وصل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مساء أمس إلى مدينة تعز في زيارة للمحافظة يشارك خلالها المواطنين الاحتفال بالعيد الوطني ال20 للجمهورية اليمنية ال22 من مايو العظيم وتدشين العديد من المشاريع الخدمية والإنمائية في المحافظة. وكان فخامة الرئيس قد أطلع وهو في طريقه إلى تعز قادماً من محافظتي لحج و الضالع ومدينة قعطبة على السيول التي تدفقت إثر هطول الأمطار الغزيرة التي منّ الله بها على ربوع الوطن. وعلى صعيد متصل بالزيارات التفقدية لفخامة الأخ/ على عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى عدد من المحافظات فقد زار فخامته أمس محافظة أبين وحث خلالها أجهزة السلطة المحلية في محافظة أبين الصمود مع المكتب التنفيذي بالمحافظة في مجابهة القوى المعادية للوحدة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً. وفال فخامته خلال لقائه بمبنى المجمع الحكومي بزنجبار محافظة أبين أعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية:" على كافة أجهزة السلطة المحلية أن تصمد مع المكتب التنفيذي وألا يسمعوا للأقاويل". . مؤكداً أن الصمود ليس في العمليات العسكرية والأمنية في المناطق الجبلية التي فيها حروب أو شيء من هذا، ولكن أيضاً الصمود في مجابهة القوى المعادية للوحدة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً ". وأضاف :" لأن عند هذه القوى ردة فعل على كل ما يتم تحقيقه من انجازات، يتمثل فيما يسمى بالحراك وثقافة الكراهية، ولكننا متأكدون أن شعبنا العظيم في كل أرجاء الوطن ومنها محافظة أبين التي أُطلق عليها اسم البوابة الشرقية للنصر العظيم، أبين بكل شرائحها الاجتماعية وشخصياتها السياسية التي أعرفها حق المعرفة هم صمام أمان للوحدة الوطنية ". وتابع :" هناك أفراد قلائل لا يؤثرون وإنما يسيئون إلى سمعة أبناء أبين، فيما الأغلبية العظمى والجمهور الأكبر هم جنود الوحدة والتنمية والأمن والاستقرار. . داعيا إلى المضي قُدما إلى الأمام والصمود أمام كل التحديات التي تواجه المحافظات وقال فخامة رئيس الجمهورية :" يجب على كل رجال السلطة المحلية تحمل مسؤولياتهم بشجاعة واقتدار وثقة بالنفس دون الاقتداء ببعض المسؤولين الضعفاء في بقية أجهزة الدولة، ليس في أبين فحسب وإنما في بعض أجهزة الدولة، هؤلاء مسؤولون موظفون شكلاً ، لا يمتلكون شجاعة أدبية ويتحملون مسؤوليتهم حتى ولو اخطئوا ، فعندما يكون الموظف مخلصاً لعمله ويقول أنا غلطت لكن ليس بهدف الغلط وإنما بحسن نية، بمعنى أن يقول كنت أريد أن أبدع وأقدم شيء للمنطقة أو المحافظة ولكن أخطأت ويتحمل خطأه، لكن بعضهم ضعفاء فعندما يُسأل عن التعليمات التي تلقاها لعمل ما ، يقول: إنه تلقى تعليمات من فوق". . مؤكداً أن مثل هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا مسؤولين، ولا يشرفوا، ويجب على أي واحد تقديم استقالته طالما وهو لا يتحمل مسئوليته بدلاً من أن يقول إن هناك تعليمات من فوق ويُبدل بغيره فالكوادر موجودة. . وأضاف :" نريد من كل مسؤول أن يتحمل مسؤوليته ولا نريد مسؤولين متعيشين، مسؤول يقول أنا عملت، أنا أخطأت، أنا أبدعت، أنا أنجزت، وهناك إنجازات جيدة في أبين". . معبراً عن الأمل في أن تتحمل السلطة المحلية مسؤولياتها في المديريات وتتابع وتحاسب كل من يسيء إلى محافظة أبين بشجاعة وبقوة وباقتدار، كونهم يسيئون لأبناء محافظة أبين ويتقطعون في الطرقات وينشرون ثقافة الكراهية، وهذا لا يشرف مناضلي محافظة أبين الذين ناضلوا ضد الاستعمار والإمامة وقاتلوا جنباً إلى جنب وانتصروا للوحدة". ومضى قائلا :" لا يشرّف أبناء محافظة أبين حتى الجلوس مع هؤلاء المرتدين عن الوحدة، اصمدوا والى الأمام وحاسبوا الذين يسيئون إليكم ويقطعون الطريق ويختطفون القاطرات، فمثل هؤلاء لا يشرّفون هذه المحافظة البطلة التي قاتلت دفاعاً عن الثورة والوحدة