لا تختبئوا وراء الحوثي.. أمريكا تكشف عن وصول أسلحة ضخمة للمليشيات في اليمن    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    انفجار الوضع في عدن وقوات الانتقالي تخرج إلى الشوارع وتطلق النار لتفريق المظاهرات وهذا ما يحدث الآن "شاهد"    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلاميون خلف القضبان يبوحون بوجع وألم عن جرائم الحوثي في سجن كابول الثاني بصنعاء
قصص للصحفيين نشرتها صحيفة السعودية وتعيد نشرها صحيفة أخبار اليوم لأهميتها ..
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 12 - 2020

تناول الصحفي المصري محمد عمر مسؤول الملف اليمنى بصحيفة البلاد السعودية مكتب القاهرة والتي تصدر من المملكة العربية السعودية ملف الصحفيين اليمنيين الذين اختطفهم الحوثيون وزج بهم في السجون تعرضوا فيها للتعذيب الجسدي والنفسي ومعاناة طويلة منهم من فقد والدة وهو في السجن ومنهم من فقد أمة ومنهم من تعرض للأمراض ومنهم ما يزال حبيسا في سجن الحوثي (كالصحفي توفيق المنصوري، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، عبدالخالق عمران.

حيث تناولت الصحيفة أربع حلقات لأربعة صحفيين يمنيين نكل بهم جلادو الحوثي ولفقت لهم تهم جزافية وكيدية.

الصحفي المنصوري خمسة أعوام ونصف وما يزال حبيسا في سجن الحوثي
كانت الحلقة الأولى للصحفي توفيق المنصوري الذي ما يزال في سجن الحوثي منذ خمسة أعوام ونصف.

المختطفين في سجون
حيث مازالت المليشيات الحوثية ذراع إيران في اليمن تواصل انتهاكاتها بحق الشعب اليمني عامة والإعلاميين خاصة، ومع حلول اليوم ال 10 من ديسمبر يكون الصحافي المختطف توفيق المنصوري قد قضى 2136 يومًا في سجون عدة لميليشيا الحوثي الانقلابية، وتخشى أسرته على حياته بعدما تدهورت حالته الصحية بشكل مريع، خاصة منذ مطلع أكتوبر الماضي مع نقله وزملائه المعتقلين من سجن الأمن السياسي إلى سجن معسكر الأمن المركزي .

وبحسب أسرته، تعرض الصحافي توفيق المنصوري أثناء فترة اختطافه لإخفاء قسري مرات عديدة وبفترات زمنية مختلفة في عدد من أماكن الاحتجاز بصنعاء، عانى فيها من أساليب وحشية في التعذيب النفسي والجسدي وسوء المعاملة والتغذية وانعدام الرعاية الصحية، ما تسبب بإصابته بعدة أمراض مزمنة منها الربو وضيق التنفس وروماتيزم القلب والسكري والبروستات، الأخطر من ذلك كما تؤكد أسرته أن أعراض الفشل الكلوي بدأت تظهر عليه، وهو ما يهدد حياته في ظل انعدام أدنى اهتمام أو رعاية صحية، بل تعمل الميليشيا على دفعه لحافة الموت بمنع إسعافه أو دخول الأدوية له، للادعاء بأن الوفاة طبيعية .

