قوبلت زيارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "انتونيو جوتيراس"، وإبراهيم العدوف، سفير اليمن لدى الأممالمتحدة والوفد المرافق لهما ظهر أمس الأول إلى مخيم اللاجئين الصومال في منطقة خرز 150 كم غربي مدينة عدن، بالسخط، ورفع اللافتات المعبرة عن المعاناة الشديدة في المخيم وكذا من منظمة الشؤون للاجئين في بلادنا. وفد منظمة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين الذين زار مخيم اللاجئين في صحراء منطقة خرز التقى أولاً لجنة من الشيوخ والمسؤولين من النساء عن المعلومات وطرح سؤالين محددين من قبل المفوض السامي عليهم حول كيفية مساعدة اللاجئين في العودة إلى بلادهم والوضع الحالي للمخيم وما هي احتياجاتهم. وكانت معظم إجابات الشيوخ ترمي اللوم على الأممالمتحدة التي تقوم بدعم القبائل المتناحرة بالصومال بالمال وهذا يؤدي إلى استمرار المعارك الطاحنة بين أبناء الشعب الصومالي الواحد. وطالبوا أيضاً من الأممالمتحدة بضرورة وقف الدعم المادي لتلك القبائل وأن تلزم الدول المجاورة والصومال بعدم التدخل في الشؤون الصومالية، وأن على الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أن تدعم اللاجئين في اليمن وتحسن وضعهم المزري الذين لا يجدون المال والغذاء الكافي في المخيم. وخلال زيارتنا المرافقة للوفد ولنا أن نلتقي بعدد من اللاجئين لمعرفة همومهم التي طرحت من قبلهم وحظ كل لاجئ. حكايات مخزية: كل لاجئ أو لاجئه صومالية تجدها في مخيم خرز الصحراوي وأشعة الشمس الساقطة عليهم بحرارة عالية، لهم حكايات ينزف لها القلب وتذرف الدمعة مع كل حكاية يرويها لنا أي لاجئ في المخيم، وحاولنا بقدر الاستطاعة أن نجبرهم للتحدث إلينا، حيث قال اللاجئ نبيل عبده حاشي لاجئ صومالي منذ 18 عاماً أنه منذ عام 90م وحتى للحظة بعد انتقالنا من مخيم جحين في خرز والمعاناة تزداد سوءاً ولدى كثير من اللاجئين. وقال: هنا في المخيم لا يوجد لدينا كهرباء ونعتمد فقط على سماع الأخبار وما يدور في بلادنا عبر الراديو فقط، وبالنسبة للأكل فهي لا تتحدث عنه فإنه المفوضية تصرف على اللاجئين زيت، لتر واحد السكر والدقيق 4 كيلو فقط لمدة شهر،وهذا غير كاف أيضاً الرعاية الصحية في المخيم معدومة نتيجة الشحة في بعض الأدوية وكثير من الخدمات أيضاً معدومة ولكن نقول "الله معنا". منعت من الصحافة. لاجئة صومالية أخرى عند اقترابنا إلى جوارها لمعرفة أوضاع المخيم، أجابت لا أريد أن أتحدث أو التقاط صورة لأنني منعت عبر الحديث في الصحافة كفى ما تعرضت له عندما تحدثت في إحدى الصحف بالتهديد والوعيد من قبل إدارة المخيم. إلا أنها أصرت على التحدث وقالت: لقد قدمت على اليمن وعمري "6 سنوات" بواسطة قارب صغير ونزلنا في منطقة أحور بمحافظة أبين في عام 91م وحالياً أدرس في الثانوية السنة الأخيرة وندرس المنهج التعليمي اليمني بالإضافة على اللهجة الصومالية، وتواصل حديثها بالقول: إن وضعنا في المخيم صعب جداً المعيشة به ووالدي لا أعرف عنه شيئاً حتى اللحظة ووالدتي مسنة، فنحن نقوم خلال الإجازة الصيفية بالعمل في المنازل للخدمة وما نحصل عليه من المال نشتري الأقراص التي نحن بحاجة لها. وبالنسبة