مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    افتتاح بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد على كأس الشهيد الغماري    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يكرم والد الشهيد ذي يزن يحيى علي الراعي    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    لملس يبحث مع وفد حكومي هولندي سبل تطوير مؤسسة مياه عدن    الحديدة أولا    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(مآسي حرب صعدة) حكايات يرويها النازحون من جحيم الحوثة الى الموت في المخيمات
نشر في الجمهور يوم 14 - 01 - 2010

برنامج الحوثة: أعمال إجرامية.. قتل وترويع للآمنين.. نهب للممتلكات.. سفك للدماء.. اغتصاب للنساء
مشرف المخيم: كل خيمة يتواجد فيها من 5 - 6 أفراد.. وأحد النازحين طلبت منه زوجته خيمة لوحدها وإلا لن تبقى في المخيم
مسؤول مخيم المزرق: 20 ألف نازح في المخيم والدعم الشعبي يتواصل من المحافظات
أم نجوى: تعرضنا لإطلاق نار كثيف في منطقة المروة وتجمعت أسرتنا بعد 10 أيام
حكايات تروي بعض تفاصيل مأساة صعدة المحافظة وجراحات أبنائها الذين تعرضوا للقتل والتشريد، استقصاها موقع "مؤاب" الإخباري العربي في مادة استطلاعية أعدها موفده الزميل/ عبدالله الجيماني، الذي قام بزيارة إلى مخيم المزرق في منطقة حرض بمحافظة حجة، والتقى فيه بنازحين من الحرب في صعدة ومسؤولي المخيم، ونقل كثيراً من الصور المأساوية التي التقطها من أنات المشردين وتوسلات الأطفال وحسرات الكهول وعبرات النساء، اللواتي فقدن أزواجهن وأبناءهن وأقاربهن.. "الجمهور" تعيد نشر المادة الاستطلاعية كما أوردها الموقع.. فإلى التفاصيل:
لكي تصل منصنعاء الى مخيم المزرق، الواقع في حرض على الحدود اليمنية السعودية أي إلى الشمال الغربي من اليمن، عليك ان تقطع مسافة 350 كيلو متراً، وبزمن يتجاوز 7 ساعات كون الطريق متعرجاً وخطراً وشديد الانحدار.. وحتى تصل الى هذا المخيم قبل اشتداد أزمة السيارات على طرق صنعاء - حجة - حرض، يتطلب منك أن تنطلق بالسيارة منذ ساعات الفجر الأولى .
وبينما انت تسير في الطريق تشاهد على يمين الشارع أعلى قمة جبل في الجزيرة والخليج العربي والوطن العربي بعد جبال اطلس، جبل النبي شعيب .
وبعد مسير تتجاوز 44 كيلو ندخل مدينة شبام كوكبان التي يعود تاريخها الى القرن السابع الميلادي، حيث تشاهد الدرج الذي يصل الى المعبدين في قمة الجبل، ولها اربع بوابات تغلق عليها، والابواب هي: "الشقى، والمعين، والفجرين، والاهجر" وجميع هذه البوابات هدمها الجيش العثماني عندما اجتاح المدينة، حيث ان المدينة محصنة طبيعيا لوجود الجبل الذي يحتضنها، ولها سور واحد سميك من الطين المخلوط بالتبن الذي يعتبر اقوى من الحديد.
مخيم المزرق
وقبل وصولك الى المخيم تشاهد على طول الطريق الذي يوصلك الى صعدة، الأعداد الكبيرة من قاطني هذا المخيم، الذين يتواجدون في حرض للتسوق او للبحث عن العمل . نتوقف قليلاً في حرض لشراء قوارير مياه الشرب المثلجة، كون الجو في هذه المنطقة حاراً جدا وتتراوح درجة الحرارة فيه 35 إلى 40.. ندخل إحدى الخيم الكبيرة التي يتجمهر على بوابتها حشد كبير من المواطنين على شكل طوابير، نساءً ورجالاً وأطفالاً، الكل منهم يسأل عن كابونات الدعم الشهرية التي لم يستلموها بعد، وعما إذا كانت أسماؤهم في الكشوفات الموجودة لدى مسؤول الاغاثة جبران.. نسأل عن المسؤولين المشرفين المتواجدين في المخيم ومن فروا من نيران القتال والاشتباكات التي تجري بين الجيش اليمني والحوثيين .
