فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    عاجل: الناطق العسكري الحوثي "يحيى سريع" يعلن قصف"أم الرشراش" واستهداف سفينة اسرائيلية بخليج عدن    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    صافح الهواء.. شاهد: تصرف غريب من بايدن خلال تجمع انتخابي في فلوريدا    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    تصريحات مفاجئة لحركة حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والانخراط ضمن منظمة التحرير بشرط واحد!    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    فيديو صادم: قتال شوارع وسط مدينة رداع على خلفية قضية ثأر وسط انفلات أمني كبير    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفلسطينيون في اليمن.. آلام بعضها فوق بعض يبددها صمود الأهل في غزة
نشر في الجمهورية يوم 19 - 01 - 2009

هنا في اليمن، كما هناك في فلسطين.. الجُروح تضمد بعضها.. ورغم الجُرح النازف هناك في غزة، إلا أن الأثر يمتد لكل الفلسطينيين في المهجر.
في اليمن تعيش الجالية الفلسطينية ألما قد يكون أضعاف ألم أهلهم الذين يتعرضون في قطاع غزة لعدوان صهيوني منذ نهاية الشهر الماضي في ظل تخاذل عربي ورسمي وصمت عالمي.
يشعر الفلسطينيون هنا بالحزن على من يفقدونه من شعبهم في معركة غير متكافئة بين كيان غاصب يدعم جرائمه العالم المتحضّر وصدور عارية لا تملك سوى الإرادة في العيش حرّة كريمة داخل وطنها كباقي العالم.
يمتزج هذا الألم بألم الغربة والبعد عن وطن لا يملكون له سوى دعوات وصلوات.. ويزيد من ذلك حين يسمع من هو في الغربة أنه لم يعد له أهل هناك وقد استشهد جميعهم أو بعضهم في قصف بأسلحة محرّمة دوليا، حوّلت من تبقى منهم إلى كتل من اللحم وأجساد معاقة تتراكم فوق بعضها البعض.. لكن كل تلك المعاناة تبددها رياح نصر بادية من صمود الأهل هناك في غزة.
يتم مفاجئا:
نضال عبد الله يعمل في مؤسسة "القدس" باليمن فقد والدته وبعض أقاربه في العدوان المستمر على غزة.
يقول نضال: "منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة وأنا كل يوم أسمع عن استشهاد صديق، أو قريب حتى يوم 5 يناير، فوجئت وأنا أقرأ شريط أخبار في التلفزيون يؤكد استشهاد والدتي وزوجة شقيقتي وإصابة خمسة من أهلي في قصف عشوائي على المساكن.. الحمد الله لم أحزن؛ لأنهم -إن شاء الله- شهداء، وأتمنى أن يتقبلهم الله ليشفعوا لنا يوم القيامة، لكن ألمنا أكثر الآن على المصابين الذين لم نستطع تقديم شيء لهم، ولا نملك سوى الدعاء".
يحكي نضال قصته بألم، ولم يستطع إخفاء دموعه وحزنه على أمّه رغم مكابرته "تواصلت معهم بالهاتف قبل ساعة من تدمير منزلنا، قلت لهم حدثوني عن أحوالكم.. طلبوا مني الدعاء فقط.. والحمد الله دعوت لهم، ولكن ليس بالحفظ وإنما بأن يتقبلهم شهداء".
العجز الذي يشعر به كل المسلمين في أنهم لا يملكون سوى الدعم المعنوي يشعر به الفلسطينيون في المهجر..
محمد عمر (أبو عبيد) فلسطيني يعيش في العاصمة صنعاء يقول: "أنا وبقية أخواني الفلسطينيين المهجّرين من وطننا لا نملك سوى الدعاء للمقاومة الفلسطينية التي تقاوم الاحتلال الصهيوني، ونأمل أن نستطيع دعمهم بالمال".