الطفلة توكل بنت الصحافي توفيق المنصوري المختطف لدى ميليشيا الحوثي تدرس هذه السنة في الصف السادس الابتدائي، 5 أعوام ونصف العام لم تلتق والدها، قالت أمام جلسة استماع للصحافيين الخمسة الذين أفرجت المليشيات الحوثية عنهم في صفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة مع الحكومة الشرعية منتصف أكتوبر الماضي، إنها هذه الأعوام كانت تأمل أن يرى والدها نتائج امتحاناتها. يشتاق "ثائر" (الأبن الثاني لتوفيق) لوالده ولا يجد شيئا يشبع اشتياقه إلى رؤيته سوى تلفون والدته الذي يأخذه ويبدأ بالتنقل بين الصور ويحدق في إحدى تلك الصور بتمعن، يطيل النظر، ويقرب الصورة أكثر حتى تقترب فتمتلئ شاشة الهاتف بوجه والده، ويمتلئ قلب ثائر بالشوق والحنين لحضنه واستنشاق رائحته. نوران ) أبنة توفيق الصغيرة) كانت لا تزال بعمر ستة أشهر عند اختطافه، تشارك الآن وقد بلغ عمرها ستة أعوام، في وقفات للمطالبة بإطلاق سراح والدها، وتردد على الأرصفة وتحت الشمس والمطر هتافات لا تعيها .

وأم توفيق المسنة الصابرة أصابتها أمراض مزمنة وخطيرة منذ اعتقاله، مثل السكري والضغط، وإذا وصلها خبر عن وضع توفيق تزداد حالتها الصحية سوءًا، أما أبوه فتوفي في يونيو الماضي بعد تدهور حالته الصحية منذ اختطاف توفيق، وبالذات بعد اصدار ميليشيا الحوثي قرارًا بإعدامه وثلاثة من زملائه الصحافيين، ما انعكس سلبًا على صحته وأثر على جهازه المناعي في مقاومة فيروس كورونا، وتسبب في وفاته مغلوبًا ومقهورًا ومنتظرًا فلذة كبده توفيق .

في 9 يونيو2015، اختطفت ميليشيا الحوثي تسعة صحافيين من فندق بصنعاء، كانوا يتواجدون فيه ليتسنى لهم القيام بمهنتهم الصحافية وكشف الحقيقة في الوقت الذي كانت الدولة مسلوبة الإرادة، تعرضوا للإخفاء القسري وكان توفيق المنصوري أحدهم .

وتؤكد أسرة توفيق المنصوري أنه لا يوجد سبب لاعتقاله غير أنه صحافي، يعمل في صحيفة المصدر اليومية، إلا أن الميليشيا الحوثية تسوق قائمة من الاتهامات الملفقة بلا أي أدلة لإدانة الصحافيين والناشطين والمناوئين لها، إذ زعمت في قرارها الأخير في أبريل الماضي بإعدام توفيق وزملائه، عبدالخالق عمران وحارث حميد وأكرم الوليدي، اتهامات بنشر أخبار كاذبة دون أدلة. وتضيف الأسرة أنها تعيش في يوميات أوجاع وأحزان لا تنتهي ولا تتوقف منذ اعتقال توفيق، معاناة ونزوح وقلق وعجز، كل يوم يمر عليهم بأخبار مفجعة عنه وصحته وتدهورها، وعن المعاملة القاسية والحرمان من أبسط حقوقه داخل السجن، تتحمل الأسرة كل هذه الأخبار والمعاناة، ومعها أساليب ميليشيا الحوثي بإرهابهم وتهديدهم، وعدم السماح بزيارته، إذ كانت آخر زيارة في أغسطس الماضي، والسابقة منذ ثلاث سنوات تقريبًا، وحتى ترفض الميليشيا إدخال العلاجات الطارئة له .

وتطالب أسرة توفيق المنصوري الصحافي المختطف منذ 2136 يومًا في سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية برؤية ابنها بينهم، وتقول العالم يتضامن ويندد ويطالب بإطلاق سراح توفيق وزملائه .

إعلاميون خلف قضبان الحوثي
756 يومًا تعذيب للمنيفي في «سجون الرعب»

الصحفي عبدالله المنيفي قضى 756 يومًا قبل وإطلاق سراحه بوساطة قبلية ومبالغ مالية .
ذاق فيها صنوف من التعذيب من التعامل الوحشي والمرعب وهو في مقر سكنه.

وروى الصحفي المنيفي للصحيفة السعودية ما التفاصيل منذ لحظات اختطافه من قبل الحوثيين حتى تم الإفراج عنه.

