لم يعد هناك ثمة خيار لمواجهة كل ما يجري على الخارطة الوطنية سوى أن يتحمل الكل مسئوليته الوطنية تجاه كل هذه التداعيات التي تهدد بنسف كل المنجزات وكل التحولات الوطنية والمكاسب التي كانت أمل الشعب وغاية الوطن وحين تحققت بدت عواصف الأحداث تتجه في مسارات خاطئة، الغاية منها هوتجريدنا والوطن من كل المنجزات التي تحققت بعد نضال شاق وطويل وبعد معاناة كثيرة وكبيرة، وهذا الوضع يضعنا اليوم أمام خيارات صعبة ومريرة وقد تكون مكلفة العواقب وهو ما يتطلب منا جميعا الارتقاء بمواقفنا وأفعالنا وتصرفاتنا وسلوكنا وخطابنا إلى مستوى التحديات العاصفة التي تهدد باقتلاعنا من جذورنا وهو ما لا يمكن القبول به فالسلطة وفق هذا الوضع مطالبة بأن تتحمل مسئوليتها وكذلك المعارضة وكل الفعاليات الوطنية والشخصيات الوجاهية والرموز المجتمعية وكل نشطاء المشهد الوطني، كل هؤلاء مطالبون بأن يتحملوا مسئوليتهم الوطنية والتاريخية وأن يعمل كل في نطاقه على إخراج الوطن من شرنقة الراهن وتداعياته وتبعاته وبصورة سريعة تمكنا من إنقاذ ما يجب إنقاذه من المكاسب الوطنية والتصدي لمنظومة الأحداث والمخططات التآمرية التي تسعي لإقتلاعنا فعلا من خارطة التفاعلات الحضارية وهو ما يتطلب من الجميع أن يقدموا تنازلات من أجل الوطن وفي سبيله ومن أجل الاستقرار المجتمعي، وأن تقدم السلطة تنازلات اليوم ومثلها المعارضة فهذا خيرا من أن يقدم الوطن لا حقا تنازلات قد تكون مؤلمة وهذا ما يجب أن يستوعبه ويتداركه الجميع والجميع مطالب في التصدي لكل هذه الظواهر وبقدر كبير من الحرص والمسئولية والتفاعل الخلاق الرافد لكل قيم الاستقرار وليس العكس. . ان كل الشواهد لا تزال تؤكد على إمكانية التصدي وإيقاف كل ما يجري على الخارطة الوطنية شريطة أن تتوفر الإرادة الوطنية والرغبة الصادقة للإصلاح من قبل كل الأطراف الوطنية المعنية وأن تقديم التنازلات المتبادلة شرط أساسي ومهم للخروج من كل تداعيات الراهن الوطني إن توافرت النوايا وأن التنازلات المطلوبة من الأطراف المعنية سواءً كانت في السلطة أو في المعارضة هي أقل وطئا وممكنة اليوم من تنازلات حتمية قد يدفعها الوطن والشعب غدا إن نحن تجاهلنا معطيات الراهن ومخاطره ومتطلباته. . فهل منا من يدرك أهمية البحث عن مخارج حتمية ويعمل بكل مصداقية وجدية للتصدي لظواهر الراهن قبل أن يفلت زمام السيطرة ونجد أنفسنا لا حقا مسيرين في قرارنا الوطني ولا نملك خيارنا للتحكم بشكل ولون وهوية وغاية وأهداف قرارنا الوطني نأمل أن يستوعب الأمر من بيدهم الأمر قبل أن يقع الفأس في الرأس وقبل أن ندرك فداحة المسار الذي نتجه إليه. . ؟