في أول ردة فعل يمنية على موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من العدوان الصهيوني على غزة، أكد يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس جمعية كنعان لفلسطين- على حق المقاومة في الحصول على السلاح، واعتبر دعم المقاومة الفلسطينيةوالعراقية بالسلاح "حق مشروع"، ودعا البلدان العربية إلى دعم المقاومة، والتفاخر بفعلها وليس الخوف منه، ساخراً في الوقت نفسه من "سخافة" بعض وسائل الإعلام العربية التي تتحدث عن "تهريب السلاح" إلى غزة. جاء ذلك في خيمة المقاومة، التي احتضنت صباح اليوم الأربعاء مختلف فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ودبلوماسيون عرب وأجانب- بينهم سفيري كوبا وإيران- وعدد كبير من الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات المدنية، فيما دوت من تحت وتعالت سقفها هتافات الشباب وهي تحيي بطولات فتح وحماس وبقية قوى المقاومة.. وأعرب رئيس جمعية كنعان لفلسطين- على هامش إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل "جورج حبش"- عن خيبة أمله من تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التي أشارت فيها إلى أنها لن تسمح باستمرار إطلاق الصواريخ من غزة وأن من حق إسرائيل الرد، وقال: "كنا نأمل من الإدارة الأمريكية شيئاً من التغيير والإنسانية إلاّ أن ما لاحظناه هو استمرار للسياسات السابقة، فلا يُؤمل خير في أي إدارة أمريكية ما لم يكون التغيير من عندنا من الداخل". وحول الخلاف الفلسطيني، تساءل يحيى صالح: "هل الانقسام الفلسطيني أدى إلى الانقسام العربي، أم أن الانقسام العربي هو الذي أوجد الانقسام الفلسطيني، أم أن كل واحد منهما مكمل للآخر..!؟" وقال: أنه "كلما مرت فترة زمنية كان الانقسام أكثرن سواء على المستوى العربي أو الفلسطيني، وهو ما أدى إلى أن يمرر الأعداء مخططاتهم على الأمة العربية.. فمن كان يتصور انه سيأتي يوم يكون فيه العراق تحت الاحتلال!؟ ولكن التآمر العربي– العربي هو الذي أدى إلى هذا الوضع". ونوه إلى موضوع الاتفاقية الأمنية التي وقعتها ليفني ورايس، منتقداً أنه وبرغم 22 يوماً من القصف الصهيوني على إخواننا في غزة لم نجد أي أحد يتحرك، إلاّ أنه بمجرد إكمال توقيع ليفني ورايس وجدنا أن بارجة فرنسية وبارجة ألمانية وكل واحد يحرك معداته من أجل منع وصول السلاح للمقاومة.. مؤكداً أن هذا اكبر دليل على أنهم كلهم في خط واحد، ونحن العرب في خط، إلا أن الفرق هو أنهم كلهم متفقون ونحن مختلفون.. وسخر رئيس جمعية كنعان من "سخافة" الإعلام العربي الذي يستخدم عبارة "تهريب السلاح" إلى غزة ، بينما "هذا حق من حقوق المقاومة في الحصول على السلاح، ويفترض أن الدول العربية تدعم وتفتخر أنها تقدم السلاح للمقاومة"، مؤكداً: "إن دعم المقاومة في فلسطينوالعراق حق مشروع..!" واستعرض يحيى صالح محاطات من حياة ونضال الراحل جورج حبش– مؤسس جبهة التحرير الشعبية. هذا وألقى محمد رجب أبو رجب– كلمة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيا في نستهلها المقاومة الفلسطينيةواللبنانيةوالعراقية، والمقاومة العربية من المحيط إلى الخليج، والجماهير العربية الملتحمة معها. وقال: نحن نحيي ذكرى رحيل المؤسس جورج حبش ونرفع شعار تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أن القضية الفلسطينية وقضية الأمة هما قضية واحدة ، وأن العدوان على غزة اثبت أن الأمة مع القضية الفلسطينية ولا مجال لغير توحيد الصف الوطني والعربي. ودعا إلى حوار وطني فلسطيني، وقال: لنصنع وحدة حقيقية لفلسطين على قاعدة المقاومة، طالما وأن الاحتلال الصهيوني لا يفرق بين الفصائل الفلسطينية وان عدوانه طال الأطفال والنساء والشيوخ، وأن أعظم وفاء