شدد سياسيون وصحفيون على ضرورة تظافر الجهود الإعلامية لإنجاح الإنتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها الثلاثاء القادم 21 فبراير. وأكدوا أن الإنتخابات الرئاسية المبكرة تمثل بداية عهد جديد لليمن، وسيطوي اليمن حقبة 33 عام من حكم الرئيس علي عبدالله صالح للبلاد.
واعتبر محمد الغباري – الكاتب الصحفي والمحلل السياسي - أن المبادرة الخليجية شكّلت المخرج الأمثل والمناسب لتجنيب اليمن إسالة المزيد من الدماء ، على الرغم من سلبيتها.
وقال: ينبغي أن يطوي اليمن في 21 فبراير 2012م صفحات حقبةٍ سيئة من الحكم امتدت بين 1978م و2011م.
وتمنّى الغباري على وسائل الإعلام "أن تواكب مرحلة التغيير التي يشهدها الوطن المثقل بالمعاناة، وأن تكون عند مستوى المسؤولية الأخلاقية والوطنية، وأن تكون عامل توفيق وتسامح لا عامل تأجيج وتحريش".
الغباري وفي ورقة قدمها لحلقة نقاشية أقامتها منظمة إرياب حول الانتخابات الرئاسية كمدخل لديمقراطية حقيقية دعا وسائل الإعلام إلى تظافر الجهود لإنجاح هذه الانتخابات، والحشد لها بكل ما أوتيت من إمكانات.
وتمنّى الغباري أن تتحرر وسائل الإعلام الرسمية (العامّة) وخصوصاً القنوات الفضائية والإذاعات مما وصفها بالرتابة في التناول الإعلامي، والابتعاد عن الخطاب التعبوي والانتقال إلى مربع التوعية الوطنية والانتخابات، لمناقشة قضايا التسويات الانتخابية بجرأة وشفافية، وعن المخاطر التي ستترتب عن فشل هذه الانتخابات.
لاينبغي الربط الباحث السياسي عبده سالم وفي ورقته "دور أطراف العمليّة الانتخابية في تحشيد الناخبين" شدد من جهته على ضرورة أن يعمل كل أطراف العمل السياسي والشعبي لإنجاح الانتخابات القادمة. وأشار إلى أنه لا يجب الربط بين نجاح الانتخابات وإنهاء اعتصام الشباب، لأن المبادرة التي تعتبر هذه الانتخابات من بنودها ضمنت حق الشباب في البقاء والاعتصام والتصعيد.
وعن توصيف الدولة السيادية في اليمن ، قال سالم: إن الدولة ينبغي أن تقوم على أركان الشعب والأرض والسيادة، وأن عناصر قوة الدولة وسيادتها تكمن في قوتها السياسية القائمة على التعددية، وعلى القوة الشعبية المدنية ، ثم قوة الثروة ، فقوة المبادئ العليا (الثوابت)، ثم العلاقات الدولية ، ومن بعدها القوة العسكرية ، وهو ما يكشف خللاً كبيراُ في بناء الدولة اليمنية في عهد صالح.
الكلمة كالرصاصة الصحفي المعروف عبدالرحمن بجاش نائب رئيس التحرير بمؤسسة الثورة أبدى أسفه لضعف اهتمام وسائل الإعلام بالساحة رغم أن الشباب الذين فيها هم أصحاب الفضل فيما يعيشه الناس اليوم، وكأنه لم يبقَ من حدث داخل الساحة إلا عيد الحب وكيف يحتفل به بعض الشباب.
وقال: "وسائل الإعلام لم تعطِ أهمية للانتخابات التي سنشهدها ، والمواقع الالكترونية معظمها يلعب دور سيء، وفيها تسريب أحياناً يثير الغثيان ، وللأسف الشديد تلعب دور كبير في التسريب ، يعرف تماماً أن جزء مما حصل في حرب 94م تتحمله وزارة الإعلام والصحافة ، حيث يجهل أصحابها أن الكلمة تؤثر كالرصاصة.
وأضاف: "الكلمة تؤثر في الناس حتى إن كانوا في المدن، والمواقع الالكترونية إذا لم يعاد النظر فيها ، ينبغي أن تتدخل نقابة الصحفيين فيها وتلفت نظر القائمين عليها أن الكلمة مسؤولية، والقضية ليست حريّة وتبقى بدون ضوابط".
وواصل: "كلنا نلاحظ أن البلاد في اتجاه والمواقع هذه يعمل بعض من يموّلها على دسّ العسل في السُمّ كلّ لحظة، حتى أصبحت تشعر بالخوف حينما تفتح المواقع اليمنية.
وقال: "نحن حاولنا نقل وسائل الإعلام الحكومية أو العامّة بالأصح وانتشالها ، وللأسف خلط الأمر بأننا استهدفنا أهداف الثورة التي يدافع عنها اليوم من يجهلها أمس، وتعرضنا للحصار والتهديد ، والشتم .. إبنتي أمس تلقت اتصالاً يقول لها إذا لم يتوقف أبوك ستدفنين في البيت أنتِ وإيّاه".
وشدد بجاش على ضرورة أن يخرج الحوار الوطني القادم بما يؤسس ليمن جديد حقيقي، وإلا "فإننا سنعيد إنتاج أسباب أزماتنا من جديد".
يذكر أن حلقة النقاش نظمتها مؤسسة (إرياب) وجاءت تحت عنوان ""الانتخابات الرئاسية المبكرة كمدخل نحو ديمقراطية حقيقية".
ويرعى الحلقة مشروع الاتحاد الأوربي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي للدعم الانتخابي في اليمن، وحضرها لفيفٌ من الإعلاميين والسياسيين، وشهدت تعليقات أثرت مضمونها.