في حالة من الحزن والأسى استقبلت مع زملائي في صحيفة "26سبتمبر" الخبر المفجع برحيل الصديق العزيز، وصاحب القلم الرشيق عبده درويش زيدان.. بعد رحلة عطاء ومسيرة حياة حافلة بأشكال متعددة من الأعمال الصحفية القيمة خصوصاً في مجال الثقافة والتراث والأدب. الصديق عبده درويش الذي عرفناه بدماثة أخلاقه وابتسامته التهامية الصادقة.. رحل عن دنيانا بعد معاناة جمعت بين الظروف المعيشية الصعبة نتيجة انقطاع المرتبات، وآلام مرض القلب التي أخذت منه حيويته ونشاطه عاماً بعد عام إلى أن صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها في لحظة فارقة أحزنتنا وأبكتنا كثيراً. رحل الدرويش تاركاً لنا مآثر عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته، واجمل ذكريات الصداقة والأخوة التي لم تنقطع حتى في سنوات مرضه بالتواصل عبر الهاتف بين الحين والآخر. الزميل الراحل وخلال معرفتنا به كأخ قريب وصديق ناصح وأستاذ قدير له اسهاماته وكتاباته المميزة في صحيفة "26سبتمبر"، اتسم على مدى عقود من العمل الصحفي بالمهنية العالية والمصداقية، والتجرد من التعالي والمن، كتاباته ولقاءاته الإعلامية تنم عن ثقافة واسعة، وتترجم مدى تشبعه بحب اليمن الإنسان والأرض. قد لا أجد الكلمات التي استطيع أن أعبر بها عن فقدان هذا الزميل العزيز، وعما يشتعل في صدري من أحاسيس وتفاعلات، وفي مثل هذه الحالة، يكتفي الإنسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والأسى عبر دموع صامتة، او من خلال استرجاع شريط الذكريات القريبة والبعيدة التي جمعتني بالفقيد. لقد فقدنا زميلاً عزيزاً، وقلماً مؤثراً، وإنساناً نبيلًا، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وهكذا دورات الحياة، هم السابقون ونحن اللاحقون!. المكلوم: عبدالحميد الحجازي