مخيم المزرق الذي زرناه يقع على مقربة من جبال صعدة، والقاطنون فيه يخشون ان تهاجمهم مجموعة من الحوثيين في أية لحظة.. الجو حار جداً في المخيم حيث تهب رياح شديدة تحول ارض المخيم الى جو مغبر ما يؤدي الى معاناة شديدة للمصابين بالربو والأمراض المزمنه.
سألنا المتواجدين في المخيم: لماذا تركتم بيوتكم ومنازلكم وأتيتم الى هنا؟!.. فكانت اجاباتهم : كان الحوثيون يريدوننا ان نكون دروعاً بشرية لهم أمام الجيش، كما طلبوا منا أن نقاتل الى جانبهم ضد الجيش، لهذا قررنا الرحيل عن قرانا ومنازلنا وفضلنا العيش في هذا الوضع المأساوي .
واضافوا: لا نعرف هل تطول غيبتنا عن قرانا ام اننا لن نعود إليها؟!.. الشتاء على الأبواب والخيام كما تراها صغيرة الحجم، ربما لا تستطيع مقاومة الأمطار، فالأرض هنا رملية والأوتاد لا تقاوم الامطار واطفالنا محرومون من مواصلة دراستهم لعدم وجود مدارس .
في صعدة اناس قتلوا وجرحوا وآخرون هجروا بعضهم يتواجدون في المخيمات، وبعضهم لجأوا الى قرى أخرى بعيدا عن المخيمات، وآخرون أنشأوا لهم مخيمات بعيدة عن المخيمات المتعارف عليها لان درجة القربى بينهم قوية ولا يريدون من الجهات أو المنظمات اية مساعدات .
في هذا المخيم أسر تقطعت بها السبل، الأسرة موجودة ورب الأسرة لا يعرف مصيره، هل قتل على أيدي الحوثة أم خطفوه أم هو جريح أم انه فر بعيدا الى جهة غير معلومة؟!!.. أهله يبحثون عنه وهو يبحث عنهم، كل منهم يبحث عن الآخر. بمعنى اصح ،ان الوضع كارثي في هذا المخيم وكل المخيمات خاصة وانها المرة الاولى التي يشهد فيها اليمن حركة نزوح داخلي .
الجو حار، ولكن اهل مكة ادرى بشعابها، حيث يقولون : النازحون مقبلون على جو البرد ( الشتاء)، ولأن المنطقة التي يوجد بها المخيم صحراوية، فان الجو سيكون شديد البرودة والمخيم بأمس الحاجة الى الرعاية الصحية والغذاء والخيام والبطانيات.. وبجانب الخيام ترى الأغنام التي تعود الى بعض النازحين .
ويقول جبران المسؤول عن تأمين المخيم بمختلف المواد الغذائية والخيم ومحتوياتها: "إن هناك العديد من الأسر لم يتم اجراء المسح لها، فالدخول للمخيم عشوائي ونقدم لهم سلة غذائية متكاملة تكفي لمدة شهر، وكل خيمة يتواجد فيها من 5 – 6 افراد".. موضحا ان احد النازحين طلبت منه زوجته خيمة لوحدها والا لن تبقى في المخيم .
ومن جانبه يوضح المسؤول العام عن المخيم محمد الأدبعي ان دوامهم يبدأ منذ ساعات الفجر الاولى وحتى الساعات المتأخرة من الليل، يلبون ويجيبون طلبات النازحين المتواجدين في المخيم .
ويضيف: "كل يوم نستقبل أعداداً جديدة من النازحين جراء الحرب التي يقوم بها الحوثيون ضد المدنيين والجيش في صعدة، وقد اجرينا مسحاً خلال الفترة من 5 الى 6 – 10 – 2009 م، حيث وجدنا داخل وخارج المخيم حوالى 1198 أسرة وفي 12/10/ 2009 تم تسكين 1312 اسره، وكل اسرة مكونه من 6 أفراد.. ويحتوي المخيم على 20 الف نازح عندما زرناه.. وبين الادبعي انهم مازلوا يعالجون اوضاع النازحين المأساوية القادمين من اتون الحرب التي يشنها الحوثيون ضد الدولة اليمنية في صعدة».