وقال المنيفي “كانت ليلة مرعبة بالفعل مساء 18 فبراير 2016، حين طوقت أطقم ميليشيا الحوثي مقر سكني مع رفيقي حسين العيسي، وتعاملت معي بوحشية لحظة الاعتقال، ما يعكس الحقد الكبير على كل من يرفض الخضوع لسلطة الميليشيا المنقلبة على الدولة والشعب. "وأضاف" المليشيا لا تحتاج إلى دافع لاختطاف أو اعتقال شخص، يكفي أن يكون له موقف رافض لانقلابها على الدولة اليمنية وممارساتها ضد اليمنيين، وأما أن تكون صحافيًا فهذه جريمة في نظر الميليشيا لأنها ترى في الصحافي صوت الحقيقة الذي يعري أهدافها وشعاراتها الكاذبة، مبينا أن الحوثي يرى أن الصحافيين "شهود حقيقة" لذلك استهدفهم واختطف العشرات منهم وعذبهم بوحشية .

ومضى المنيفي بالقول: "حين سلمونا لسجن الشونة في معبر مع رفيقي حسين العيسي، وجدنا على البوابة مراهقًا حوثيًا مسلحًا تعامل معنا بسوء مدعيا أن اختطافنا جاء من أجل الوطن، بينما الواقع يقول غير ذلك فهم يريدون إسكات أصواتنا لتخريب ونهب خيرات الوطن" .

وأكد المنيفي أن رحلته في غياهب زنازين الحوثي بدأت في سجن سري بصنعاء لا يعرف مكانه تحديدًا، لمدة ستة أشهر كانت أقسى فترات الاختطاف، مضيفا "تعرضنا لتعذيب جسدي ونفسي وتحقيق عبثي، ثم أمضينا بعدها أكثر من عام في سجون حكومية سيطرت عليها الميليشيا الحوثية، بينما كانت آخر 3 أشهر مع مئات المختطفين مكدسين في جناح خاص بالمختلين عقليًا بالسجن المركزي بمدينة ذمار، وكانت فترة قاسية جداً" .

وأشار إلى أنه عانى الأمرين بعد أن ترك خلفه 5 أبناء يقاسون فقده، مؤكدا أنه تعرض لأساليب تعذيب كثيرة داخل السجون الحوثية، بدأت بالتعليق من اليدين في السقف لساعات طويلة، والضرب بالسياط على أنحاء مختلفة من الجسم وحتى الرأس، وصب الماء البارد عليه ثم الضرب مرة أخرى، والصعق بالكهرباء، والتكبيل في وضعيات مؤلمة لساعات طويلة لا يقوى بعدها على الحركة، وكتم الأنفاس مع عصب العينين من بعد العشاء وحتى الفجر، لافتا إلى أن رفاقه بالسجن فقدوا القدرة على الحركة لأيام وأثناء ذلك يهددون بالتصفية واختطاف أولادهم.

ولفت عبدالله المنيفي، إلى أن التحقيقات في المعتقلات الحوثية ليست لغرض استجلاء معلومات، إنما مدخل لممارسة التعذيب النفسي والجسدي، حيث لا وقائع أو تهم حقيقية، فالأسئلة عبثية عن قضايا لا علاقة للصحفي بها، إضافة إلى أسئلة حول قضايا مذهبية والرأي في قيادة الميليشيا، أما الاتهامات فغريبة ومثيرة للسخرية والتهكم، تبدأ من العمالة لدول الجوار إلى العمالة لأمريكا وإسرائيل وغيرها مت التهم الغريبة .

