ذبح رئتيه السعال ،فكل جزء من رئتيه أصبح مقهى للتدخين،تلاشت الخلايا والحويصلات الهوائية وتلاشى عددها،كل ساعة يصيبه السعال ويسعل حتى يظن أهل بيته وزوجته بأنه سيموت، أصبح شراب السعال دوماً في يده كبخاخ ضيق التنفس، ولكنه دوماً يسمي شراب السعال الطعم الحلو لأنه لا يفيد معه ولا يغير من السعال الذي يلازمه ،ففي كل ركن في بيته قنينة ماء لعل وعسى أن يبقى بمفرده في البيت ولا يستطيع الذهاب لشرب الماء في حال انه أصيب بالسعال، أصبح سعاله قضية رأي عام شغلت أهل بيته وحارته والمحافظة التي ينتمي إليها، فابنه الأكبر دخل كلية الطب لكي يفهم حالته ويعطيه العلاج المناسب ومع ذلك لا جدوى، فهو دوماً ما يدخن ولا يبتعد عن التدخين، يحبه لحد الجنون والهوس ويشعر بأن الدخان هو الشيء الذي يتنفس فيه براحه، حتى أصابه في يوم ضيق تنفس هرعت إليه زوجته وأولاده عندما لم يستطع التنفس ،واجتمعوا حوله فقال: -لا داعي لأن تحضروا لي الماء أو الدواء، لقد مليت من تناول كل هذه الأشياء، اسمعوا شيئاً مني وربما يكون آخر شيء أقوله لكم الابن:لا تقل هذا يا أبي سننقلك إلى المشفى الآن؟ يرد عليه:لا يا بني لم يبق لي إلا نفساً واحداً وأغادركم .. الابن:لا تقل هذا يا أبي .. يرد عليه:اسمعوا ما أريد أن أقوله لكم ..أريد أن تنفذوا وصية بعد أن أموت (الوصية السياسية) 6 الإبن: سياسية... وصية ماذا تقصد يا أبي ...؟؟؟ 7 يرد عليه: لا تقاطعوني ..وانصتوا لي جيداً..أريد أن تنفذوا وصيتي السياسية في هذا المنزل ..وهو أن ......فذهب في نوبة سعال..حتى فارق الحياة ..