وقال: "يشكل النازحون ضغطاً على السلطة المحلية التي تقوم بدورها وضمن الامكانات المتوفرة بتلبية الطلبات الهامه للمواطنين، موضحاً انهم يقومون حاليا بتجهيز مخيم ثان على بعد 10 كيلومترات الى الغرب من هذا المخيم كمخيم احتياطي لاستقبال النازحين الجدد.. مضيفا ان الدعم الشعبي اليمني يتواصل من المحافظات كافة لمساعدة النازحين.. ومشيرا إلى وجود مركز صحي اولي يقدم خدمات الصحة الانجابية.
جولة في المخيم
وخلال جولتنا في المخيم التقينا بعدد كبير من النازحين تحدثوا عن الجرائم التي ارتكبها بحقهم الحوثيون، حيث اكدوا تعرضهم لعمليات نهب لممتلكاتهم وثرواتهم الحيوانية وامتهان حرياتهم والاعتداء على حرماتهم وحرق وتفجير بيوتهم .
وتقول أم نجوى: "هربنا من الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الجيش اليمني والحوثة، ووصلنا الى هنا جراء وقوفنا الى جانب الدولة ضدهم، ومن جلس في قريته لابد له ان يعيش تحت استعمارهم وان يقاتل معهم الدولة، لهذا فضلنا الرحيل".
وتضيف: "لقد تعرضنا الى اطلاق نيران كثيف من قبل الحوثة بمنطقة المروة حيث اقتحمت قوات كبيرة منهم المنطقة، وجلسنا تائهين اكثر من خمسة ايام في الزرع، وبعد 10 ايام استطعنا تجميع افراد الأسرة والوصول الى هنا".
وتسترسل أم نجوى في حديثها وهي لا تزال تشعر بالخوف الشديد، وتتذكر تلك الساعات المؤلمة التي نزل الحوثيون فيها على الجبل الذي يقطنونه واستولوا على قمتي جبلي قمامة والخرشمي، وتصف الحوثيين بأنهم فقدوا شعورهم وكانوا يضربونهم بالاسلحة الثقيلة .
وأثناء تواجدك في المخيم، لا بد لك ان تنظر الى الجبال التي حول المخيم، ويأتيك الجواب: إنها جبال صعدة وما ادراك ما صعدة.
في هذا المخيم يسمعون دوي انفجار القنابل التي تذكرهم بالموت وبما حدث لهم، وتجعلهم يشعرون بأنهم ما زالوا على موعد مع المجهول.. يتوقعون حوثياً يتسلل الى مخيمهم ويقتلهم بأية لحظة، والأطفال في المخيم يتطلعون الى ان يصبحوا في القريب العاجل جنوداً يقاتلون الحوثة، الذين قتلوا اعز الناس على قلوبهم، وجعلوهم في العراء يسكنون الكهوف ويأكلون أي شيء .
الحوثيون يقومون بإجبار الأطفال على القتال الى جانبهم وحمل السلاح في وجه الدولة ومقاتلتها، ويمنحون الأطفال المقاتلين معهم صكوكاً (ورقاً مكتوب عليه انهم ذاهبون إلى الجنة).. هذا هو جواز سفر الحوثيين للأطفال الذي به يقنعونهم بأن الجنة بانتظارهم . كما انهم يقنعونهم بأن أمريكا تقف الى جانب الحكومة لهذا وجب مقاتلتها.. ويقول لك الأطفال: كلما تقدم الحوثيون واحتلوا مواقعاً جديدة نعتبره انتصارا لهم وهزيمة لنا الذين ننتظر ساعة الخلاص منهم .