هناك أمل كبير يعبّر عنه أبو عبيد "آمل أن تكون صور المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ودماء الشهداء التي تُعرضها شاشات الفضائيات في ظل الصمت العربي والعالمي ألاّ تذهب هدرا، بل تعيد إحياء الأمة العربية والإسلامية مرّة أخرى من جديد.. نحن واثقون من تحقيق هذا الأمل، فانتفاضة الشعوب العربية والإسلامية مع أهلنا في قطاع غزّة خففت من آلامنا".
يضيف: "أنتظر في كل لحظة خبر استشهاد أحد أفراد أسرتي.. فالقصف الوحشي الصهيوني على أبناء غزة لا يفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة ولا يفرق بين مسجد أو مسكن أو مدرسة".
يعيش الفلسطينيون، هنا، جنبا إلى جنب مع إخوانهم اليمنيين بمشاعر واحدة يعبّر عنها مسؤول "لجنة العودة" في الجالية الفلسطينية، غسان حسن : "الشعب اليمني مشارك لنا لحظات الأمل والألم، ولم يكن متفرجا فحسب.. يتابع معنا لحظة بلحظة، ويقدّم كل ما بوسعه من دعم.. نعيش مع إخواننا في اليمن ونتعاون في تقديم الدعم المادي والمعنوي لشعبنا.. نقول للعالم إننا مع إخواننا في اليمن نحاول تخفيف وطأة العدوان على أهلنا في غزة.. هذا البلد عوّضنا كثيراً عمّا نفتقده".
يضيف: "أن احتسابنا لضحايا هذا العدوان الإجرامي شهداء عند الله يخفف وطأة الألم، ويخفف عنا أكثر شعورنا أن الشعب اليمني متفاعل مع قضيتنا، وهو مستعد حتى الجهاد بالنفس، ناهيك عن الجهاد بكل ما يملكه من دعم مادي ومعنوي".
يتحدث هذا المسؤول في الجالية الفلسطينية عن الوضع في غزة بحزن، خاصة بعد تمكّنه من التواصل مع أهله هناك "تواصلت قبل أيام مع أهلي تابعت معهم كيف يعيشون لحظات الصمود.. وكيف أن الموت يطاردهم من بيت إلى بيت، وكيف يعيشون بدون غذاء ولا كساء، وكيف أن الآلة الصهيونية تدمّر كل شيء فيه حياة.. حاولت أشّد من أزرهم.. لكن الله معهم".
حنين أكثر للوطن:
العدوان الصهيوني على قطاع غزّة جعل أم حسن التي تدير "مؤسسة التكافل لرعاية الطفل الفلسطيني" في اليمن أكثر حنينا للعودة إلى الوطن "هجرنا الوطن منذ سنين والشوق لمقدّسات وزيتون وأرض فلسطين، يزيد كلما زاد العدوان الوحشي على شعبي هناك.. هذا العدوان جعلنا نتطلع للاستشهاد على تراب وطننا".
وتتوقع أم حسن في كل لحظة أن تسمع نبأ استشهاد أحد من أهلها أو عائلتها.
تضيف: "تشرد شعبنا أكثر من ستين عاما جعلنا أكثر صبرا وعزيمة أمام المجازر الصهيونية.. صحيح لحظة مشاهدة صراخ النساء والأطفال والدماء والأشلاء المتناثرة عبر الفضائيات قد لا أستطيع التحمل أو الانهيار، لكن الحمد الله الذي منحنا الصبر والعزيمة طالما أهلنا صابرون وصامدون في فلسطين".
سكن الصالح للطالبات الفلسطينيات أشبه بخليّة نحل لا تتوقف عن العمل من أجل فلسطين وأطفال ونساء فلسطين.. فهذا المكان ليس فقط سكن للطالبات، بل مقر لأعمال لجنة نساء فلسطين والمؤسسة اليمنية لرعاية الطفل الفلسطيني (تكافل) ومؤسسة القدس الدولية فرع اليمن.