لهم ولشهداء فلسطين هو أن نصنع الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأشار إلى أنه لا مجال اليوم إلاّ أن نستخلص الدروس، فما حدث في غزة يستحق وقفة جادة لكل الفصائل الفلسطينية لتصل في نهايته الى نتيجة أنه بدون وحدة البندقية الفلسطينية لا يتحقق الانتصار! كما ألقت الدكتورة بلقيس الحضراني كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي، والتي وقفت في مطلعها على ذكرى المناضل جورج حبش ودوره حتى في دعم النضال اليمني ضد الاستعمار، وقالت: لقد غادرتنا روحه لكنه بقي معنا بنضاله ومبادئه الراسخة في حق الأمة باسترداد حقوقها. وقالت أن هؤلاء المناضلين أنجبوا جيلاً أنيط به مواجهة تحديات الأمة، وأن جورج حبش كان يؤكد بأن هزيمة الصهيونية آتية لا محالة، وأن شعب فلسطين المقاوم أقوى من المستحيل، وأنه آخر ما قال وهو يرقد في إحدى مستشفيات عمان، هو أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الحدود بين الدول العربية، معربة عن أملها بأن يتحقق ذلك اليوم سريعاً. كما استذكرت الرئيس العراقي صدام حسين، وقالت أنه شهيد الحج الأكبر الذي واجه الموت وهو غير هياب أو متردد ويردد: عاشت فلسطين حرة عربية ، عاشت الأمة العربية، ودعت الى أن يكون ميثاق الجزائر هو المحور الذي تلتف حوله الأمة العربية ،وإلى ممارسة الضغط على الأنظمة للتحرر من سياسة المراوحة التي أضرت بفلسطين وغيرها. من جانبه محمد عبد الكريم – ألقى كلمة عن فتح- أكد في مستهلها بأن المناضل جورج حبش كان ميزان الثورة الفلسطينية وبوصلتها، ولم يكن في يوم من الأيام عائقاً أمام الوحدة الوطنية الفلسطينية ، بل أنه كان يتجاوز الأخطاء حين تكون المصلحة هي الوحدة الوطنية. وتطرق إلى حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وقال أنها لم تستهدف فئة بعينها وإنما استهدفت كل الشعب الفلسطيني بتياراته وشيوخه ونسائه وأطفاله، وقال: من هنا نمد أيدينا إلى الجميع لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، مشيداً بمبادرة الرئيس علي عبد الله صالح، معتبرا إياها مخرجاً حقيقياً للازمة، ولا ينبغي على أحد الاستعجال في الموقف.. وقال: نحن ندرك حقيقة عدونا بأنه لا يهمه سوى أمنه ومصالحه، والعمل على تدمير أحلامنا وطموحاتنا. وأكد: أننا في فتح نقولها بلغة عربية فصحى أننا نعتبر كل التحركات الراهنة ما هي إلا استراحة محارب، ولن تغنينا عن البندقية، وأنها فرصة لتكون فاتحة جولة جديدة في الصراع والمواجهة مع الكيان الصهيوني، لأننا نريد فلسطين من البحر إلى النهر. يحيى محمد الشامي- ألقى كلمة عن الحزب الاشتراكي اليمني- أشاد في مطلعها بكلمة رئيس جمعية كنعان ن وقال كم كانت كلمة العميد يحيى محمد مهمة لأنها لامست بعض ملامح الحياة السياسية العالمية، إذ أننا منذ ساعات فقط كان الأمل يحذونا جميعاً نحن العرب في أن الإدارة الأمريكية الجديدة ممكن تقدم جديداً لكنها فاجأتنا بتصريحات وزيرة الخارجية التي جعلت إسرائيل جل اهتمامها وتتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.. وعلق: "بكل وقاحة تستخدم الطائرات والدبابات ومختلف الأسلحة وتقول هذا دفاع عن النفس!" وأشار الشامي إلى أن هذا التبدل في الموقف رافقه تبدل مهم لصالح فلسطين.. إذ أن الصهيونية كانت تضلل الرأي العام بأن هناك حركة إرهابية في فلسطين، لكن السياسة الدموية عرّت إسرائيل، فوقف العالم من الشرق الى الغرب مع القضية الفلسطينية. وحذر الشامي من أن تصريحات أولمرت الأخيرة تؤكد أنها تتطلع إلى دولة دينية يهودية، وأنها لن تتردد في استخدام مختلف أساليب الضغط والقوة لبلوغ ذلك. من جانبه سلطان نهداوي- عن الجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير