السياسي الهجوم الأخير الذي شنته القاعدة على مقر الاستخبارات في عدن لما له من بصمات إرهابية واضحة، شكل إدانة واستنكارا كبيرين لدى كل فئات الشعب اليمني، باعتبار أن هذه الأعمال الإرهابية مساس بالأمن والاستقرار والسيادة الوطنية، وخدمة كبيرة يقدمها الإرهابيون لأعداء الوطن والأمة، ودعم وسند كبيران للتمرد الحوثي في شمال الشمال من أن يجد لنفسه تموضعاً أقوى في ظل تبديد إمكانية دولةلملاحقة ثلة الإرهابيين والذهاب للاشتغال بقضايا لاشك أنها تلهي الدولة عن القيام بواجبها إزاء مخطط التمرد الحوثي وهو صورة أخرى من الإرهاب المدعوم والمسنود من قبل القاعدة في ظل تبادل مصالح تتوالى جميعها بمشروع فوضى عارمة وعدم استقرار في اليمن، بهدف تصدير ذات الفوضى إلى المملكة العربية السعودية، ودول الخليج وهو ما تسعى إليه بدأب الإمبراطورية الفارسية وحلفاؤها من منفذي السياسة الصهيوأميركية..وبقدر استنكارنا لهكذا أعمال قبيحة يتبرأ منها كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، وبذات القدر ندعو الجهات المعنية إلى استيعاب أبعاد المعركة مع الإرهاب وهو يتضافر في أعماله مشينة مع التمرد الحوثي في صعدة باعتبار أن كليهما نتاج وصناعة أعداء الأمة الذين يبحثون عن مبررات الأقلمة والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية بذريعة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، ومن ثم إعطا المبرر الكافي للأجنبي كي يجول ويصول في الأراضي اليمنية بحرية تامة ضد اشتراطات ضاغطة تفرضها كإملاءات الدول ذاتها الداعمة للتمرد الحوثي..هكذا نجد أن القاعدة والحوثية خرجا من مشكاة واحدة وأنتجا معهما الحراك الانفصالي والقائمة لا تزال مفتوحة لمزيد من التداعيات المضرة أولاً بالاقتصاد الوطني وإرهاق الدولة وجعلها تتعثر في مجمل مشاريعها بما يمكنها من الوصول إلى مراميهم الخبيثة كقوى بديلة قادرة على صناعة الأمن والاستقرار ومن ثمة أي نقل للمعركة من الداخل اليمني إلى الجزيرة والخليج وهو الأهم والأخطر والأكثر ضراوة على الأقل في المستقبل القريب أو المتوسط..وما لم يوجد تنسيق : أمني، سياسي، ثقافي، اقتصادي عالي المستوى بين الدول المعنية كاليمن والسعودية فإننا سنجد ولات حين مناص اليمن بين فكي كماشة. الإرهاب والانفصال وبينهما الدولة الممأزقة، القابلة للانهيار حتى الصوملة.. فهل آن الأوان للخروج بالوطن من هذا التداعي المخيف..؟ هل تتكامل جهود دول المنطقة في القضاء على الإرهاب بكل أدواته أكان قاعدة أو حراكاً إنفصالياً أو ديانة إثنى عشرية تظل تطل من صعدة قابلة لتكوين دولة شيعية ومرجعيتها "قُم"...هل فهمنا ماذا يعني صمت المعارك في شمال الشمال وبدايتها من لدى القاعدة وهل أدركنا تبادل الأدوار بين القاعدة والحوثية؟!.. اللهم إنا قد بلغنا.. اللهم فاشهد..