وقال المنيفي إنه بعد محاولات فاشلة للضغط عليه وأسرته لتغيير مواقفه، حصل على الافراج في 4 مارس 2018، بوساطة قبلية ومبالغ مالية، واصفا حاله حينذاك، بشعور مختلط بين الفرحة والحزن؛ الفرحة لخروجه من معتقلات الحوثي المظلمة، والحزن لبقاء رفاقه تحت سياط الجلادين. وتابع “التجربة بقدر ما فيها من الألم والقسوة فإنها ملهمة للسير في طريق تحرير اليمن من المجرمين، لقد خرجت أكثر إيمانًا بأهمية تحرير اليمن واستعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية، ولا يمكن لمن عاش سنوات في سجون الميليشيا التابعة لإيران وعايش عناصر عنصرية متطرفة، إلا أن يكون أكثر تمسكًا بهويته الوطنية وتحرير اليمن من هذه المليشيا الإجرامية ”.

الشهاب.. 1984 يومًا في مسالخ الميليشيات الحوثية
وواصلت الصحيفة السعودية (البلاد) فتح الملف الأسود لميليشيا الحوثي الإرهابية وجرائمها بحق الأصوات الإعلامية اليمنية الوطنية. وفي هذه الحلقة "الثالثة" نكشف مأساة الصحافي اليمني هيثم الشهاب الذي اختطف أثناء ممارسة عمله من أحد فنادق العاصمة صنعاء يوم 9 يونيو عام 2015، بصحبة ثمانية آخرين من زملائه الصحافيين، على خلفية نشاطهم في توثيق الانتهاكات الحوثية لحقوق الإنسان، ليقضي 5 أعوام وأكثر من 4 أشهر ( 1984 يومًا) في زنازين وأقبية تعذيب الميليشيا الحوثية، قبل ان يفرج عنه وأربعة آخرين من زملائه الصحافيين في 15 أكتوبر الماضي، بموجب اتفاقية تبادل أسرى ومختطفين أبرمت برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بين جماعة الحوثيين والحكومة الشرعية اليمنية، تشمل 1081 أسيرًا ومختطفًا، فيما لا يزال صحافيون وناشطون سياسيون آخرون رهن الاحتجاز، بينهم أربعة صحافيين قضت محكمة حوثية بإعدامهم، إثر محاكمة صورية تفتقد لأدنى مستوى من العدالة والمشروعية والنزاهة .

تعود بدايات مأساة الشهاب إلى يوم الاعتقال، 9 يونيو 2015، كان الشاب هيثم لم يمض على تخرجه إلا عام ويومين (متخرج من كلية الإعلام قسم الصحافة بجامعة صنعاء في 7 يونيو 2014)، كان بدأ توًا يشق طريقه في مهنة البحث عن الحقيقة، ليصطدم بجماعة ظلامية قائمة على الجهل والخرافة، حولت أحلامه كوابيس وحياته جحيمًا، يقول "لا تنقم ميليشيا الحوثي على أحد مثل ما تنقم علينا نحن الصحافيين أصحاب الكلمة المؤثرة التي تحارب أفكارهم المريضة التي يحاولون تسويقها للمجتمع بكل بشاعتها" .

اقتحم مسلحو الميليشيا الحوثية الفندق بالرشاشات وال "أر بي جي" ، وصوبوا أسلحتهم لصدور هيثم وزملائه باتهامات باطلة ملفقة، فتشوهم وأخذوا كل ما لديهم من أدوات وأجهزة باستثناء الملابس التي عليهم، بعدما فتشوها جيدًا، ونقلوهم إلى سجن الحصبة، شمال شرق صنعاء، تعرض “الشهاب” للتهديد بالتصفية ووضعه هدفًا في مخازن السلاح التي تتعرض لقصف الطيران، وبعد يومين نُقل إلى سجن البحث الجنائي ليظل شهرًا، من 11 يونيو حتى 12 يوليو 2015، مورس معه أقسى أنواع التعذيب أثناء التحقيقات، والتهديد بالتصفية أو استخدامه درعًا بشريًا في جبل نقم شرق صنعاء .