برنامج الحوثة اليومي
أعمال اجرامية.. قتل وترويع للآمنين.. نهب للممتلكات.. نشر للرعب.. سفك للدماء.. هذا هو برنامجهم، وعلى الطرف الآخر نزوح آلاف المواطنين من منازلهم تاركينها لعبث العصابات التخريبية.. لا تكاد تجد مواطنا ليس لديه مأساة، فمنهم من تعرض للسجن لتأييده للدولة.. وسجونهم لا يوجد لها مثيل حتى عند اليهود- هكذا يقول الذين ذاقوا عذاب الامرين فيها- لا يخرج منها الا من شارف على الموت، يأخذون منهم كل شيء وبعد تجريدهم يهددونهم بالسلاح ويطلقون الرصاص عليهم ويضربونهم حتى يسيل الدم.. كما أنهم يدخلون البيوت بدون استئذان، وإذا منع أصحابها يقتلونهم، يحرضون الأبناء على الآباء، فإذا رفض الاب طُلب الابن يقولون له: اقتله تدخل الجنة.. وبالمقابل قتلوا الأطفال والنساء، واجبروهن على صنع الخبز لهم تحت تهديد السلاح، وقتلوا الأزواج ويتموا الاطفال.. والاسر لا يوجد معها سوى الملابس التي ترتديها هذه هي الصور التي يرويها المخيمون في العراء عن الحوثة
ولم يتوقفواعند ذلك – كما يقول الكهل جابر- فقد دربوا الأطفال على استعمال السلاح واستغلوهم لنقل المياه لهم، والمرأة التي يموت زوجها يزوجونها لأحد مجاهديهم بعد أسبوع على وفاة زوجها، حيث لا اثم في ذلك وفق معتقداتهم.. والأسرة التي لديها بنات يجبرونها على تزويجهن لمجاهديهم بمهر مقداره 25 ألف ريال يمني، اي حوالى 95 ديناراً أردنياً، مع العلم ان المهر في اليمن يتراوح ما بين 500 الف ريال الى مليون ريال يمني.. سمعوا أن رجلاً زوج ابنته بمبلغ 160 الف ريال يمني جاءوا إليه واخذوا ابنته العروسة وزوجوها لبطل من أبطالهم، وأعطوا والدها 28 الف ريال يمني، اي 100 دينار أردني، واعتبروا الزواج الاول باطلا حسب تعليمات سيدهم حسين الحوثي.. وبعض النساء اللاتي يموت أزواجهن يهبوهن للحوثيين ليعشن معهم في الجبال طيلة مدة الحرب، يغتصبوهن بدعوى ظروف الحرب الطارئة.. ويطلقون على هذا الاغتصاب تسمية "زواج طارئ" املته ظروف الحرب، كما انهم يدفعون الشباب والشابات إلى زواج "المتعة".
بطولاتهم الإجرامية
ومن بطولاتهم الإجرامية، أنهم يلقون النساء في التنور ويقطعون الأطفال الى نصفين، كما تقول إحدى النساء وهي ترتجف عندما نتحدث عنهم لأن ارتكابهم لهذه الأعمال الإجرامية، تجعل الذعر يدب في نفوس المواطنين.. ومن الجرائم الوحشية الفظيعة، انهم قتلوا فتاة أمام أسرتها واغتصبوها .
الأعمال الإرهابية هذه، لا يتصورها عقل انسان من شدة بشاعتها وفظاعتها أنها ما زلت ماثلة امام النازحين، يروونها وهم يرتعدون خوفا .
بسالة الحوثيين
الحوثيون يستبسلون على النساء والأطفال العزل.. إنهم يسترخصون النفس البشرية ويستبيحون المحرمات والأعراض بصور فظيعة لا يتحملها ولا يقبلها عقل ولا يتصورها خيال شاعر او رسام .
البحث عن المفقود
بعض النساء في المخيم عندما يشاهدن وجوها جديدة كمثلي مثلا، يبادرن بالسؤال: اننا نريد ازواجنا وبيوتنا واطفالنا.. وأخريات يسألن. نريد خيماً وطعاما وأطباء ومدرسين ومواد غذائية.. اسئلة كثيرة وكبيرة تبحث عن اجابات شافية ووافية ومقنعة لقاطني المخيم.. وتجد نساء يبحثن عن أزواجهن المفقودين، أو الذين قتلهم الحوثيون، أو عن الأطفال الذين جرى خطفهم، والطفلات اللواتي أخذوهن وهن يرعين الأغنام في الجبال والوديان ولا يعرف مصيرهن جميعا .
