي تحت التعذيب الجسدي في سجن هبرة، نهاية العام 2017م.
* الصالح
ومن ضمن هذه السجون - تذكر رئيس رابطة أمهات المختطفين - سجن مدينة الصالح في محافظة تعز، الذي تخفي فيه المليشيا مئات المختطفين والمخفيين قسراً مانعة عنهم التواصل فيما بينهم ومنع زيارة أسرهم لهم، والسماح لكل مختطف بلتر إلا ربع من المياه خلال اليوم الواحد تستخدم للشرب والوضوء، حيث تنتشر فيه الأمراض الجلدية ويتم فيه خلط المتهمين بقضايا جنائية مع المختطفين، وتمارس فيه المليشيا الحوثية التعذيب بالضرب على الكلى والظهر والبطن بحق المختطفين، وتهديدهم بالقتل بأن تقوم بوضع السلاح على صدر على أحد المختطفين ويقوم آخر بإطلاق النار ليبدو الأمر وكأنه أطلق النار على المختطف.
* بئر أحمد
أيضا تذكر الحاج، السجن الثالث، والذي يقع في نطاق سيطرة الحكومة الشرعية، وهو سجن بئر أحمد، السجن الذي تسلمته وزارة الداخلية في العاصمة المؤقتة عدن، في يوليو من العام 2018م الجاري، حيث يوجد في داخله (103) مختطف، موزعين في (6) عنابر، خاضع لتشكيلات مسلحة مدعومة من الإمارات، ففيه يتم التعامل حاليا بشكل جيد مع المختطفين إنسانيا، بعكس ما كان يتعرض له المختطفين والمخفيين قسراً أثناء ما كانت تسيطر عليه التشكيلات المسلحة.
* تعذيب قاسي ومحققين إماراتيين
وتضيف الحاج، عندما كان سجن بئر أحمد بيد تشكيلات عسكرية مدعومة من الإمارات وتواجد فيه عدد من المحققين الإماراتيين تعرض المختطفين تعسفياً للتعذيب، موضحة أمثلة على ذلك بوضعهم في الضغاطة وهي غرفة مساحتها أقل من متر بدون تهوية يقف فيه الضحية ولا يستطيع حتى مد رجليه ويبقى فيها لعدة أيام، إضافة إلى تعرض المختطفين للضرب بالأسلاك الغليظة والصعق بالكهرباء والتعليق من الأيدي بالقيود ومن مكان مرتفع، والضرب بالمسامير على أجسامهم والضرب بالشرمل "حديدة كبيرة" وخلع الأظافر بالكماشة وضرب المفاصل بالحديد والتعرية والاعتداء الجنسي، حيث توفي أحد المختطفين الكبار في السن تحت هذه الأساليب القاسية في التعذيب.
* ظلام السجون وظلم السجان
وتتابع حديثها حول أساليب التعذيب التي يتعرض لها المختطفين والمخفيين قسراً في السجون، بقولها: تصل الشهادات إلينا بشكل مستمر واستمعنا إلى الكثير من الآلام وجرائم بشعة لم يكن يوماً لنصدق حدوثها وكانت في أبنائنا المدنيين الأبرياء وهم أرواحنا وكل حياتنا سنجمل بعض هذه الأساليب الذيتحدث عنها الشهود أيضا في ما يحدث من تعذيب تحت ظلام السجون وظلم السجان.
هذه الأساليب الوحشية من التعذيب - تلخصها الحاج بالآتي - الضرب بالسياط والأسلاك الكهربائية أو الأدوات الغليظة، والوخز بالأدوات الحادة وغرز الدبابيس أو الإبر تحت الأظافر ومنطقة الركبة، والصعق بالكهرباء ووضع المختطف في برميل مياه ووصله بالكهرباء، علاوة على نزع أظافر اليدين والرجلين، والتعليق من اليدين لأيام وليالي، والكي بالنار في أماكن مختلفة من الجسم.
أيضا يتعرض المختطفون والمخفيون قسراً في هذه السجون للسحل من الرجلين وهو مثبت اليدين مما يتسبب في تمزيق الأعصاب والإصابة بالشلل، إضافة إلى تعرية المختطف في أيام البرد الشديد وصب الماء البارد عليه طيلة الليل، ومنع الطعام والشراب والنوم لفترات طويلة، وإجبار المختطفين على شرب مياه الصرف الصحي، والاعتداء الجنسي والتحرش بالمختطفين وخاصة صغار السن، والثقب بآلة حادة كهربائية (الدريل) في أجزاء من جسم المختطف غالبا ما تكون في الصدر، ووضعهم في أماكن معرضة للقصف، ومنعهم من دورات المياه وإجبارهم على قضاء حاجاتهم في نفس الزنزانة، ووضع المختطف بجوار جثث ميتة في زنزانة واحدة، وإجبار المختطف على الجلوس على بوتاجاز صغير الحجم بعد إشعاله بالنار حتى الاحمرار، فضلا عن تجميع عدد من المختطفين في مكان واحد وتلغيمه وتفجيره، واختطاف الأبناء وتهديدهم بالأقارب كاختطاف الأبناء والنساء أو اقتحام المنازل، وتعرض المختطف للإهانة أمام أسرته أثناء الزيارة، والتهديد بالقتل وإيهام المختطف بالإعدام.