فلسطين- أكد ان القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب المركزية شاء من شاء وابى من أبى، مشيداً بالتحركات الشعبية العربية التي اجتاحت كل الشوارع العربية حتى أمست القضية الفلسطينية عنواناً للاستقرار في المنطقة. وقال أن القضية الفلسطينية اكبر من فتح وحماس وكل القوى والقيادات، وأن أرواح الشهداء الفلسطينيين لا يمكن أن تصان إلا بالوفاء لهم من خلال الوحدة الوطنية، ومن خلال آن نكون شركاء بالدم والقرار. واستذكر أسماء نخبة من الشهداء الفلسطينيين الذين ما زالت دمائهم تروي الوطن، وحيا الجهود النضالية، والشهداء، والجرحى، والمقاومة، والانتفاضة.. كما ألقى الأستاذ محمد حسين العيدروس كلمة عن المؤتمر الشعبي العام، قال في بدايتها: لقد علمتنا تجاربنا النضالية العربية، وتجارب كل الشعوب الحرة أن السلام هو توأم المقاومة، الذي لا ياتي بغير الإرادة الإنسانية الشجاعة، والصمود الطويل، والموقف الصلب، والقضية العادلة.. لذلك لم ينتظر أبناء شعبنا الفلسطيني أن يهبهم أحد سلاماً على ورق، بل علموا صغارهم رشق قوى المحتل بالحجارة، ليمروا إلى بيوتهم بسلام.. فلا سلام ياتي بغير مقاومة! وأكد أنه لابد أن ندرك أن صمام الصمود يتجسد بوحدة الصف والموقف معاً، وأن لا سبيل لأحد للنيل من إرهاب الدولة الصهيونية، بمعزل عن الثقة بالإرادة الشعبية كاملة، والإيمان بالمصير الواحد. وقال: أن اسرائيل كانت تراهن على ما أصاب البيت الوطني الفلسطيني من خلافات وصراعات سياسية لا نجد ما يبررها سوى هواجس النفس الأمارة بالسوء، التي ظلت تغذيها، وتؤججها قوى شريرة لم تكن يوماً لتكترث للمصلحة الفلسطينية، ولم تكن يوماً نصيراً لقضية الأمة المركزية.. لكننا اليوم واثقون أن شعبنا الفلسطيني بكل قواه الوطنية، وموروثه النضالي العظيم والطويل، وثقته بنفسه، وإيمانه بعدالة قضيته، ووفائه لدماء الشهداء اقدر من أي مرحلة سابقة على المضي بمشروعه النضالي مهما كانت قوة رياح الفتنة، لأن جميع القيادات الوطنية الفلسطينية تعلم أن فلسطين هي أمانة الأمة بأعناقهم، وأنهم ابناؤها البررة، وحملة ألوية نصرها، وعزتها وكرامتها.. وثمن البادرة الطيبة لجمعية كنعان لفلسطين واللجنة المشتركة لخيمة المقاومة، مجدداً تأكيد الموقف اليمني الراسخ مع نضال شعبنا الفلسطيني، وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال، من أجل انتزاع أمن وسلام أبنائه الذين يتعرضون لشتى ألوان المجازر وبمختلف تكنولوجيا الحرب المحرمة دولياً، والتي آن الأوان لتضافر كل الجهود الرسمية والشعبية العربية والدولية لملاحقة قادة الجيش الإسرائيلي والحكومة قضائيا لنيل جزائهم كمجرمي حرب جاءوا بما لم تأت به النازية أو غيرها.. كما ألقى محمد عبد الله الكبسي- من حزب البعث- كلمة أكد في مطلعها بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، وأن اليمن تقف خلفها على الدوام. وقال: هاهي القضية الفلسطينية عادت إلى الصدارة وأوجدت التسابق العربي في رفع شعار المقاومة ورفض الذل والانحطاط والخنوع. وأشار الكبسي على أنه كما علمتنا المقاومة في لبنان أنها كسرت حاجز الأمن فإن المقاومة العراقية أيضا أوقفت كل رغبة أمريكية عدائية ضد المنطقة. وأكد أن لا غرابة على اليمن موقفها، داعياً كل الفصائل الفلسطينية إلى أن تكون وقفتها صادقة سواء من دعوة الرئيس علي عبد الله صالح لوحدة الفصائل أو الاستفادة من الدروس التي جنتها المقاومة، كما دعا الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً لنصرة المقاومة في كل مكان، لأن ما ترجمته الجماهير العربية في كل مكان هي تجسيد للإرادة الحرة للأمة. وقال: لقد أرادوا إبادة المقاومة فانتصرت، وأرادوا إضعاف الشارع العربي فقوى..