ورغم المسافة الطويلة التي تفصل إيمان الغرابلي (طالبة ماجستير في قسم الصيدلة) عن أسرتها القاطنة في حي الشجاعية شرق غزة إلا أنها تعيش لحظة بلحظة معهم.
لقد جعل التدمير الكامل للحي جراء القصف المكثّف للصهاينة إيمان في خوف على والدتها وخمس شقيقات إلى جانب شقيقها الوحيد الذي يعيل الأسرة.
تقول إيمان: "انقطع عن أهلي أبسط مقوّمات الحياة، الماء والكهرباء والوقود.. اتصلت أريد التحدث إلى أخي أجابتني أختي الصغيرة أنه خرج تحت القصف للبحث عن حطب".
تضيف: "الدقيقة تمُر عليّ كأنها سنوات، فالواقع هناك لا أحد يتخيّله".
أما هديل زهير، وهي فلسطينية يقطن أهلها طول كرم في الضفة الغربية، فتقول: "تواصلنا مع أسر عديدة في غزة، وعزيمة أهلنا هناك قويّة ومعنوياتهم مرتفعة، ولا نملك لهم سوى الدعاء بالتثبيت والصبّر".
ثقة بالنصر ودعم لا محدود:
أم خالد أبو عبيد، المدير التنفيذي لسكن الصالح للطالبات الفلسطينيات، تقول إن لديها العديد من الأهل والأصدقاء في خان يونس، وهي غائبة عنهم من قبل عام 1967 "أخبروني أنه ليس هناك ما يقال سوى أن ملائكة الله تحارب مع أهل غزّة والنّصر للإسلام؛ لأن الرُّعب والخوف يغمر العدو وخسائرهم كبيرة وخوفهم أكبر، فهم منذ إعلان الحرب على غزة والصهاينة في الملاجئ.. حياتهم توقفت تماما أما بالنسبة لأبنائنا ونسائنا وأطفالنا فعزيمتهم كبيرة، ونجدهم داخلين خارجين تحت النيران دون خوف أو قلق، مسلّمين أمرهم لله، وليس بأيدينا سوى الدعاء لهم".
أم حسان المسؤولة الثقافية في لجنة نساء فلسطين، تقول بكل ثقة: "إن ما يحصل في غزّة اليوم هو أكبر من غزّة وأكبر من فلسطين، وهو بمستوى الأمّة.. النصر القادم -إن شاء الله- هو للأمة الإسلامية كُلّها والجميع جنوده، وليست مقتصرة على كتائب القسام أو شهداء الأقصى.. سنكون كلنا شركاء فيه بإذن الله".
وحول ما يحصل من مجازر تقول أم حسان: "ليس بعيدا ولا غريبا على العدو الصهيوني، فهذه سياستهم منذ الاحتلال عام 1948.. مذابح عديدة، الهدف منها ترحيل الشعب، وتركيعه، واليوم أصبح الشعب بدرجة من الوعي لن حتى لو قصفت وهدّمت بيوتنا.. فأشرف لنا نستشهد على أرضنا.. ما يحدث في غزة هو ثمن الانتصار القادم".
وكون معظم ضحايا العدوان الصهيوني باستمرار من النساء والأطفال، كان هناك مؤسسات مستقلة للعمل في رعاية نساء وأطفال فلسطين.
فلجنة نساء فلسطين هي لجنة تأسست في صنعاء عام 1999، وهي عاملة في الأوساط النسائية اليمنية والفلسطينية لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني، والتعريف بالقضية الفلسطينية، وفضح الجرائم الصهيونية وممارساتها العنصرية، وما تعانيه المرأة والطفل الفلسطيني بشكل خاص على أيدي المحتلين وتسليط الضوء على عطاء المرأة الفلسطينية وجهادها ودورها الرائد على أرض الإسراء.
تقول المديرة التنفيذية للجنة، سلام رشيد: "الأحداث في غزة تحكي عن نفسها، والجميع يسمع ويرى ما هو حاصل على أرض المعركة، والدور المناط بلجنة نساء فلسطين هو الدعم والمساندة عبر العديد من البرامج والأنشطة التي تقوم بها اللجنة سواء كان في المجال الصحي أم الاجتماعي أم الثقافي أم النفسي".
