تركوا ديارهم وأموالهم في محافظة صعدة هربا من الموت الذي يسوقه إليهم كل يوم المتمردون الحوثيون, ليجدوا أنفسهم في مخيم المزرق بمديرية حرض محافظة حجة، أمام معيشة ضنك سلبت من أطفالهم حياتهم، إما بحجة المرض أو الجوع، ومع ذلك لا يزال النازحون يتوافدون إلى المرزق يوميا من مختلف مناطق صعدة أو حتى من منطقة الخوبة بالمملكة العربية السعودية. ونقلا عن صحيفة (السياسية) تقول النازحة سميرة عبده من حارة المعلا مدينة صعدة ، إن طفلين من أسرتها توفيا في مخيم المزرق بعد ثمانية أيام من وصولهما إلى المخيم "بسبب الجوع والملاريا"، متهمة إدارة المخيم بالتقصير، "لأنها لم توفر لهم خيمة وفرشا وبطانيات". وأوضحت أنها تنام مع زوجها وأولادها السبعة في العراء، في حين تقدم لهم أسر نازحة بعض الطعام. وكانت مدير مكتب اليونيسيف في الشرق الاوسط وشمال افريقيا, سيجريد كاج، قالت في بيان لها الأسبوع الماضي، أنه تم تسجيل وفيات بين الأطفال في مخيم المزرق "حيث بلغ سوء التغذية وهو مشكلة مزمنة في اليمن مستويات مزعجة" على حد تعبيرها. وأضافت أن "أكثر من 600 طفل في المعسكر يعالجون الآن من سوء تغذية حاد". يشكو النازح فاشع علي، من منطقة حيدان، من ألم في المفاصل, معتبرا أن الرعاية الصحية في المخيم "غير متوفرة". وقال فاشع إن الخيمة التي يقيم فيها لا تتسع لأفراد عائلته المكونة من 11 فردا, مطالبا إدارة المخيم بتوفير "فرش وبطانيات". وتعتبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن الطاقة الاستيعابية للمخيم تبلغ عشرة آلاف نازح. بدوره، يقول النازح ناصر حسين, من منطقة حيدان، أنه يشعر بالحرج كونه يقيم وأفراد أسرته المكونة من 23 فردا مع إحدى الأسر النازحة منذ أكثر من شهرين "في خيمة واحدة لا تتسع سوى لستة أفراد". مسؤول التسجيل بإدارة المخيم محمد جزيلان، اعتبر أن توافد النازحين من منطقة الخوبة السعودية، شكل ضغطا كبيرا على المخيم "يُصعب معالجته بسرعة". وحسب وزير الصحة الدكتور عبدالكريم راصع، فإن عدد النازحين في مخيم المزرق ارتفع الأسبوع الماضي، إلى 38 ألف نازح، معظمهم من النساء والأطفال. وتشير تقديرات لمنظمة اليونيسيف إلى أن مخيم المزرق يستقبل يوميا حوالي 900 نازح . وفي سبيل معالجة الأوضاع المتدهورة في مخيم المزرق، ودعم جهود الحكومة في إغاثة النازحين، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الإماراتي، أنها ستسلم الحكومة اليمنية الأسبوع الجاري، مخيما "متكاملا" للنازحين من الحرب. وقال صالح الجابري نائب رئيس وفد الهلال الأحمر الإماراتي، في تصريح صحفي، إن المخيم الذي يقع بجوار مخيم المزرق، سيضم 1000 خيمة تستوعب 7500 نازح، بتكلفة مالية بلغت 20 مليون ريال. وأوضح الجابري أن جمعية الهلال الأحمر الإماراتي ستزود المخيم بتيار كهربائي ومطبخ مركزي يقدم وجبات غذائية يومية. تجدر الإشارة إلى أن الحرب التي يشنها الجيش على جماعة الحوثي المتمردة، تسببت منذ اندلاعها في أغسطس الماضي، في تهجير أكثر من 100 ألف شخص، حسب المصادر اليمنية الحكومية، فيما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن تهجير 175 ألف شخص.