في المخيم يبحثون عن التقاء الاسر، ويتذكر الأطفال اللعب في فناء منازلهم، حيث تتمازج الأصوات والضحكات.. هؤلاء الآن في هذا المنفى، اذا جاز التعبير، هاربون من جحيم ظلم الحوثة، ومن تبقى منهم يتساءلون: أين نحن الآن؟.. فهذا المكان تلف زواياه الوحشه.. انه يختلف عن قريتهم وبيوتهم. والعديد من الأطفال والنساء حدثت لهم صدمات نفسية وأصبحت حالتهم سيئة للغاية .
قصص مأساوية
ومن القصص الفظيعة التي يتداولها النازحون، أن طفلة اجهزعليها المسلحون الحوثيون.. قتلوها وقطعوها الى نصفين.. والأم المصدومة.. قامت بلفها بحزام أكل عليه الدهر وشرب.. تصوروا معي هذا المنظر المؤلم، أم ثكلى كانت تعتقد ان طفلتها ما زالت على قيد الحياة، وبانها ستعود الى وعيها بعد ان تجمع نصفيها.. حملتها الى المخيم.. وعند وصولها كان يعتقد الكثيرون ممن هم في المخيم ان ابنتها نائمة أو مريضة وعندما، اتضح لهم الأمر قام العاملون في العيادة بإعطاء الأم منوماً ودفنوا الطفلة.. إنها صورة حزينة ومؤلمة ووصفها تعجز عنها الكلمات.. لكنها حكايات يرويها من عاشوها أو عاشوا مثلها؟!!.
ومن الصور المأساوية الأخرى، ان أما لديها توأم حديث الولادة، قد كان العمل البطولي الذي يقوم به الحوثيون، ليس احضار الحليب لهما او الملابس او الفوط الصحية، أو إرسالهما الى الطبيب لمعالجتهما جراء الأوضاع المأساوية التي كانوا هم سببها، وانما ضرب الطفلين بجدران المنزل، حتى تطاير رأساهما على الجدران، وبكل برودة اعصاب قالوا لها: إنهما سيكونان لهما أجر في الجنة.. أليست هذه قصص غريبة ومستهجنة؟!.. أي دين يجيز ارتكاب هكذا أعمال؟!.. أبناء اليمن اول مرة يسمعون بها، وتمارس عليهم!!
هذا جزء يسير من أشياء وقصص عديدة فضّل من اكتوى بها عدم ذكرها لأنها تعتبر عاراً يصيبهم، ويفضلون عدم اشهارها والبوح بها.. ورغم تعرضهم لكل هذه المآسي الا ان ثقتهم بالله وحكومتهم كبيرة جدا، وان الشمس لا بد وان تشرق عليهم وهم يعيشون فوق ارضهم وداخل منازلهم.. الجميع يتلهفون أطفالاً ونساءً ورجالاً وشيوخاً منهم من يتلهف للعودة الى مدرسته وقريته وحقله ومنزله.. يراودهم حلم العودة الى تلك الاماكن، ويتساءلون هل ستطول غيبتهم؟!!
اوضاع مأساوية داخل المخيم، وقصص عديدة كل منها تختلف عن الأخرى، وحالات من الرعب الشديد تسيطر على سكانه.. هذا باختصار غيض من فيض لتلك المعاناة التي يعيشها الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وحتى العاملون في المخيم ومن يقطن بالقرب منهم.. وتبقى اسبابها ومسببوها واحد( الحوثة ) كما يسميهم النازحون
غادرنا المخيم بما وقفنا عليه من آلام وانا أقدم شكري الجزيل لوزير الاعلام اليمني الشاعر الكبير الاديب حسن احمد اللوزي على التسهيلات التي قدمها لنا، وتكليف مدير العلاقات العامة احمد اللهبي ونزار المحضار وامين الورافي من وزارة الاعلام، بالاهتمام بي ومرافقتي وانجاز مهمتي، وكذلك الشكر للدليل السياحي علي البخاري .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.