وتشير إلى أن اللجنة أنشأت مؤخرا مؤسسة للطفولة تعمل على رعاية الطفل الفلسطيني، تحت مسمى "المؤسسة اليمنية لرعاية الطفل الفلسطيني" (تكافل) تهدف إلى مناصرة الطفل الفلسطيني بتبني الوسائل المتاحة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية وتقديم الرعاية الشاملة له في كافة المجالات التي تُوفر له فرص الحياة الكريمة، وكذا فضح الممارسات الصهيونية تجاه الطفل الفلسطيني، وإبراز معاناته للدفاع عن حقوقه المنتهكة.
يمني في فلسطين.. بعث من جديد أم نهاية تاريخ
في بلوك 12 بمخيم "البريج" للاجئين وسط غزة.. هناك يقطن اليمني أحمد بدر منذ سنوات.. لم نستطع الحديث إلى نجله الأكبر منذ اندلاع العدوان الصهيوني على غزة.
الحاج اليمني لديه 5 أولاد وثلاث بنات، والعديد من الأحفاد يفوق عمره 80 عاما، هاجر إلى فلسطين عام 1936، وتعرضت أسرته للتهجير والقتل.
أكبر أبنائه هو نضال، وبعد أن حصلنا على رقمه من صحفية فلسطينية، كتبت عن والده، قال لنا قبيل العدوان بأيام: "ترك أبي اليمن عام 1934، وكان عمره حينها 11 عاما، وهو من قرية البارق في محافظة حجة".
لم يعرف أحد إن كان القدر ما زال يتيح فرصة للحاج اليمني العيش بعد هذا التدمير الذي أتى على الأخضر واليابس في غزة.. فكان محظوظا وخرج حيّا طوال سنوات من الرعب".. لقد قدّم شهادة عن نكبة 1948، تناولتها وسائل الإعلام، قال فيها بدر: "من مدينة إلى قرية، ومن شارعٍ لآخر طاردتنا قذائف الموت.. زوجتي الحامل في شهرها الرابع قضت نحبها.. كان القتل يُباغتنا بالجملة، فيصحب العشرات والمئات".
القائم بأعمال السفير الفلسطيني في اليمن، فائز عبد الجواد: العدوان على غزة لا يستهدف حماس وحدها وأبناء فتح يقاتلون جنبا إلى جنب مع إخوانهم في حماس
"المقاومون من فتح وحماس والجبهة الشعبية وبقية الفصائل مصطفون ضد العدوان الإسرائيلي على غزة"..
العدوان على غزة ليس استهدافا لحركة حماس بل الهدف منه تدمير الكيان الفلسطيني، وفصل قطاع غزة وإلقاؤه في حجر الإخوة المصريين وتدمير مشروع الدولة الفلسطينية التي نسعى إليها وعاصمتها "القدس الشريف".
نعتصر ألما وحزنا على أهلنا في غزة، الذين يتعرضون لأقذر عملية قتل وإبادة شهدها العصر الحديث من عملية القصف المُمنهج والتدمير بالطائرات والمدفعية والصواريخ.
إن الذين يموتون في هذا العدوان الغاشم أغلبهم أطفال ونساء، وهؤلاء ليسوا من حماس أو فتح بل هم أبناء الشعب الفلسطيني الذين ناضلوا لفترة طويلة، وأرجوا أن يفهم الجميع أن هذه الحرب لا تعنى فئة بعينها، وليس هناك من سيستفيد منها، ومن يفكر بذلك يرتكب جرما بحق الشعب الفلسطيني.. نحن دم وشعب واحد وهذا العدوان يجب أن يوقف دون قيد أو شرط، ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتفتح المعابر ونطالب بنشر قوات حماية دولية وعربية لشعبنا من هذا البطش الظالم.