* نتائج التعذيب
وذكرت رابطة أمهات المختطفين، أن هذه الأساليب من التعذيب بحق المختطفين والسجناء والمحتجزين، أدت إلى حدوث إصابات بالغة للمختطفين والمخفيين قسراً.
ووفق ما أفادت الرابطة فإن هذا التعذيب الشديد نتج عنه (4) حالات شلل كلي، علاوة على (14) حالة شلل جزئي، و (5) حالات فشل كلوي، و (12) حالة تضرر في السمع والنظر، إضافة إلى حدوث (19) حالة نفسية، و (11) حالة فقدان للذاكرة.
* توصيات
وفي ختام الندوة الذي أقامتها رابطة أمهات المختطفين، خرجت الرابطة بعدد من التوصيات، أهمها إيقاف التعذيب في اليمن بكل أشكاله، وتمكين الضحايا من حقوقهم الإنسانية الطبيعية كاملة، ومحاكمة الجهات المنتهكة التي قامت بالاختطاف والإخفاء والتعذيب والقتل تحت التعذيب.
كما طالبت الرابطة في توصياتها بتعويض ضحايا التعذيب وعائلاتهم، وحماية عائلات المختطفين والمخفيين قسراً وعائلات قتلى التعذيب من الابتزاز، وتوفير الحماية للشهود والمدافعين عن حقوق الإنسان، إضافة إلى دعم وتوثيق حالات التعذيب والقتل تحت التعذيب طبيا وقانونيا من الجهات الطبية والقانونية المحايدة والمتخصصة.
* الإعلام في المشهد
وفي الندوة أيضا، قدمت ورقة أخرى للصحافة وعن دور الإعلام في ما يحدث للمختطفين داخل السجون والمعتقلات، ألقاها الصحفي حسين الصوفي، عرض فيها دور الإعلام في ما يحدث للمختطفين داخل السجون، وفضح جرائم التعذيب التي تطال المختطفين والمخفيين قسراً.
وطالب الصحفي الصوفي، الإعلام بعدم التعامل مع القضية كٲخذ أرقام فقط، مؤكدا على ضرورة العمل على صناعه الأفلام التي توضح حجم معاناة المختطفين وذويهم.
وأكد الصوفي، على ضرورة الضغط على الحكومة الشرعية بالملفات الإنسانية والإهتمام بها، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به رابطة أمهات المختطفين بقوله إن ما تقوم به الأمهات عجزت عن القيام به حكومة وحكومات.
وشدد على ضرورة فضح جرائم مليشيا الحوثي الإنقلابية في تعذيب المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، وأن هذه المليشيا الحوثية بما تقوم به من تعذيب وانتهاكات للمختطفين جريمة إنسانية كبيرة، بل أكبر جريمة ترتكب ضد الإنسانية.
وأوضح الصحفي الصوفي، أن فشل مشاورات جنيف الأخيرة كانت السبب فيه هي المليشيا الحوثية التي تهربت من المشاورات خوفا من الإفراج عن المختطفين والمخفيين قسراً الذي كان من أهم ما طرح قبل المشاورات هو الإفراج عن جميع المختطفين وهو ما تهربت منه المليشيا الحوثية وفشلت المشاورات.
وأكد الصوفي أن مليشيا الحوثي الإنقلابية بتهربها من الإفراج عن المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها تسعى إلى محاولة ملئ السجون بالمختطفين واستخدام ذلك كورقة ابتزاز للحكومة والمجتمع الدولي، مؤكدا أن هذه المليشيا الحوثية تستخدم المختطفين كرهائن، وهي جريمة كبيرة.
* حديث المختطفين
وتحدث في الندوة كل من المختطفين الدكتور يوسف إدريس، وعبدالكريم الأقرع، المفرج عنهم من سجون المليشيا الحوثية عن كيفية اختطافهم وما تعرضوا له من تعذيب داخل السجون.
وذكرا في حديثهما العديد من وسائل التعذيب الجسدي والنفسي اللذان تعرضا له في السجن على مدى أشهر من المعاناة بين القضبان.
* إلى صديقي المختطف
وألقيت في الندوة قصيدة بعنوان "مختطف أنا يا أمي" ألقاها الشاعر الصحفي محمد الحريبي، لاقت استحسان الحاضرين، مبتدأ الشاعر الحريبي، قصيدته الرائعة بالمقطع التالي:
مرمي على هذا البلاط البارد المشروخ
أُضرب كل يوم
كي أقول لهم كلاماً لست أعرفه
وسجاني يجيد الضرب يا أمي
ويسألني لماذا لم أمت
مازلت حيا ربما يا أم
لكن داخلي ماتت قبائل.
واختتم المختطف السابق الشاعر الحريبي، قصيدته بالاعتذار لكل الأمهات:
وعذرا أمهات الأرض أجمعهن
أمي كل من وقفت هنا تشتاق لأبن في زنازين الطغاة
هذا العيد لا يعني لنا شيئاً
إلا حين يقال جاء العيد
يفرج كل سجان عن ابن الأم
أم الأرض اذ تشهد...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.