يتابع الشهاب” أدخلونا في غرف بدون فراشات أو بطانيات نمنا ثلاثة أيام على البلاط فوق التراب في البرد، رفضوا إعطاءنا الأكل ليومين، أما المرحاض فمرة واحدة فقط، الكلام ممنوع ومن يضبط يتحدث يعاقب بالضرب المبرح بالأيدي والأرجل والعصي .

نُقل الصحافي هيثم الشهاب إلى سجن الثورة الاحتياطي، ليظل هناك ستة أشهر أخرى، من 12 يوليو 2015 حتى 24 يناير 2016 ، استمرت خلالها يوميات الضرب بالهراوة والأسلاك الشائكة، ثم إلى سجن هبرة الاحتياطي بسعوان، من 24 يناير إلى 4 مايو 2016، حيث منع من رؤية الشمس أو الاختلاط بأي شخص، وهدد بالنقل إلى صعدة معقل الميليشيا الحوثية، وعلى إثر إضرابه عن الطعام، تعرض للضرب من "أبو خليل" مدير الاحتياطي .

كانت الفترة الأطول لهيثم الشهاب مع المعاناة والعذاب والانتهاكات والضرب والتنكيل في سجن الأمن السياسي، الأسوأ سمعة في اليمن، ليمكث هناك من 4 مايو 2016 إلى 2 اكتوبر 2020، تعرض خلالها للضرب إلى حد الموت، هددوه باختطاف أهاله، كما حاول مدير السجن المدعو “عبدالخالق” ابتزازه للعمل معهم وإصدار صحيفة من السجن، وكان رفضه إيذانًا بمزيد من التعذيب ووضعه في زنزانة تطفح فيها المجاري وتغطي فراشه وملابسه، وإذلاله بضربه أمام أسرته أثناء الزيارات .

ويؤكد الشهاب أن الحوثيين استقدموا لتعذيبهم أشد مسلحيهم عنفًا وعنجهية، ودربوهم على التفنن في البطش والتعذيب، والذي يتعامل مع المعتقلين ببعض الرحمة يرمى به خلف الشمس، ويرى أن المرور على السجون الحوثية أشبه بالمرور على شفرة حادة تجعلك تنزف وتتألم بقساوة، وتمر الأيام على الأرواح والذاكرة مرور المكواة الحامية، يقول إنه ذات يوم وجدوا معهم “سِنة قلم” في سجن الأمن السياسي، تعرضوا عقب ذلك للضرب والركل على الوجوه والدعس على الصدور، وهراوات الميليشيا ظلت لساعات تضرب أجسامهم بكل قوة، ورغم كل هذه البشاعات والانتهاكات لم ينالوا من عزيمتهم، “كنا مجردين من كل شيء لكنهم فشلوا في هزيمتنا”. وكشف أن الصحافيين المفرج عنهم قبل أقل من شهرين خرجوا نتيجة التعذيب مصابين بأمراض كثيرة، ضعف نظر وسكري وأمراض في القلب والكبد والكلى .

وطالب الصحافي هيثم الشهاب، المُفرج عنه حديثًا، المنظمات الدولية، عدم غض الطرف عن الجرائم والانتهاكات التي تمارس ضد الصحافيين والمختطفين عمومًا في سجون الحوثيين، في أقبية مظلمة ليل نهار وتمارس فيها كل صنوف التعذيب

إعلاميون خلف قضبان الحوثي
5 جلادين يتناوبون على تعذيب «حوذان »

لم يكن الصحافي اليمني أحمد حوذان أفضل حالا من سابقيه الذين تذوقوا ويلات التعذيب في سجون الحوثي، إذ تعرض هو الآخر لحفلات تعذيب حد الإغماء منذ اعتقاله أواخر سبتمبر 2018 حتى كتابة عمر جديد له بالخروج من زنازين المليشيا في سبتمبر 2019 ضمن صفقة لتبادل الأسرى بين الحكومة والميليشيا شملته وتسعة أشخاص آخرين، وفقا لما ذكر ل"البلاد” في الحلقة الرابعة من سلسلة “إعلاميون خلف قضبان الحوثي ”.