نطالب المجتمع الدولي أن يتخذ مهامه ويلتزم تجاه شعب الفلسطيني الوقف الفوري ودون أي شروط لعملية القتل والتدمير التي تحد، وأن يفر الحياة المعيشية الكريمة ورفع الحصار عن شعب فلسطين بمجمله، وخاصة في قطاع غزة التي تعرضت لحملة تجويع وتركيع من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
أدعو إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومطلوب من الجميع أن يتسامى عمّا يفرقنا والجراح توحّدنا جميعنا وتوحّد الجهد العربي في لم شمل الفلسطينيين والحفاظ على وحدته؛ لأن هذه المعركة بالأساس كانت تحت مظلة استغلال الانقسام الفلسطيني، كما نُؤكد ما قاله رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، إنه في ظل الوحدة الوطنية الفلسطينية سنعمل لمصلحة الشعب ونقاوم الاحتلال.
أؤكد هنا أن كتائب شهداء الأقصى منذ اللحظة الأولي تقاوم مع أخوانهم في حركة حماس وبقية الفصائل العدوان الإسرائيلي، والتوجيهات صدرت من قيادة حركة فتح إلى عناصرها، وطالبت حماس أن تُزود أبناء حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى لمواجهة الاحتلال جنبا إلى جنب مع حركة حماس والجهاد والشعبية والديمقراطية.
هناك تمازج بالدم والمجهود والأرواح في ساحة المعركة، ولا يوجد من تخاذل عن المعركة. نحن في خندق واحد.
أدعو جميع الأطراف السياسية الفلسطينية أن تتمثل هذه الحالة في وفاق سياسي وطني يصب في المصلحة العليا.
إن إسرائيل تريد من هذا العدوان المزايدة بالدم الفلسطيني في العملية الانتخابية الداخلية، وأيضا فصل قطاع غزة والتخلص منه وإلقاءه في حجر الإخوة المصريين لكي تتخلص منه نهائياً على طريق المخطط القديم الذي كانت تهدف إليه دوماً، وهو إلقاء قطاع غزة وضم جزء من سيناء وإنهاء فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة التي نسعى إليها متواصلة الأطراف والحدود، وتكون عاصمتها "القدس الشريف".
أطالب الأنظمة العربية أن تقف وقفة جادة من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني من قبل الآلة الصهيونية القذرة.. ما يهمنا أن تصب كافة الجهود في اتجاه وقف العدوان الظالم في فلسطين وبالأخص في غزّة، ومن ثم أن يصب الجهد العربي في اتجاه رأب الصدع الفلسطيني وإعادة اللحمة والوحدة الوطنية بعيداً عن التجاذبات السياسية.
أشيد هنا بمواقف اليمن حكومة وشعباً وعلى رأسها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، وأشعر بمدى عظمة الشعب اليمني الذي قدّم للثورة الفلسطينية شهداء على مدى تاريخ الثورة بل وأبعد من ذلك أن الشارع اليمني الذي قدّم شهداء منذ عام 48 في فلسطين، نشعر بمشاعر الألم والحزن الذي يعتصره.. ونقول لشعبنا الفلسطيني اصبروا وصابرو فإن النصر آتٍ.
كما أقدم الشكر عاليا لمواقف الأمة العربية ومشاعرها النبيلة، وأجدد ألاّ سلام وأمن واستقرار في المنطقة في ظل الاستيطان والقصف الهمجي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
نحن الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أم في الخارج من هم تحت القصف أو من هم في الشتات والمنافي جميعنا جسد واحد لا شيء يفرّقنا، تجمعنا فلسطين، والهدف الأسمى هو تحرير الأراضي المقدّسة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي 67 وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين، بدون ذلك لا سلام ولا أمن واستقرار في المنطقة".
ممثل حركة حماس، جمال عيسى: العدوان جاء لإزالة حماس من الخارطة السياسية والمقاومة توحّد الصف الفلسطيني
الهدف الحقيقي من العدوان الصهيوني إزالة حركة حماس من الخارطة السياسية، وتصريحات الكيان الصهيوني عن تغيير الواقع القائم في قطاع غزة واضحة.
