عبّر عدد من الإعلاميين والمثقفين عن بالغ حزنهم على رحيل الإعلامي الأديب الأستاذ رضا لاري الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر أمس الجمعة بالمستشفى التخصصي بجدة بعد معاناة مع المرض، وقد صُلي عليه بعد صلاة عصر أمس بمسجد الجفالي، وتم دفنه بمقابر أمنا حواء بجدة، وقالوا في تصريحات ل»المدينة»: إن رحيل الأستاذ لاري خسارة كبيرة، مشيدين بعطاءاته وإسهاماته البارزة في خدمة الوطن في جميع الوظائف والمناصب التي تقلدها طوال حياته العملية. رحم الله والدي بداية يقول محمد ابن الفقيد الراحل: «رحم والله والدي الذي وافته المنية أمس بعد أن صارعه المرض لمدة عام في المستشفى التخصصي بجدة، حيث توفي في تمام الساعة الثانية فجرًا من صباح يوم أمس الجمعة بعد أن توقف قلبه عن النبض نتيجة نقص حاد في الأوكسجين في الدم، وقد تم من مساء أمس استقبال العزاء بمنزل شقيقه المهندس عبدالبديع، فيما سيكون منزله مكان استقبال عزاء النساء». ربي اغفر له واعفُ عنه وقال المهندس عبدالبديع شقيق الراحل: «رحم الله شقيقي وصديقي وحبيبي أخي رضا لاري.. ربي اغفر له واعفُ عنه يا كريم.. اللهم اغفر لعبدك وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. وعظم الله أجر والدتنا وأبنائه أحمد ومحمد وأشقائي عدنان وحسن وعبداللطيف وابن عمي إبراهيم وشقيقاتي وزوجه وأحفاده وكل الأصدقاء والإخوان وكل محبيه». الصحافة فقدت رجلاً خدمها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قال عن رحيل الإعلامي الكبير الأستاذ رضا لاري: «لقد فقدت السعودية عمومًا والوسط الصحافي خصوصًا رضا لاري، الرجل الكريم والنبيل والجميل، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، (إنا لله وإنا إليه راجعون) كل التعازي لأسرة رضا لاري ولأصدقائه ولأحبابه، وللصحافة السعودية التي فقدت رجلاً خدمها بإخلاص كاتبًا وصحافيًا وإداريًا». وجه إعلامي مشرق وقال الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ: «رحمة الله رحمة واسعة.. لاشك أن رحيل الأستاذ رضا لاري يعد خسارة كبيرة للوطن ولمؤسسة عكاظ.. لقد عُرف بأخلاقه وبدماثة خلقه وتواضعه مع الآخرين.. كما عُرف بأنه رجل مثقف متميز.. رجل سياسة.. ووجه إعلامي مشرق أمضى جزءًا كبيرًا من حياته في (سعودي جازيت) و(عكاظ).. ولا يملك الإنسان في هذه المواقف الصعبة إلا أن يدعو له بالرحمة والمغفرة وأن يطرح البركة في أبنائه وألا يريهم مكروهًا». حضور إعلامي في جميع الميادين ويقول الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة: «فوجئت كما فوجئ غيري من الزملاء بوفاة الصديق والزميل الأستاذ رضا لاري أحد ألمع الصحفيين الذين تبوأوا مركزًا قياديًا في الصحافة منذ بداية عهد المؤسسات الصحفية، فقد تميّز بالكتابة السياسية المتميزة، وبالحضور الإعلامي في جميع الميادين، وبالمشاركة مع زملائه في كل عمل إعلامي خلاق، وظل رحمه الله إلى أن داهمه المرض ثم الوفاة، يعد أحد الرموز الصحفية التي أثرت هذا المجال بكثير من الإبداع والريادة والتميز والتفرد