بعد أن عصفت الثورة المصرية بالفرعون المتربع على كرسي الحكم منذ ثلاثة عقود، وسطرت مصر في غضون أيام معدودة سيرة الغد بانتفاضتها المجيدة.. انتفضت الأمة العربية من أقصى مغربها إلى أدنى مشرقها ترقص فرحاً في الشوارع مثلما دب الرعب في أنظمة عربية شتى من انتقال حمى الاحتجاجات إلى بلدانها.. حيث باتت رياح التغيير على كل الأبواب خرج الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات3 اليمنية أمس السبت في مسيرات مؤيدة للثورة المصرية، ما دفع بأصحاب المحلات التجارية ولا سيما محلات الذهب في عدد من شوارع الأمانة للمكوث على أبواب متاجرهم، متخوفين من أعمال شغب قد تطال محلاتهم . مؤيدو الحزب الحاكم توافدوا بزخم كبير إلى ميدان التحرير بالعاصمة، ونصبوا خياماً إضافية في الميدان، ورددوا هتافات مؤيدة ومناصرة لرئيس الجمهورية، كما نددوا بمن أسموهم دعاة الفوضى والتخريب.. ما توجهت مسيرة طلابية من أمام جامعة صنعاء صباح أمس نحو السفارة المصرية.. مرددين هتافات مناوئة للسلطة والحزب الحاكم، إلا أن مجموعة من مؤيدي السلطة تصدوا للمحتجين في ميدان التحرير بوسط صنعاء.. واندلعت اشتباكات بين الجانبين واستخدم ناشطون مؤيدون للحكومة الأسلحة البيضاء التقليدية والهراوات لإرغام المتظاهرين المناهضين للحكومة على الفرار حسب بعض المشاركين في التظاهرة. وكان رئيس الجمهورية أعلن انه سيتخلى عن منصبه عندما تنتهي فترة ولايته الحالية في عام 2013 بالإضافة إلى تأجيل الانتخابات وتجميد التعديلات الدستورية التي تم إجراؤها دون توافق مع أحزاب تكتل المشترك.. وجدد الرئيس دعوته للتكتل المعارض بالعودة للحوار الوطني، لكن المعارضة لم ترد بعد على دعوته للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، وتريد المعارضة أن تجري الحوار تحت رعاية دول غربية أو خليجية. وقد أحكم أنصار حزب المؤتمر الحاكم في اليمن السيطرة على ساحة ميدان التحرير وسط العاصمة, خشية من قيام متظاهرين للمعارضة بالبقاء في الميدان كما جرى في مصر.. ويؤكد مؤيدو الحاكم أن سيطرتهم على التحرير- الساحة- مستمرة حتى يعود أنصار المشترك إلى رشدهم- حد تعبيرهم. وحسب وكالة رويترز فإن مسؤولون ب"الشعبي العام" وزعوا مبالغ مالية صغيرة من النقود لمكافأة المتظاهرين المؤيدين للحكومة، استخدم البعض هذه الأموال في شراء الطعام والقات الذي توفره يحول دون اندلاع الاحتجاجات في اليمن وفقاً للوكالة. ونقلت صحف موالية للمعارضة أن المشاركين في مظاهرة احتفالية بانتصار ثورة مصر ليل أمس الأول في العاصمة لدى وصولهم بالقرب من السفارة المصرية كان قد سبقهم تواجد أمني كثيف، أحاطوا ذات الشارع بصف كبير من الشرطة الراجلة لمنع المسيرة من الوصول إلى أمام مقر السفارة.. مشيرة تلك المصادر إلى أن سيارة شرطة بيضاء قامت باختطاف عشرة شبان لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن السلطات اليمنية اعتقلت ليل الجمعة ما لا يقل عن عشرة أشخاص بعدما احتفل محتجون مناهضون للحكومة بسقوط مبارك. من جهته دعا مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان الجهات الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها وواجباتها والتي على رأسها حماية المواطنين وضمان أمنهم.. مطالبا بسرعة القبض على المعتدين وإحالتهم على الفور إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، كما دعا إلى ترسيخ النهج الديمقراطي وإتاحة حرية التعبير وتعزيز مبادئ الشفافية وقيم النزاهة كضمان لاستقرار المجتمع وصوناً للكرامة الإنسانية. وكان مصدر يمني مسؤول في بيان صحافي إثر تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة قال إن الحكومة اليمنية تابعت باهتمام بالغ تطورات الأحداث في مصر وهي تعبر عن احترامها لخيار وإرادة الشعب المصري وثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على إدارة شؤون البلاد خلال هذه الظروف العصيبة التي تمر بها وبما يوصلها إلى بر الأمان.