إنهم يقولون إن هناك إعادة ترتيب لمنطقة خالية من المقاومة، وهذا سبب العدوان لإزالة واقع قائم اكتسب شرعية سياسية عبر انتخابات حرّة ونزيهة، واكتسب شرعية وطنية عبر برنامج وطني مثلته حركة حماس وحكومة الوحدة الوطنية، فضلا عن شرعية ميدانية من واقع المقاومة.
القيادة الصهيونية قبل العدوان سارعت عبر الجهود الدبلوماسية وجملة العلاقات السياسية لتوفير غطاء دولي وإقليمي، من أطراف معروفه لتقوم بالعدوان على غزة ومواجهة حماس حكومة ومقاومة.
لكن المفارقة أن التصور الصهيوني لهذه الحملة كان يبدو مرتبطا بجدول زمني وثقة مفرطة لانجاز هذه المهمة بفترة بسيطة، وهو ما بدأ الآن الاكتشاف أنه دخل بئرا بلا قاع.
حركة حماس تمثل الحزب الحاكم بالتعبير السياسي، وعلى جميع المنظومة العربية الرسمية التي تحترم الواقع السياسي، وأن تتعامل مع حماس من هذا المنطلق، ولعل جزءا من الأزمة الكبيرة الحاصلة أن فريقا فلسطينيا فضلا عن فريق عربي، فضلا عن الإرادة الصهيونية، لا يريدون أن يتعاطوا مع حماس، ولا شك أن هناك إرادة خارجية تتماهى مع رغبات محلية وإقليمية تسعى إلى إزالة حماس من الخارطة السياسية.
إلقاء اللائمة على حماس دفاعا عن مجرم متلبس، ولا يجوز أن يتطوع البعض للدفاع عن جرائم الاحتلال، وحماس جزء من نسيج الشعب الفلسطيني، ومكون أساسي للثورة الفلسطينية المعاصرة التي تحظى بشرعية سياسية، ومن ثم عدم التعاطي مع حماس، كل هذا أوجد حالة من التجاذبات ابتداء من الساحة الفلسطينية، وصولا إلى توفير غطاء للعدوان الصهيوني.
العدوان الصهيوني أكبر من الاستهداف لحركة حماس فقط، بل مشروع العدوان يستهدف فلسطين بهويتها وسيادتها التي نتطلع تحقيقها عبر تحريرها وإنشاء الدولة الفلسطينية.
ما يريده العدو هو أن يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء ويتخلى عن المقاومة، وهذه مسألة تجاوزناها وأصبحت غير مقبولة.
نفتخر أن مشروع المقاومة يوحّد الصف الفلسطيني، ولا أدل من توحّد فصائل الثورة الفلسطينية على مقاومة الاحتلال.
هناك تنسيق وتناغم وتكامل بين الأذرع العسكرية المختلفة لهذه الفصائل، ولا يوجد انقسام فلسطيني في ظل برنامج وطني حقيقي يقوم على المقاومة، والانقسام صنيعة صهيونية في إطار فرض التسوية الظالمة على شعبنا.
قدر الشعب الفلسطيني المقاومة، وأمامه خياران إعلان الاستسلام، وقد جربت بعض الأطراف السلام بالطريقة الصهيونية، وكانت النتيجة المزيد من هدر الحقوق وجرف الأراضي، فضلا عن مصادرة المقدسات.
أما الخيار الثاني هو أننا أمام عدو لا يرحم، لا يحترم الضعيف، فلا بد أن نقاوم دفاعا عن النفس والعرض والأرض، ونحن أمام حالة فرضت علينا، ومعنيون أن نصمد، وقدر الشعب الفلسطيني أن يكون صامداً ومنتصرا بإذن الله.