للشباب فإن المنظمة تساعد عدد مقبول فقط لا يتجاوز 3 أشخاص من أجل مواصلة دراستهم الجامعية والآخرين يقومون بتصفية السيارات في المحافظات اليمنية. وقالت: إن منظمة الأممالمتحدة تنظر للاجئين باليمن نظرة خاطئة نتيجة التعبئة الخاطئة من قبل اللاجئين الصومال في أميركا حيث يتم إخبارهم بأن اللاجئين في اليمن لديهم أرض وبلاد ورئيس ونحن نقول هل في الصومال رئيس وهل الصومال دولتين، ولهذا تعاملنا المنظمة عكس ما تتعامل مع اللاجئين الصومال في أميركا . وأكدت أن منظمة الشؤون للاجئين في اليمن تقدم لنا غذاء ليس بالشكل المطلوب كيلو ونصف رز ودقيق وبه حشرات وصعب هضمه. أمي قتلت: قصة مؤلمة جداً ترويها لنا إحدى اللاجئات الصوماليات عن قدومها لليمن، فقالت وعيناها تذرف الدموع لقد رأيت أمي تقتل أمامي وضع أحد الجنود السلاح على رأسها وأطلق الرصاص عليها وتوفيت في الحال، واضطررت برفقة أبو أولادي الأربعة إلى اليمن ولكن منذ تسع سنوات لا أعرف عنه شيئاً فقد أصبحت أخدم في المنازل لكي أعيش أنا وأولادي.. هذا نصيبنا. تسعة آلاف ولكن..؟ تسعة آلاف لاجئ صومالي في مخيم خرز ولكن ضنك العيش في المخيم لا تجد هذا الكم من العدد فهم لا يتجاوزون 1000 لاجئ ومعظمهم خارج المخيم لإيجاد لقمة العيش الصعبة. حيث أكد لنا الأخ/ عبدالله صالح مدير مخيم اللاجئين بخرز بالقول: وضع اللاجئين صعب جداً نتيجة الحر الشديد في المخيم والجميع يدرك أن اللاجئ الذي يزيد لجوءه خارج وطنه أكثر من 18 عاماً تتولد له عدة خيارات أولاً العودة إلى بلاده أو يندمج مع المجتمع الذي لجأ له أو يذهب إلى بلد آخر، وهذا ما حدث لكثير من اللاجئين البعض أندمج مع المجتمع اليمني والآخر غادر اليمن لغرض الهجرة. وتطرق مدير المخيم بالنسبة للتغذية فقد أكد أنه يعطى للاجئ حصته من الغذاء شهرياً من منظمة الغذاء العالمي قبل الدقيق والسكر والأرز، وبالنسبة للمبالغ المبالغة لم تعطى لهم، ونوفر لهم الماء والعلاج والتعليم مجاناً، أما بالنسبة لمرضى "الإيدز" لا توجد حالات سجلت لدى المخيم بهذا المرض وكل الأمراض الذي يعاني منها هي سوء التغذية وبقية الأمراض السارية المنتشرة في المجتمع. وأضاف: إن كان أهل المخيم قد تعودوا وأصبح شيء روتيني عند قيام بعض الأهالي القريبة من المخيم في خرز يقطع المياه عن المخيم لعدم أحياناً استجابة لمطالب أهل القرية من المفوضية فهم يلجؤون إلى قطع المياه عن المخيم. عجز الكلام: منظر أذهل الجميع المرافقين مع وفد منظمة الأممالمتحدة عندما التقى الوفد ببعض النسوة في المخيم لمعرفة معاناتهم حتى قامت بعض من النسوة المسنات تصرخ بصوت عالٍ ماذا نقول بعد 15 سنة في هذا المخيم بلدنا الصومال تحترق وشعبنا مشرد وأسرنا لا نعرف عنهم شيئاً ونحن هنا هل صحيح أننا لاجئون فقد سلبت كافة حقوقنا وأصبحنا نقاوم هذه المعيشة في مخيم خرز. حتى لا يُسلب شرفنا، وأخذت تذرف بدموعها أبكت جميع من كانوا متواجدين في القاعة الخاصة بالمخيم. المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "انتونيو جوتيراس" عجز عن الحديث وقال صعب جداً من 18 عاماً ولم يجد الحل أصبح وضع اللاجئ الصومالي في اليمن كما كان عليه منذ 18 عاماً.