وقال حوذان إنه اعتقل أثناء تأديته واجبه المهني بتغطية تظاهرة احتجاجية منددة برفع ميليشيا الحوثي الانقلابية لأسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وعرفت حينها إعلاميًا ب"ثورة الجياع"، ليتحول من شاهد وموثق للقمع الحوثي إلى رقم جديد أضيف لقائمة ضحايا إجرام الميليشيا، ليقضي عامًا كاملًا في سجونها وأقبية تعذيبها، مؤكدا أنه تم تقييده ومصادرة كل مقتنياته وحمله في إحدى الآليات العسكرية بجانب عشرة شباب آخرين، أخذوا جميعا إلى قسم شرطة العلفي في منطقة التحرير، ومن ثم الزج بهم في زنازين سجن البحث الجنائي الذي يديره القيادي الحوثي المدعو أبو فاطمة، وذلك بعد يومين من التحقيق مغمض العينين ومعلقا على الحائط مع الضرب المُبرح والصفع على الوجه من العصر حتى الثانية صباحا، وتوجيه العديد من التهم التي لا سند لها مثل تنفيذ مخطط لإسقاط منطقة “حيران” في محافظة حجة، وتجنيد شباب من مديرية “ حجور” لصالح الشرعية، ورفع إحداثيات لمواقع في صنعاء، والتواصل مع صحافيين معارضين، وغيرها من التهم الغريبة، وحينما يرد برفض التهم تأتيه الصفعات من كل اتجاه بألواح خشبية مع الركل بعنف وتهديده بالإعدام وجعل سلاح الكلاشينكوف على رأسه في وضع الاستعداد لإطلاق النار .

وأضاف “ بلا إحالة إلى النيابة أو المحكمة أحلت إلى سجن الأمن السياسي، لتتواصل حفلات التعذيب اليومية وأبشع صنوف الانتهاكات بحقي، وظلت أسرتي تجهل مصيري لخمسة أشهر قبل أن أبلغهم عبر مكالمة مدفوعة الثمن بهاتف أحد الجنود، وبعد تسعة أشهر من اعتقالي سمح لعائلتي بالنظر إلي من على بعد 20 مترًا، وكان هذا أقسى مشهد تعذيب نفسي بالنسبة لي عندما رأيت دموع والدي وزوجتي من خلف السياج ”.

وأشار حوذان إلى أن سجن شملان كان أحد المحطات في رحلة تعذيبه، مبينا أنهم كانوا حوالي 25 سجينًا في زنزانة واحدة داخل بدروم عمارة كبيرة، وهناك 8 زنازين أخرى بكل منها ما بين 20 – 25 شخصا مع حمام واحد لكل زنزانة، بينما تحتوي المبنى على مخازن أسلحة، وتتدرب داخلها العناصر الحوثية يوميًا على هذه الأسلحة، ما يجعلها هدفًا شرعيًا لقصف الطيران، باعتبار أنها لم تعلن سجنًا رسميًا .

واستطرد قائلاً: “بعد تداول قصتي في المواقع الإخبارية أعدت مرة أخرى لسجون الأمن السياسي، وبدأت معي تحقيقات أشد قسوة تمنت معها الموت لأني تعرضت لأساليب تعذيب أعنف، إذ تفننوا في إيذائي بشكل جماعي وفردي، وأحيانًا أتلقى التعذيب من خمسة جلادين في وقت واحد، باستخدام عصي وكابلات كهربائية وربطي بالحبال على شباك لمدة طويلة، وضربي بالهراوات إلى أن تأثر عمودي الفقري، كما أن الزنازين مليئة بالقاذورات والحشرات ما سبب له والمعتقلين أمراضا جلدية”. وكشف حوذان عن وجود أطفال معتقلين لدى جماعة الحوثي في سجون الأمن السياسي، أحدهم كان من محافظة ذمار وعمر 16 عاما، اعتقل بتهمة العمالة بسبب سفره إلى ماليزيا، مؤكدا أن هذا الطفل حاول الانتحار أكثر من مرة، مشيرا إلى وجود نساء معتقلات في صنعاء يتعرضن للتعذيب المتواصل من قيادات عسكرية حوثية.