حتى عُد واحدًا ممن تركوا بصمة في عالم الصحافة بل في عالم الإعلام كاملا، فوفاته سوف تترك فراغًا كبيرًا في المجال الصحفي، لكنه ترك لحسن الحظ تاريخًا إعلاميًا يشهد له بالتفوق والأخلاق والفروسية والإخلاص للمهنة دون أن يجامل أو يداهن أو يبحث عن مصلحته الشخصية، مثله مثل كبار الصحفيين السعوديين المشهود لهم بذلك سواء من الأحياء أو من الأموات، وإلى جانب هذا التميز في العمل المهني فقد تميز أيضًا في حسن تعامله مع أصدقاءه وزملائه ومحبيه، وكان أنيسًا في المجالس صاحب طرفة ونكتة ورواية وتسامح عن أي خطأ قد يصيبه أو يمسه من الغير، ومتعاملا دائمًا بكبرياء وأخلاق وتعاون مع جميع من جمعه في المهنة من زملائه، وشخصيًا زاملته بوصفه رئيسًا لتحرير عكاظ وأنا في المقابل في رئاسة تحرير الجزيرة منذ بداياتنا في العمل الصحفي، وزاملته أيضًا في كثير من الرحلات التي تعرّفت فيها على شمائله وعلى الجوانب التي تثير إعجاب الطرف الآخر به، وأيضًا كادت هذه الرحلات الرسمية التي أضافت لي كما أضافت بالتأكيد لزملائي البُعد الجميل في تصرفاته وتعامله مع زملائه، ولا أملك أمام هذا الخبر المفجع إلا أن أتوجه بخالص العزاء والمواساة متأثرًا بهذا الخبر إلى أسرته وإلى أولاده وإلى أصدقائه وإلى زملائه وأقول: إن الصحافة فقدت بغيابه أحد أبرز من عمل بها متفانيًا ومخلصًا ومحبًا لهذه المهنة دون أن يتخلى عن هذه القناعة وعن هذا العمل إلا وفق ظروف أجبرته على أن يترك الساحة لغيره لكنه ظل متعلقا بها عاشقًا لها محبًا لها.. فرحمه الله». كاتبًا عملاقًا وقويًا ومؤثرًا وقدم الأديب الدكتور عبدالله الغذامي تعازيه لأسرة الفقيد الراحل، وقال: «رحمة الله للعزيز رضا لاري وجعل جمعته رحمة له من الرحمن، تغمده الله بواسع رحمته، كان قمة صحافية على مدى عقود وكاتبًا عملاقًا وقويًا ومؤثرًا رحمه الله». كان يترك انطباعًا طيبًا وقال الإعلامي جمال خاشقجي: «رحم الله الأستاذ رضا لاري.. أول مرة التقيته في عكاظ قبل ربع قرن، قال لي: لازم تتعلم تطبع ع الآلة بنفسك، وأخر مرة التقيته كان في سوبر ماركت قبل 3 أعوام مع حفيده، لقد انقطع عن المجالس منذ أن غلبه المرض، كان يحب الفرح لا الشكوى، أصدقاؤه كثر حتى خارج المملكة، كان دومًا يترك انطباعًا طيبًا.. رحمه الله». نشعر بالغربة في غيابه رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي قال: «في حياة الشعوب بعض النخب الثقافية والفكرية تضيء ثم تأفل، ورضا لاري من النخب الفكرية التي أضاءت في سماء الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، لكنه إن كان قد أفل في الوجود ستبقى ذكراه في القلوب، إذ قام بنقلة جيدة في الإعلام والكلمة ولم يكن يتكلم على الصعيد العربي فقط بل كان أيضًا باللغة الإنجليزية وقد تقلد العديد من المجالات الإعلامية وربع فيها وحينما كان يكتب باللغة العربية كان من أجمل ما يقرأ القارىء حتى وإن كان يكتب باللغة الإنجليزية كان متقنًا للغاية، لهذا نحن نشعر بالغربة في غيابه ونسأل الله أن يجيرنا في مصيبتنا خيرًا». المزيد من الصور :