طه العامري في لحظات يتخاذل فيها كثيرون من حاملي "صولجانات" المعرفة وقارعي " طبول السياسة"، الذين في وقت " السلم" يرقصون البرع ، وفي اوقات " الحروب" يتلون ما تيسر من القرآن..! لكن انت كنت ولا زلت وسوف تستمر عكس كل هؤلاء المهرجين ومحترفي مهنة " البلياتشوا" الذين لايرون في الوطن أكثر من "سيرك" ومن الشعب مجرد مشاهدين أغبياء..! في زمن طغيان انتصار الصدفة، وسكرة الشعب بنشؤة الحدث.. كنت أنت صانع "الحدث " ومحوره، أطلقت صفارات الأنذار المبكر، وحذرت من كارثة قادمة، كارثة ستأتي بعد أن تطير السكرة وتعود الفكرة للعقول المستلبة..! يؤمها وصفوك ب "المرجف في المدينة"، حشدوا اطقمهم واستنفروا عساكرهم ونشروا عسسهم، فطوقوا " الدار" والحي والحارة..! نجاك الله باعجوبة ويقظة اخوانك من أبناء الشموخ والعزة والكرامة، فكانوا لك ليس مجرد حراس وحماة، بل كانو عضدك وسندك كما كانت لك "جبال سامع" ملاذا أمنا، وكانت كهوفها واحجارها ترحب بأبن الشهيد الذي تمرد على الظلم والقهر والفساد وانذر حياته من أجل الحقيقة والوطن والشعب ودولة المواطنة المتساوية والعادلة، لم تكن يوما طائفيا، ولا مذهبيا ولا عنصريا ولا مناطقيا، بل كنت ولاتزال وطنيا وقوميا وإسلاميا وانسانا جبل بكل القيم الإنسانية النبيلة.. رفضت أن تساؤم على قيم استوطنت وجدانك ومبادئ شكلت قناعتك الفكرية والسياسية وهويتك الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية.. ولأنك كذلك بقيت "سلطان" الذي نعرفه، سلطان الذي تغيرت حوله الأشياء والوجوه والأمكنه والناس والمواقف والمبادئ، لكنك بقيت انت كما عرفناك وعرفك شرفاء الوطن دون أولئك الجهلة المترفين بالفساد والغباء..! سلطان السامعي.. ابن سامع تعز، عاشق وطنه اليمن بارضها وإنسانها، الثابت في مواقف الوفاء والاخلاص للمبادئ والقيم التي تربي عليها وأمن بها، عدو اللصوص والفاسدين والمرتزقة والعملاء والمخبرين والجواسيس، عدو لكل القيم العنصرية والمذهبية التي تمزق اللحمة الوطنية، عدو للافكار الانعزالية، وحدوي عربي قومي ومسلم أصيل.. سلطان السامعي أبن القوات المسلحة الذي يحمل رتبة فريق وهي اقل استحقاق له نظرا لحالة التهميش التي طالته وأمثاله من أبناء اليمن.. وأبن المدرسة الوطنية التي لا يساوم خريجيها على مبادئهم وقيمهم ولا على معتقداتهم بدولة وطنية عادلة ذات سيادة فيها المواطنة متساوية والقانون سيفا على رقاب الجميع دون إستثناء أو تميز.. شجاعا كنت ولاتزال، صادقا انت وهذه أجمل صفاتك، وفيا لعهودك، حليما ولكن عليهم أن لا يختبروا صبرك.. من قلب تعز صدحت بما لا يسر المنتصرون الأقوياء، فاظهرتهم أعجز من أن يردوا عليك.. كادوا لك، دبروا المكايد، حبكوا المؤامرات، قرروا التخلص منك، فكان أن مكرو ومكر الله، وارتدت مكايدهم لنحورهم..! أطلقت وبدوافع وطنية صادقة وبحرص وطني، ووفق رؤية وطنية امتلكت ناصيتها وبلغت من بيدهم القرار حين كان لهم قرار، وكأن يمكن أن يتجنبوا المصير الذي الوا إليه جميعا لو استمعوا لك وعملوا بنصيحتك، ولكن "الحماقة" مرضا عصيا على العلاج، والمكابرة داء يؤدي بصاحبه للمهالك..! اليوم قلت كلمتك.. بشجاعة قلتها، وبشجاعة حذرت وأنذرت.. وبحصافة الحليم وجهت رسائلك لمن يجب عليهم أن يفهموا ويعيدوا حساباتهم، وقلت وكان قولك الحق من أجل اليمن الأرض والإنسان، لن ادخل في تفاصيل لقاءك الاخير يا " صاحبي" _في هذه التناولة _ يكفي انك قدمت رؤية وطنية وقومية واسلامية وإنسانية شاملة، وقدمت لوطنك خارطة طريق، وقدمت لسلطة صنعاء شركائك في المسيرة الوطنية، تنبيها من الدرجة الأولى، كي يفيقوا من سكرة السلطة والثروة والجاه والنفوذ، وحتي لا تسرقهم السكين ويجدوا أنفسهم أمام مصير أسلافهم وربما اسوي.. قلت انطلاقا من قناعتك الدينية والوطنية، واخلاصك وصدق وطنيتك، محذرا ولافتا الأنظار الي ما يجب أن يكون وما يجب أن ينتهي من السلوكيات السلبية.. قلت الحقيقة التي لا يجرؤ احد غيرك أن يقولها، قلت ما يجب أن يقوله قائدا وطنيا يحترم نفسه ويحب وطنه ويحترم تضحيات أبناء وطنه.. ولأنك قلت ذلك، فأن قولك حتما سيغضب أصحاب المصالح، أولئك الذين لا يحلمون كما تحلم بوطن ودولة عادلة، وشعب حر مستقر، لكنهم يحلمون بالنهب والفساد والفوضى، وبشعب من العبيد، لأنهم يقتاتون ارزاقهم من كل هذه الظواهر السلبية التي تحاربها انت، فيما هم يوقدون نيرانها، يتمنون ديمومة الفوضى والحرب والانقسام، والعبودية والتسلط على الشعب ، لأن انتهاء هذه الظواهر يعني قطع ارزاقهم..! " وصفك احد الافاقين بانك خنجرا في ظهر المسيرة" وكان صادقا ولم يجانبه الصواب فأنت فعلا "خنجرا" موجه لقلب كل فاسد وحرامي ولص وعنصري وطائفي ومذهبي، وانت والشرفاء امثالك انتم المسيرة وليس أولئك الغاضبين من قولك الحق، ولانك "سلطان الحقيقة وفارسها" ثق أن كل شرفاء الوطن واحراره معك ومن مختلف الأطياف، وان الغاضبين من قولك، أو الساخرين منه فهم هؤلاء أعداء الوطن والشعب، وان من يحاول الكيد لك سيفضح نفسه أكثر مما هو مفضوح.. والشعب الحر يعرف اليوم جيدا من هم " غرمائه الأوغاد". تنويه للمقابلة التي أجراها الزميل الصحفي المتميز صلاح السامعي في " قناة الساحات" مع الفريق سلطان السامعي عضو السياسي الاعلى قرأة سياسية أعمق لاحقا باذنه تعالي..