وأكد أحمد حوذان، إن الحوثيين لم يكتفوا بتعذيبه بل هددوه بالاعتداء على زوجته، بينما تعرضت أسرته للابتزاز المالي، وباعت والدته ما يملكون من ماشية، واستدانت قرابة 3 آلاف دولار لمتابعة قضيته، وتابع “أخذوا منها الكثير من المال مقابل وعود زائفة بالإفراج عني، إلى أن جاء الفرج ضمن صفقة تبادل أسرى، وأخرجت إلى مأرب ومنعت من العودة إلى منزلي وأسرتي في صنعاء ”.

مختطف محرر يروي أساليب التعذيب الوحشي والمعاملة السيئة
في سجن السياسي الذي يديره يحيى سريع
استخدموا مفتاح الزردية لتعذيبي وقلع أظافري من بين اللحم والضغط على رقبتي حد الإغماء
والضرب في الأماكن الحساسة.

وعلى نفس السياق سلطت الضوء صحيفة سبتمبر نت مع أحد المختطفين الذي تعرض لتعذيب جسدي لسنوات حيث لاقى صنوف التعذيب الوحشي.

يقول المحرر المختطف سنوات من التعذيب والحرمان، وبأساليب قذرة، تدل على وحشية المليشيا الحوثية المتمردة، التي تمارس أسوأ أنواع التعذيب وما زالت بحق المختطفين المدنيين، في سجونها القذرة، هي من يتحدث عنها المختطف المحرر "عبده مسعد صالح الزيادي" خلال لقاء وحوار من قبل الصحفي جبر صبر.

وروى الزيادي أصنافاً من التعذيب الوحشي الذي تعرض له مع مختطفين آخرين، في عدد من السجون، التابعة للمليشيا الحوثية، وهو التعذيب الذي تم بإشراف من قيادات كبيرة فيها، كشهادة حية، على وجوب إنزال أقسى أنواع العقوبات لجرائمهم البشعة التي مارسوها بحق المختطفين، ومنهم المجرم يحيى سريع، وهو مدير سجن سابق، ينتمي إلى مديرية بني حشيش محافظة صنعاء، بحسب رواية المختطف المحرر عبده مسعد الزيادي.

غيب الزيادي في سجون المليشيا قرابة خمس سنوات، حيث تم اختطافه مطلع يناير 2016م أخفي قسرياً في البداية في منزلين منفصلين، ممن المنازل التي استولت عليها المليشيا، وهو ما يعتبره اعتقالاً سرياً له ولغيره ممن نالهم إجرام الحوثيين.

يقول عنها بأنها أيام مرعبة، عاشها في معتقلات الحوثي السرية، متذكراً اللحظات التي تم اختطافه فيها: "أثناء الذهاب إلى عملي في المنطقة التعليمية بمنطقة السبعين بالعاصمة صنعاء، من قبل عصابة مسلحة مكونة من أربعة أشخاص وتم نقلي إلى بيت في قرية السواد حزيز وهو منزل الشيخ محمد موسى العامري، الذي تم تحويله إلى سجن سري".

واضاف الزيادي انه تعرض للتعذيب الجسدي والذي توزع ما بين
التعليق ورفع يدي إلى الجدار وقاموا بضربي بكابلات كهربائية، وتعمدوا ضربي بمنطقة الفخذ وأسفل الساقين من الخلف كونها أكثر منطقتين تضاعف الآلام، ثم بدأوا التحقيق معي مع الاستمرار بالضرب".

