قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن يمر اليوم بمرحلة غاية في الحساسية نتيجة التأمر الدولي والاقليمي المستمر خدمة لاجندات خارجية الهدف منه السيطرة على موقع اليمن الهام على البحرين الأحمر والعربي ونهب ثرواته من خلال افتعال الأزمات عبر ادوات محلية انغمست في مستنقع العمالة والارتزاق . واضاف الترب ان اليمن لم ينعم بالاستقرار منذ ستة عقود مضت من عمر ثورة سبتمبر واكتوبر نتيجة الدور التأمري الواضح الذي تلعبه مملكة الشر وتابعتها الامارات فللسعودية والإمارات أطماع تاريخية في اليمن، فمن الناحية الجغرافية يتسم موقع اليمن بالأهمية الجيو سياسية الأمر الذي جعله عرضة لأطماع العديد من الدول، بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية وإشرافه على الممر المائي المهم "مضيق باب المندب" الذي يضبط حركة الملاحة في البحر الأحمر مما جعل اليمن شريكا في أمن الملاحة والطاقة الدولية. وتابع الترب ان احتلال اليمن أبعد ما يكون من رغبة سعودية إماراتية، فالمسألة تأخذ بُعداً دولياً أمريكياً بريطانياً، وما السعودية والإمارات إلا أدوات تنفيذ لمخطط استعماري خبيث لاحتلال اليمن، وإلا ماذا يعني التواجد العسكري البحري الأمريكي الكبير في البحر الأحمر قبالة باب المندب مؤخراً، وكذا التواجد العسكري البريطاني الكثيف في محافظة المهرة ولعقود مضت، كانت السعودية والامارات لصيقتين كوجهين لعملة واحدة دولتان حليفتان للولايات المتحدة ومستهلكان لأسلحتها، غنيتان بالنفط ومشتركان بعدد من الحروب آخرها اليمن. واكد البروفيسور الترب انه يجب التنبه الأن لكل ما يحاك من مؤامرات فحالة اللاحرب واللاسلام القائمة الأن مكنتا السعودية والامارات من تنفيذ اجندتهما الخبيثة في اليمن عبر احتلال الجزر والمناطق الغنية بالثروات المعدنية وتشترك واشنطن طبعا بأشكال متنوعة في الحرب على اليمن ويبدو أن المصلحة الأمريكية تفترض تسخير كل حروب المنطقة باتجاه يخدم دورها في أي حرب باردة مقبلة على غرار ما فعلته في أوروبا حين استحضرت وبعثت عوامل حرب بين موسكو وكييف، وبين اليابان وكوريا الجنوبية والصين. وحين تصبح السعودية جزءاً في قلب شبكة أمريكية في أي حرب باردة مقبلة فسوف تخسر كثيراً. أما اليمن فسوف يجد نفسه أكثر استقلالاً في قراره ورسم مستقبله من السعودية على غرار ما جرى في فيتنام التي انتصرت وتوحدت وأصبحت طليعة الدول المستقلة في جنوب شرق آسيا. واشار البروفيسور الترب ان اليمن يمتلك اليوم عوامل القوة العسكرية الرادعة وبات رقما في خارطة المنطقة لكن يجب التنبه للمؤامرات الخارجية وذلك باحداث اصلاحات على المستوى الداخلي وتحصين الجبهة الداخلية من الاختراقات وتحقيق ما امكن من الاستقرار المعيشي ..فالدور اليمن كان كبيرا في خدمة القضية الفلسطينية ولذلك ستسعى القوى الدولية والاقليمية على التأمر خدمة للصهاينة وهذا ما يجب التنبه له فالسعودي هي رأس الحربة في التأمر على اليمن منذ ستينيات القرن الماضي .