عرضت إحدى القنوات الفضائية صوراً لضحايا الحرب التي يشنها الحوثة على أهالي حجةالمدينة اليمنية الجنسية، المسلمة الديانة. الصور كانت لنازحين من أماكن معيشتهم وسكنهم، صورة لامرأة تجاهلت بقوة الكاميرات وصبت جهدها نحو التنور الذي نصبته لتخبز لصغارها . ربما أدركت تلك المرأة أن تلك الصور والمشاهد لن تحرك شيئا من واقع مرير فرض عليها، وقد يطول شهورا وربما سنين، فهي ببساطة لا تنتظر من أحد شيئاً، سواء كانوا حقوقيون أو وزراء أو رئيس دولة، فما سيقدمونه لها عبارة عن مطالبات على استحياء، أن يعود الحوثي إلى رشده ويكف عما يفعله، وعليه التوجه إلى طاولة الحوار ويحتار المكان الذي يروق له في الطاولة المستديرة أو المثلثة حسب رغبته.. هي في قرارة نفسها تدرك الواقع وترفض مطمطات الساسة والمحللين للأحداث فهي وحدها مع صغارها من يعاني ويدفع الثمن الفعلي والفوري لمغامرات استعراض القوة التي يقوم بها الحوثة. في العراء نصب تنور نقطة أساس البيت اليمني الذي قد يستغني عن كل أثاث المنزل ولا يستغني عن التنور.. وحول التنور كان الصغار بنظراتهم المتوجسة المرتعشة وقد اختفت من عالم طفولتهم مفردات اللعب والمرح والرسوم والألوان وحقيبة المدرسة، وحلت محلها الأشواك والعراء ورسم البؤس والشحوب مساره على وجوههم البريئة، حتى بدت محترقة من المعاناة والألم. لم يستوعب أولئك الصغار أحلام الحوثة والمعممين في طهران بالهلال الشيعي، أو مفردات البطنين وغيرها من المفردات التي حتى اللحظة لم نستوعبها نحن أو نجد لها مبرراً.. يتساءل أولئك الأطفال ماذا فعلنا بالحوثة؟ وما الذي يريده منا الحوثي حتى يحرمنا من بيوتنا ومدارسنا وأهلنا ويشردنا في مدينتنا؟ تلك العبارات والزفرات أطاقتها أيضا سيدة مسنة بمرارة الحدث تقول الحوثة شردوني من بيتي..!! لم تعد تمتلك سوى قبعة القش، ربما هي كل ما استطاعت أن تحمله يداها المحملة بجهد السنون، قبعة قش تحمي من أشعة الشمس الملتهبة، تتمتم بعبارات مكررة الحوثة خرجوني من بيتي ومن وسط عيالي للجبال والعراء!. تلك صور مؤلمة لإخوة الإسلام في الشمال وما حوله، وتأتي قاسمة الظهر ما فعله تنظيم القاعدة من قبل للجنود والعسكر الذين لم يشبعوا حتى من الكدم، حتى يقتلوا بتلك الصورة المأسوية التي يتفطر لها القلب، تواطأ من تواطأ وقتل من قتل، هل هذه الدرجة وصل التعصب الأعمى ضد هذا الشعب المسكين مدنيين وعسكريين إلى عقلاء القاعدة والحوثة إن كان فيهما عقلاء..اتقوا الله- اتقوا الله- اتقوا الله في هذا الشعب المسكين، والأشباح الأمريكان والإسرائيليين الذين تقاتلونهم في حجة وصعدة وأبين لم يطأ أحد منهم هذا التراب ولم تسفك حتى الآن، إلا دماء اليمنيين وأطفالهم..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.