من المعروف أن نظام البعث السوري هو من أكثر الأنظمة الشمولية استعراضا للشعارات و تمسكا بها و مخالفتها في نفس الوقت ! فهو يتحدث كثيرا عن حرية الأمة العربية و إنعتاقها بينما يمارس في الواقع أدوارا خطرة للغاية في تعويق الأمة و تكسيحها عبر اللجوء لمختلف الوسائل التآمرية للنخر من الداخل عبر تشجيع و دعم الجماعات و التيارات التكفيرية المتطرفة و تسهيل تحركاتها بل و تقديم كل المساعدات اللوجستية لها رغم أنها قد إنقلبت على صانعيها و باتت تضرب خبط عشواء لصعوبة السيطرة عليها و توجيهها. وحديث الدجل القومي الذي يميز قيادة البعث السوري حديث طويل و شائك و بملفات معقدة للغاية ، فكل الجعجعة الإعلامية المزورة عن مواقف قومية لا يوجد ما يؤكدها أو يدعمها بل العكس هو الصحيح تماما من خلال مراقبة تفاعلات الأحداث في الساحتين العراقية و اللبنانية خلال العقود الأربعة الأخيرة. فاحتلال لبنان جاء بالتواطؤ مع قوى لا علاقة لها بالعمل القومي من بعيد أو قريب و الخلاف التاريخي الطويل و اللدود مع نظام البعث العراقي الراحل عبر عن نفسه من خلال إتخاذ مواقف إنتقامية متبادلة لم تراع خلالها المصلحة القومية و لا حتى القطرية ، فقد تحالف النظام السوري مع النظام الإيراني منذ بداية الثمانينيات رغم إعلان نظام طهران الواضح و الصريح بأن هدفه النهائي و الستراتيجي هو إنهاء نظام حزب البعث!. ومع ذلك كان هنالك تحالف ستراتيجي ما زال قائما بين نظام الولي الخراساني الفقيه و نظام البعث السوري!! و هو تحالف ذو أبعاد طائفية لا علاقة له أبدا بكل الشعارات التحررية ، لقد إدعى النظام السوري طويلا بأنه يساند قضية تحرير الشعب العربي في الأحواز و يتبنى تلك القضية و يدعم المناضلين الأحوازيين الهادفين لتثبيث الثقافة العربية واحتضان العالم العربي و الخروج من شرنقة التفريس و التجهيل و سرقة الموارد و الحقوق و حقهم التام الواضح و الصريح في تقرير مصيرهم بعيدا عن أية وصاية كانت و بموجب المواثيق و الأعراف الدولية و الإنسانية. ولكن يبدو أن النظام السوري وهو يعيش تداعيات فوضاه الداخلية و مواجهة استحقاقات و ملفات المرحلة القادمة الصعبة قد تخلى حتى عن ورقة التوت و باشر بإتباع سياسة ذيلية مخجلة لنظام طهران و أرتضى لنفسه أن يكون وكيلا أمنيا للنظام الإيراني ليقوم بتصفية و مطاردة أحرار الشعب الأحوازي و إعتقالهم و تسليمهم لنظام الحليف المعمم في خروج واضح ومخجل عن كل الشعارات القومية المزيفة الذي ظل يتعيش على بضاعتها لعقود طويلة و هي أسوأ نهاية و أبشع منقلب للنظام ، فقد قام النظام السوري في وقت سابق بتسليم المناضل العربي الأحوازي سعيد هادي لأجهزة الأمن الإيرانية كما قام النظام أيضا بفعلة نكراء تتمثل في منع سفر واعتقال و تسليم السيدة الأحوازية ( معصومة الكعبي ) و أولادها الخمسة الصغار في مطار دمشق بينما كانوا في طريقهم للدانمارك لنيل اللجوء هناك و من ثم تم تسليم الأسرة الصغيرة و عن طريق جهاز المخابرات السورية لأجهزة الأمن الإيرانية في قرصنة واضحة غير منطقية و لا مقبولة و قد مرت بصمت رغم أنها جريمة إختطاف واضحة ليست بجديدة في عرف نظام المخابرات. فقد تم تغييب واعتقال العديد من المعارضين و الأحرار و كان أحدهم السيد شاكر الدجيلي العراقي الأصل و السويدي الجنسية و الذي اختفى من مطار دمشق بينما كان في طريقه للعراق قبل أربعة أعوام!! و مسألة الخطف و التغييب هي واحدة من أبشع الملفات التي يصمت عنها الرأي العام الدولي ، و تضامن نظام البعث السوري مع نظام العنصريين القوميين الاستئصاليين في طهران لن يجدي نفعا و لن يمنع الحركة التحررية المستعرة للشعب العربي في الأهواز المحتلة بل سيصعد من جذوة النضال و الكفاح ففي حرية الأهواز الجواب الشافي على كل مؤامرات و دسائس و أحابيل نظام طهران ، و ستنهار كل معادلات التحالف الفاشية ضد حرية الشعوب و في طليعتها الشعب العربي الحر في الأحواز ، فتلك حتمية التاريخ .