يمثل اليوم الأحد وزير الدفاع اللواء الركن/ محمد ناصر، ووزير الداخلية اللواء/ عبدالقادر قحطان، أمام البرلمان للاستجواب بشأن مناقشة قضية الانفلات الأمني الذي تشهده اليمن، فضلاً عن توسع تنظيم القاعدة في عدد من المحافظات وإخفاق القوات المسلحة في مواجهته. وكانت الحكومة برئاسة محمد سالم باسندوه قد حضرت الجلسة التي عقدها البرلمان أمس السبت لمناقشة التقرير الذي قدمته إلى المجلس بخصوص ما أنجزته خلال الثلاثة الأشهر الماضية. وقال النائب عبدالعزيز جباري إن الطريق أمام الحكومة ليس مفروشاً بالورد بل بالمطبات - حسب وصفه، مشيراً إلى أنها لن تنجح إلا إذا صدقت النوايا وكان هناك نية للإصلاح وتم إقالة الأشخاص الفاسدين من مناصبهم، كما طالب وزير الداخلية بالاستقالة مادام غير قادر على ممارسة صلاحياته ووضع حد للانفلات الأمني. وخاطب وزير الداخلية قائلاً: "هل قوات الأمن المركزي تتبع توجيهاتك؟، فإذا لم يكن كذلك فعليك تقديم استقالتك". فيما طالب رئيس كتلة الأحرار برحيل جميع مراكز القوى في اليمن وأن تصرف لهم بقية الاحتياطي النقدي والذي قدره ب2مليار وذلك من أجل مصلحة البلد. وطالب النائب جعبل طعيمان من جهته بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية غير قادرة على فرض الأمن في أمانة العاصمة، فضلاً عن المحافظات الأخرى. وتساءلت طعيمان عن الجهة التي خولت للطيران الأجنبي تنفيذ غارات على مواقع داخل اليمن، معتبراً ذلك انتهاكاً للسيادة اليمنية. وفي السياق ذاته انتقد النائب في حزب الإصلاح عبدالله أحمد علي التدخلات الخارجية في اليمن.. وقال إن بعض القوى الخارجية تريد وضع دستور لليمن كأن الشعب اليمني أمي لا يفقه في شيء، مشيراً إلى أن اليمن لديها من أفضل القوانين. وأضاف: "نرفض أي تدخلات خارجية في اليمن ولن نقدم تنازلات للخارج ولا للتنازلات للخارج". وأوضح أن مشكلة الشعب اليمني مشكلة عقلية وأنهم بحاجة إلى ثورة ثقافية، منتقداً علميات التخريب التي تستهدف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط، كما طالب بإعادة أسعار المشتقات النفطية إلى ما كانت عليه. النائب عبدالكريم شيبان من جانبه قال إن الانفلات الذي تعيشه محافظة تعز مدبر ومخطط له، مطالباً بسرعة إعادة هيكلة الجيش. من جهته ثمن الشيخ محمد بن ناجي الشائف الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه، مشيراً إلى أن البعض يريد أن يتخذ منه شماعة لتعليق أخطائهم وإخفاقاتهم. وقال الشائف "من منطلق حرصنا وحبنا لكم ننصحك بترك منصبك إذا لم يعط لكم الحق في ممارسة صلاحياتك". من جانبه قال النائب نبيل الباشا إن سبع محافظات يمنية أصبحت خارج سيطرة الدولة، فيما بقية المحافظات تشهد انفلاتاً أمنياً مخيفاً. واعتبر الباشا "كارثة دوفس" التي راح ضحيتها أكثر من 184 جندياً، إهانة للقوات المسلحة، مطالباً برد الاعتبار لها وإعادة هيبتها. وقال الباشا إن المؤسسة العسكرية لم يعد لها أي هيبة و لم يعد أحد بعد اليوم يشرفه الانتساب إليها، بعد حادثة دوفس في أبين، متهماً الحكومة بتوفير بيئة خصبة للإرهاب. كما طالب الباشا بسرعة الإفراج عن الجنود الأسرى لدى تنظيم القاعدة في أبين والذين يقدر عددهم ب105 جنود، مشيراً إلى أنه لا يوجد دولة تسأل عنهم. بدوره قال النائب علي المعمري إن هناك قلقاً برلمانياً إزاء ما يجري في اليمن اليوم من فوضى وانفلات أمني. وأشار المعمري إلى أن هناك مغالطات في التقرير الذي تقدمت به الحكومة إلى البرلمان بشأن ما أنجزته خلال الفترة الماضية. وقال إن التقرير أشار إلى أنه تم معالجة الانفلات الأمني في محافظة تعز بنسبة 70 في المائة، لكنه على أرض الواقع لم يتحقق شيء، كون المحافظة تعيش حالة من الانفلات الأمني.