وقال الزيادي ان مليشيات الحوثي استخدمت في تعذيبه أدوات خاصة بالكهرباء لتقليم أظافره وكسرها والضغط على رقبته حد الإغماء حينها أغمي على ولم أعي إلا وأنا جالس على كرسي أمام المحقق وهم يضخون الماء على وجهي".

وأكد في حديث مطول له ان جلادو الحوثي كانوا يضعون العصا بأسفل رقبتي مكان الحنجرة ويقومون بالضغط عليها حتى يكاد يغمى على من شدة الخنق، فضلاً عن ضربي برأسي بالعصي والكابلات، ثم تم نقلي إلى بدروم العمارة ووضعوني في زنزانة ضيقة دون فراش أو غطاء وعلى البلاط وكانت أيام البرد القارس، واستمريت فيها لقرابة عشرين يوما".

صور من الحرمان
لحظات ألم كثيرة عاشها، يقول عنها: "عندما وضعوا " الزردية" على رقبتي ظلت رقبتي متورمة ما يقارب الشهرين، وذات مرة أعطوني تفاحة وقد كانت متعفنة فأكلتها مما سبب لي الإسهال والمغص الشديد حينها كنت أحتاج لكثرة الدخول إلى الحمام لكن لم يسمحوا بذلك مما زاد من ألمي ومعاناتي، كذلك البطانيات التي كنا نستخدمها كان بها حشرات سببت لنا الحساسية الشديدة، ناهيك عن عدم تعرضنا لأشعة الشمس نهائيا، كذلك خسرت من الوزن أكثر من عشرة كيلو بسبب قلة الأكل ورداءته، وحتى وإن وجدت ما يكفيك من الأكل لا تأكل خوفا من كثرة احتياجك الذهاب إلى الحمام وأنت لا تستطيع ذلك".

الضغاطة.. آلة تعذيب حوثية مستحدثة

وفي سجن الأمن السياسي الذي نقل إليه الزيادي بعد أشهر قضاها في البيوت المخفية يقول: "وضعونا خمسة أشخاص في زنزانة وأحدة، ثم تم نقلي إلى مكان ما يسمى ب(الضغاطة) وهو من أسوأ الأماكن التي سجنت فيها، وهو عبارة عن غرفة أربعة في خمسة متر فيها أربعة عشر سجينا، لا يوجد فيها تهويه، ومظلمة ليلا ونهارا".

ويضيف:" كنا نشرب من قصبة الحمام وقد كان الماء ملوث جدا ومتغير اللون والرائحة، كذلك كان الطعام رديء جداً وطباخته كذلك سيئة جدا، ومن رداءة الغذاء هناك اثنان من المختطفين معنا أصيبوا بالمغص الشديد والإسهال فقضوا حاجتهم بجانبنا بنفس الزنزانة بسبب منعهم من دخول الحمام، واستمر" البراز" بجانبنا إلى حين فتح الحمام".

وأشار الزيادي إنه في إحدى الليالي دخل مدير السجن يحيى سريع ( غير الناطق العسكري للمليشيا) وينتمي إلى بني حشيش إذ أخذ الأدوات المخصصة للشرب بعد أن طالبنا بالماء، وكان معه 30 عسكريا من أتباعه وأنهال علينا بالسب والشتم، وكان أحد السجناء نائماً، وحين صحا أعترض على أخذ مياه الشرب فتم إخراجه وضربه من قبل مدير السجن وعساكره، وقيدوه وسجنوه في زنزانة انفرادية في البدروم، وأعادوه إلينا بعد 23 يوما قضاها في الزنزانة لمجرد أنه اعترض فقط على أخذ ماء الشرب الوحيد الذي معنا، وعند عودته كانت آثار الضرب والتعذيب والجروح واضحة على جسده، واستمرت معاناتنا لأكثر من أسبوعين بسبب انعدام الماء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.