أكد وزير التنمية الاتحادي أهمية سياسة ألمانيا التنموية في اليمن.. وأوضح السيد ديرك نيبل -الذي زار اليمن مؤخرا- في حوار أجراه معه "راديو ألمانيا من كولونيا" ونقلته وكالة سبأ، أن محاور المساعدات الألمانية لليمن تتركّز في مجالات: التعليم، توفير المياه، ودعم الحكم الرشيد.. وأوضح أن بلاده تعمل مع اليمن وفق ثلاثة محاور أساسية: الأول: التعليم فالتأهيل العلمي شرط أساسي لحياة مستقلة، والحصول على التعليم في اليمن ليس متاحا للجميع خصوصاً الفتيات، فالتعليم ليس ممكناً لجميعهن وهو بلا شك شرط أساسي ليتمكّن الناس التفكير بما يحدث معهم. لذلك يعتبر قطاع التعليم مُهماً. الثاني: الموارد المائية التي تتناقص باستمرار. نحن نعمل معاً في إدارة الموارد المائية، لكي نستغل الكميات المتوفِّرة من المياه بصورة اقتصادية، وكذلك توفير المياه والصرف الصحي، لإزالة قليل من الضغوط الناجمة عن المشكلة التي باتت تتزايد باستمرار بصورة طبيعية للتزايد المستمر في عدد السكان. المحور الثالث والأهم على أية حال: موضوع الحكم الرشيد. وهو موضوع أوسع وأكبر من بناء سلطة لمكافحة الفساد ومحكمة لمراجعة الحسابات، بل إنه يتمثل قبل أي شيء في الحوار السياسي، الذي وصل إلى حالة من الشلل هنا على وجه الخصوص، بين الحكومة والمعارضة. وعن المشاريع التي زارها نيبل وتنفذه بلاد في اليمن أكد أنه لم يتمكّن من زيارة كل المشاريع بسبب الوضع الأمني.. مشيراً إلى أن الموظفين المحليون والمستثمرين العرب أيضا لم يتمكنوا من الدّخول إلى مواقع المشاريع.. معتبراً هذا الوضع سيِّئاً وأنهم يرغبون في تحسينه من خلال مفهوم أمني جديد لكي يروا ما إذا كانت الأموال تصبّ في القنوات الصحيحة وترافق سير العمل في المشروع.. وحول مإذا كان قد تحدث مع الأطراف المعنية في اليمن ليعرف أين تذهب تلك الأموال قال: نعم، لقد تحدثت مع كلا الطرفين، الحكومة والمعارضة وتأكدت في تلك اللحظات من أن هناك قطارين كل يسير في مواجهة الآخر، لأنه على عكس الوضع لدينا، لا يدور الخطاب السياسي هنا بالنقاش، الذي يجري أحيانا وسط الرأي العام كجدل، بل يجري الخطاب السياسي هناك كل ما استدع الأمر، بهجوم كل طرف على الآخر بشكل عنيف.. لذا، من المُلح جدا الاهتمام بالاتفاق بين الحكومة والمُعارضة، الذي أٌبرم قبل بضعة أشهر بشأن استراتيجية وطنية للتواصل، وذلك حتى موعد إجراء الانتخابات في أبريل، واستئنافه. وأشار الوزير الألماني إلى أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية لليمن كانت من أجل الحديث مع رئيس الدّولة حول أن فكرة تعديل الدستور ربما قد تكون فكرة غير جيِّدة، بحيث يكون تمديد فترة الحُكم شيئ مُمكن من حيث القانون.. ذاكرا في الوقت ذاته زيارة الرئيس التركي.. وعنما إذا كانت ألمانيا تضع شروطا للمساعدة التي تقدمها لليمن كما يتم التعامل مع مسألة الإرهاب قال السيد ديرك نيبل: كلا، قضية الإرهاب ليست ما نشترطها، مع ذلك، سنجري، على ضوء خُطة التنمية الخمسية للحكومة اليمنية، مُفاوضات مع الحكومة القادمة في مايو ويونيو، وفيها سنكتب أيضاً أهدافاً واضحة، يمكن التوصل إليها في فترة زمنية محددة، لكي نتمكّن من تقديم المال. وهذا ما يُعرف باللغة الألمانية الحديثة، مساعدة في طور التسليم.. إلى جانب ذلك، أيضاً محور الحُكم الرشيد، وهذا يعني على الأقل: مزيداً من تراجع حُرية الصحافة. إذا كان ذلك مُمكناً، ينبغي ضمان تعزيز حُرية الصحافة وحُرية التجمع وحُرية التعبير ومواصلة مكافحة الفساد. ويمكن الاتفاق مع الشخصيات الرئيسية الواضحة بشأن ما إذا كان بالإمكان بلوغ هذه الأهداف أم لا.. مؤكدا أنه إذا لم يتم التوصل إلى تلك الأهداف، فإنه لن يتم تقديم الأموال.. مضيفاً: نحن متفقون على أهداف مشتركة.. فلسنا مستعمرين، لذلك الأهداف التي تضعها الحكومة اليمنية في مجالاتنا التي من المُمكن أن ننشط فيها ونرغب في أن ننشط فيها وتم الاتفاق عليها هي المعيار. وإذا ما حققت الحكومة اليمنية هدفا واحداً من تلك الأهداف وحددنا نحن أهدافا مبدئية مشتركة، حينها ستقدّم الأموال متى ما تم التوصل إليها، وأعتقد بأن ذلك اتفاق عادل جدا.