لقد ضربت البنية التحتية بشكل كبير في العدوان الصهيوني، وهذا يدل على العقلية والنفسية الإجرامية التي يتمتع بها، وهناك خطر كإرثي، فغزة منطقة منكوبة، والتواصل السياسي مع قيادة حماس في قطاع غزة ما زال مستمرا.
ضريبة التحرير تستحق تقديم كل التضحيات، خاصة أنك أمام عدو وحشي لا يفهم إلا لغة الدماء، ودماء الشهداء بمثابة ماء الحياة الذي أحيا النفوس في الأمة العربية، وهي التي حرّكت الأمة والعالم.. نحن فلسطينيون أصحاب وجع بحكم القربى والأرحام، والمقاومة مستمرة حتى تحرير فلسطين، ونحن سننتصر بإذن الله في هذه المعركة.
الشارع اليمني عبّر عن أصالته العربية الإسلامية، ولم نجد مثل هذا الحراك الذي وحّد جميع اليمنيين في فعاليات مشتركة.
وبرغم ظروف المعيشة التي يعاني منها المواطن العربي واليمني خاصة قدم اليمنيون دعما كبيرا وسخيا، وأثبت الشعب اليمني أنه شعب ملتحم مع شعب فلسطين، وهناك تناغم في الموقف الشعبي والرسمي، ومواقف الرئيس علي عبد الله صالح، شجاعة.
المقاومة تحتاج من الأنظمة العربية توفير غطاء سياسي؛ لأننا ندافع عن أمن قومي عربي، ونحن خط الدفاع الأول لهذه الأمة، ورأس الحربة التي تعيق تمدد المشروع الصهيوني، والأصل أن نجد الغطاء السياسي للمقاومة باعتبار أنه الحق المشروع للشعب الفلسطيني، وليس عبئا ولا إرهاباً.
المسألة الثانية أن نحصل على الدعم المادي المباشر، وإن كان طموحنا أن تصل دعم الأنظمة العربية إلى مستوى دعم المقاومة عسكريا مباشراً.. وإذا لم تدعم الأمة في مثل هذه اللحظة، متى ستدعم؟
مطلوب موقف عربي ضاغط على أميركا والصهاينة، بتهديد قطع العلاقات وتقديم محاكمات وتشكيل الرأي العام والتغطية الإعلامية لصنع رأي كبير للأجيال لتعرف الأخطار التي تتجرعها من العدو الصهيوني.
أدعو كافة الفصائل الفلسطينية لنسيان الخلافات والعمل ضد العدوان الإسرائيلي، ونحن أبناء وجع وجرح ينزف، ومن الأصل أن يلتقي الجميع لإيقاف هذا النزيف، وهو ما يلزم الآخرين وطنياً أن يلتفوا حول شعبهم في غزة والمقاومة والتصدي للعدوان.
وإذا ما تم هذا، واثق بسهولة، بعد ذلك، أن نلتقي وربما الالتقاء. في ظل هذا الجرح سنتجاوز كثيراً من العُقد السابقة، ولهذا ادعوا إخواني في فتح إلى أن يستثمروا هذه اللحظة الوطنية.
إننا أمام محطة مهمة وحاسمة في الصراع ضد العدو الصهيوني ومشاريعه في المنطقة، ونعتقد أن حركة حماس ومعها كافة فصائل المقاومة لقّنوا العدو درسا قاسيا.
الخارطة السياسية إن كان هناك لأحد قُدرة على تغييرها فليس المشروع الصهيوني وليست الإرادات الخارجية بل الشعب الفلسطيني الحُر والمقاومة الفلسطينية.
أظن أن المقاومة بدأت فعليا بوضع النقاط على الحُروف ومؤهلة في إعادة رسم الخارطة السياسية بما يعيد للعرب اعتبارهم واحترامهم وكرامتهم، ويعيد صيغة منظومة جديدة من الوحدة العربية، وتناغم سياسي قادم بين الأنظمة وشعوبها عبر المصالحة، والتقاء يعبّر عن مصالحنا كأمة عربية وإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.