أجمع المشاركون في حلقة نقاشية بعنوان (الانتخابات الرئاسية المبكرة كمدخل نحو ديمقراطية حقيقية في اليمن) أقيمت أمس بصنعاء، على أهمية تكاتف جهود الجميع من إعلاميين وأحزاب سياسية لضمان نجاح سير العملية الانتخابية والمشاركة الشعبية الواسعة فيها. وقال كبير خبراء مشروع دعم الانتخابات في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي الدكتور/ بهرام أباجيان إن العمل مع منظمات المجتمع المدني في اليمن من أجل دعم العملية الانتخابية يعد من أهم اهتماماتهم في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في هذه اللحظة. وأكد أباجيان في افتتاح الحلقة النقاشية التي نظمتها مؤسسة إرياب للتنمية والدراسات بالشراكة مع مشروع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي للدعم الانتخابي في اليمن أن هذه الانتخابات حتى وإن كانت توافقية وغير تنافسية فإنها تؤسس لمرحلة ديمقراطية جديدة في اليمن وسيعمل اليمنيون ومعهم المجتمع الدولي على تأسيس قواعدها في يمن آمن ومستقر بعد الانتخابات وفقاً لبنود اتفاق سابق بين الأطراف اليمنية. وقال المحلل السياسي عبده سالم إن على أطراف العمل السياسي والشعبي أن يعملوا جميعاً لإنجاح الانتخابات القادمة، موضحاً في ورقة له قدمت في الحلقة بعنوان "دور أطراف العمليّة الانتخابية في تحشيد الناخبين" أنه لا يجب الربط بين نجاح الانتخابات وإنهاء اعتصام الشباب، لأن المبادرة الخليجية التي تعتبر هذه الانتخابات من بنودها نصت على حق الشباب في البقاء والاعتصام والتصعيد. وأكد سالم أن اليمنيين في هذه الانتخابات على موعد مع التاريخ ويجب أن لا يخلفوه، معتبراً الانتخابات التوافقية القادمة تتفق مع طموحات الشباب في التغيير، وهي لا تتعارض مع استمرار فعاليات الشباب في التغيير الكلي. من جهته، وصف محمد الغباري –الكاتب الصحفي والمحلل السياسي- المبادرة الخليجية بأنها شكّلت المخرج الأمثل والمناسب لتجنيب اليمن إسالة المزيد من الدماء، على الرغم من سلبيتها. وقال: ينبغي أن يطوي اليمن في 21 فبراير 2012م صفحات حقبةٍ سيئة من الحكم امتدت بين 1978م و2011م. ودعا الغباري في ورقة قدمها للحلقة النقاشية حول دور وسائل الإعلام في إنجاح الانتخابات الرئاسية، وسائل الإعلام إلى تظافر الجهود لإنجاح هذه الانتخابات، والحشد لها بكل ما أوتيت من إمكانات من خلال إظهار النتائج الايجابية للانتخابات وما سيترتب على فشلها من دخول البلاد في أتون حرب أهلية مدمرة.. وتمنّى الغباري أن تتحرر وسائل الإعلام الرسمية (العامّة) وخصوصاً القنوات الفضائية والإذاعات مما وصفها بالرتابة في التناول الإعلامي، والابتعاد عن الخطاب التعبوي والانتقال إلى مربع التوعية الوطنية والانتخابات، لمناقشة قضايا التسويات الانتخابية بجرأة وشفافية، وعن المخاطر التي ستترتب على فشل هذه الانتخابات. وأبدى الصحفي المعروف عبدالرحمن بجاش نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة الثورة للصحافة أسفه لضعف اهتمام وسائل الإعلام بالساحة، رغم أن الشباب الذين فيها هم أصحاب الفضل فيما يعيشه الناس اليوم. وقال بجاش في مداخلة له: "إن وسائل الإعلام لم تعطِ أهمية للانتخابات التي سنشهدها، والمواقع الالكترونية معظمها تلعب دوراً سيئاً، وفيها تسريب أحياناً يثير الغثيان، وللأسف الشديد تلعب دوراً كبيراً في التسريب، يعرف تماماً أن جزءاً مما حصل في حرب 94م تتحمله وزارة الإعلام والصحافة، حيث يجهل أصحابها أن الكلمة تؤثر كالرصاصة. وأضاف بجاش: "الكلمة تؤثر في الناس حتى إن كانوا في المدن، والمواقع الالكترونية إذا لم يعاد النظر فيها، ينبغي أن تتدخل نقابة الصحفيين فيها وتلفت نظر القائمين عليها أن الكلمة مسؤولية، والقضية ليست حريّة وتبقى بدون ضوابط". وشدد بجاش على ضرورة أن يخرج الحوار الوطني القادم بما يؤسس ليمن جديد حقيقي، وإلا "فإننا سنعيد إنتاج أسباب أزماتنا من جديد". ودعا نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر مرشح الرئاسة التوافقي إلى التخلي عن رتبته العسكرية وعن حزب المؤتمر الشعبي العام، لأن هذا الأمر قد يحدث مشاكل لا تحمد عقباها وتضاف إلى إشكالية مقاطعة الانتخابات القادمة من قبل بعض القوى في الساحة. ناقش المشاركون في الحلقة النقاشية التي حضرها الدكتور/ عبدالوهاب القدسي مدير إدارة العلاقات الدولية في اللجنة العليا للانتخابات عدة أفكار ورؤى ومقترحات جميعها تصب في أهمية إنجاح سير العملية الانتخابية بما يتفق وطموحات اليمنيين في التغيير السلمي.