والجمهورية والحرية والديمقراطية، فرجالها أوفياء، وسيظلون أوفياء، ونحن كل ما أنجزت السلطة المحلية سنقدم المزيد من الدعم". . داعياً إلى المزيد من الانجازات التنموية والخدمية وترسيخ البنية التحتية ليكون ذلك الرد العملي على دعاة الانفصال ". وقد أعرب فخامته في بداية حديثة عن سعادته لزيارة أبين قائلا :" أنا سعيد بزيارة محافظة أبين والالتقاء بالمجلس المحلي والمكتب التنفيذي وقبل ساعات كنا قد افتتحنا مشروعاً استراتيجياً هاماً يتمثل في مصنع الأسمنت في باتيس، وهناك مصنع آخر سيتم افتتاحه في أغسطس القادم ". وأضاف:" كما زرنا الإستاد الرياضي الذي تنفذه وزارة الأشغال العامة والطرق بتكلفة حوالي 12 مليار ريال، بالإضافة إلى انه سيتم افتتاح عدد من المشاريع بالمحافظة بتكلفة حوالي 37 مليار ريال فضلا عن المشاريع الهامة التي سيتم وضع حجر الأساس لها بتكلفة 20 مليار ريال، وكل هذه المشاريع خدمة للمنطقة تنمويا وخدميا ". وأعرب فخامته عن أمله بتعاون أبناء محافظة أبين مع السلطة المحلية وعلى المكتب التنفيذي تأدية عمله بشكل جيد، خاصة وان تنفيذ هذه المشاريع يعتبر الرد العملي على العناصر المرتدة على 22 مايو، والمضي قدماً إلى الأمام دون توقف ". مشيداً بالانجازات التي تحققت لمحافظة أبين، معربا عن شكره لأجهزة السلطة المحلية على تفانيها في العمل وعلى المكاتب التنفيذية التعاون مع السلطة المحلية لتحقيق الانجازات. وقال فخامة رئيس الجمهورية " كنا حددنا منطقة صناعية من جولة كالتكس بالاتجاه الغربي الفردي في اتجاه المصافي ، والآن سنوسع المنطقة الصناعية بحيث تستفيد منها الحركة العمالية بأبين، خاصة ونحن خلال مابين 4 أشهر والى خمسة أشهر سيكون لدينا طريق خطين يمكن من الوصول إلى محافظة أبين في فترة لا تزيد عن 20 دقيقة، وهو شيء رائع أن تتوسع المنطقة الصناعية إلى أبين، كما أن جزءاً من المنطقة الصناعية سيخصص للبتروكيماويات لتكون في بلحاف بشبوة". وقال فخامته " لابد أن نوزع المصالح الصناعية في الحديدة وحضرموت والمحافظات الأخرى، بحيث لا تكون مقتصرة على مكان واحد ، وجميل أن نرى مئات العمال يعملون بالإستاد الرياضي ويقدرون حالياً ما بين 1400-1500 عاملاً، يعيل كل واحد منهم أسرة مكونة على الأقل من 5 أفراد". وأشار إلى أهمية العمل لما من شأنه الحد من البطالة ومكافحة الفقر بجذب الاستثمارات وتشجيع المستثمرين. وقال " يجب أن نشجع المستثمرين ونحميهم من أجل توفير فرص عمل لكل الشباب العاطل في كل المحافظات، فنحن ليس لدينا ثروة نفطية أو معدنية أو غازية كبيرة، واكتشافاتنا متواضعة ولا يزيد ما نستخرجه من النفط عن 270 ألف برميل يومياً، يذهب 50 بالمائة منها للاستهلاك المحلي، فيما لازلنا نستورد الديزل من الخارج وندعمه، ولم نحمل المواطن أي أعباء رغم الصعوبات الاقتصادية والأزمة العالمية". وأضاف فخامة الرئيس " الذين يتحدثون في الصحافة عن التوزيع العادل للثروة، نقول لهم أين هي الثروة حتى نوزعها، فهؤلاء مزايدون، بياعوا كلام، وهذه من مزايا النهج السياسي في اليمن التي اختارت نهج التعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة، فهو شيء جميل، كل واحد يتحدث بما يريد لكن ما يصح إلا الصحيح، والهراء يظل هراءً ويتبخر في الجو". وتابع قائلا " هناك رجال صادقون وشجعان، كما أن هناك أيضاً نساء في كل المحافظات يمتلكن الشجاعة، فالنساء شقائق الرجال ونصف المجتمع". واختتم فخامة الرئيس كلمته قائلا " أحيي الأداء الممتاز في محافظة أبين خدمياً وتنموياً وثقافياً واجتماعياً، واحيي الأجهزة الأمنية على أداءها الممتاز والمتميز بالمحافظة، كما اهنأ تهنئة حارة أبناء أبين البواسل بمناسبة العيد الوطني ال20 للجمهورية اليمنية وعلى مواقفهم الشريفة والنظيفة، وأحيي كذلك المناضلين والشهداء والمعاقين الذين ضحوا من أجل الثورة والوحدة في مختلف المراحل".