" ترمب يمهل حماس 3 , 4 أيام للرد ! " في عرف التفاوض وطرح المبادرات أنها تخضع للنقاش وابداء الملاحظات عليها والمطالبة بتغيير بعض بنودها مما يتفق مع مصلحة طرف من أطرافها ، أما أن تطرح للنقاش مع طرف " اسرائيل " ويمنع نقاشها مع الطرف الآخر " الفلسطينيين " ويعطون مهلة محددة للرد فهذه ليست مبادرة بل فرض استسلام غير مشروط .
خطة ترمب ليست مبادرة سلام ولا تخص غزةوفلسطين فقط ، بل تشمل المنطقة ، وخاصة الدول العربية ! بأن عليها قبول أي أمر يأتي من البيت الأبيض دون اعتراض .
إذا وافقت حماس والفصائل المقاتله على خطة ترمب واستسلمت فإنها قد وافقت على إنهاء قضية فلسطين ، وقد يتحقق ذلك تحت الضغوط السياسية العربية والقمع والإبادة الصهيومريكية ، لأن ترمب لم يترك مجال للمناقشة أو إبداء الرأي حول أي بند ووضعهم أمام أمر واقع : أما أن تقبل وتوقع مغمض العين أو تنتظر الموت المؤكد . نحن أمام ﴿ سايكس بيكو جديدة ﴾ ! لأن الخطة الترمبية أصلا بدأت صياغتها في تل أبيب بقلم اليهودي كوشنر صهر ترمب وبالاشتراك مع النتن ياهو والشاباك الصهيوني .. هذه المؤامرة الجديدة لم يجرؤ أي حاكم عربي على رفضها رغم علم الجميع أنها لا تخص غزة وحدها بل يمتد ضررها إلى مناطق أخرى خارج حدود فلسطين . إسرائيل إذا وافقت حماس على خطة ترمب حصلت على ما تريد من تحييد وانهاء خطر المقاومة الفلسطينية وبالتالي التفرغ للمشروع الصهيوني الكبير وهو (﴿ إسرائيل الكبرى ﴾) وستبدأ في استفزاز الدول العربية المجاورة لفلسطين وحبك المؤامرات وخلق الذرائع لغزو تلك الدول واحتلال ماتريد اسرائيل من أرض تلك الدول بحجة (( أمن إسرائيل )) !! وستكون الولاياتالمتحدةالأمريكية أول دولة تؤيد ما تقوم به إسرائيل من أجل الحفاظ على أمنها وشعبها .. !! هكذا يبدو المشهد بعد خطة ترمب الصهيونية . الدول العربية التي تؤيد الخطة بحجة الحفاظ على أرواح الأبرياء المدنيين في غزة ، يجب أن تعلم أن إسرائيل ستفعل في الضفة الغربية ما فعلته في غزة !! وما على العرب إلا تأييد خطة ترمب المقبلة والخاصة بالضفة الغربية في المستقبل القريب . هذا المشهد القاتم المظلم الظالم الذي صنع من الباطل حق ومن الحق إرهاب وعنف لن ينتهي عند حدود غزة ولا عند حدود فلسطين ! سيمتد إلى مصر والأردن وسوريا ولبنان وقد يتجاوز الاردن الى العراق والسعودية !! وهذا شاهدناه في خريطة (اسرائيل الكبرى) التي يسعى النتن إلى تحقيقها . خطة ترمب هي خطة استسلام وليس سلام ، وفرض شروط مجحفة وما على الطرف الآخر إلا قبولها. إن مجرد ذكر تسليم السلاح الذي قاوم الصهاينة وأرق مقلهم وابكى عيونهم هو هزيمة نكرى ، أعظم من هزيمة 67 ونكبة افضع من نكبة 48 .. لكن إذا تخلا عنك الأقارب وباعك الإخوان وتفرج عليك الأهل وانت تذبح .. اخي الفلسطيني : لا لوم عليك أبدا أن احتفظت بسلاحك أو سلمته لعدوك .. فلا فرق بعد الآن ، لأن احتفاظك به سيدفعك ثمناً غاليا طالما دفعته خلال الفترة السابقة .. وان سلمته فلا لوم عليك فقد عملت فوق ماتستطيع لوحدك مخذولا ومحاصرا ومنبوذا من اقرب الناس اليك . أخي الفلسطيني قل كما قال الإمام علي رضي الله عنه : - أما وَاللَهُ إِنَّ الظُلمَ شُؤمٌ - ولا زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ - إلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي - وعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