بقراءة تفاصيل مشاركة منتخبنا الوطني الأول في غرب آسيا، يتضح لأي متابع أن الصور والتواجد برفقة أقطاب المجموعة (البحرين، السعودية "رديف" وإيران) كان محطة جديدة للإخفاق ساهمت فيها كل الأطراف ذات العلاقة منذ أن أعدينا العدة للذاهب إلى الكويت عبر محطة مصر التي خضنا فيها معسكر أخير تحت إمرة المدرب البلجيكي "توم" الذي ملأ الدنيا بتصريحاته النارية التي تفوق إمكانيات (مورينيو وجوارديولا)، ومن هو على شاكتهم!. (270) دقيقة خاضها منتخبنا الوطني في الاستحقاق الآسيوي، لم يكن فيها قادرا على فرض ما لديه أمام الخصوم الثلاثة، فلا شكل.. ولا هوية.. ولا حضور.. ولا مواهب.. ولا فنيات.. ولا قدرات.. ولا شيء يذكر!!.. سوى في دقائق لقليلة ولحظات معدودة مع الكرة والمساحة التي تزعج الآخرين. البحرين يسقطنا في الدقائق الأخيرة! ******* في لقاء البحرين الذي ظنينا أننا قد تعودنا على تحقيق الانتصار عليهم.. جاءت الأحداث مخالفة ببداية صاعقة كنا فيها نتجرع خسارة بهدف اللحظات الأخيرة، وأداء عقيم، وشكل لا يوحي ببارقة أمل في قادم المواعيد.. صورة هزيلة لم يقدم فيها المنتخب القليل مما ينتظره الشارع الرياضي الذي كان يمني النفس بظهور مختلف، يعيدنا إلى صلب الموضوع. السعودية (رديف).. ولم يتغير الحال ****** محطتنا الثانية كنا فيها مدعوون لمواجهة فانيلات المنتخب السعودي الذي جاء بفريق رديف، وترك لاعبيه الأساسيين في المدرج مع مدربهم ريكارد، واكتفى بالمدافع الهوسواوي ومع الفريدي.. أما الباقيين فقد كانوا مجموعة جديدة تلعب محطاتها الأولى في المشاور الدولة وفق رؤى ريكارد الذي بحث عن الاحتكاك لمن يراهم وقود لبناء منتخب سعودي جديد يخوض به باقي الاستحقاقات. مواجهة لم تأتِ بجديد ورغم قلة الخبرة وسوء الحضور السعودي، أن الأداء العقيم ظل على حالة بعدما أصر "توم" أن يبقي لاعبينا في ملعبهم والاكتفاء ببعض المناوشات عبر مهاجم وحيد "محمد العبيدي" الذي لم يكن قادرا على تلبية ما يحتاجه المدرب، وفقا لإمكانياته التي تظهر في الصندوق وعبر الكرات الهوائية.. فبقينا على حالنا منتخب عادٍ لا يقدم أي شيء فاقدا للربط بين خطوطه، لا يجيد امتلاك محاور لمباغتة الخصم، يخشى مغادرة مناطقه فاقدا للثقة، ضعيف بدنيا لتأتي الخسارة الثانية ونودع مبكرا!. تحسن نسبي ******* في القاء الثالث الذي خضناه بعيدا عن الضغوطات وحسابات التأهل كان العرض أمام إيران يمر بنفسه نوعا ما بسكة مقبولة، بعدما ظهر لاعبونا وفقا لقدرات البعض منهم في سكة جيدة، دوشنا فيها مناطق الدفاع للخصم وأزعجنا حارس مرماه، وكنا قريبين من نيل الأسبقية في عدد من المرات، وكان ذلك بعدما وجدنا الضالة في الموهوب أيمن الهاجري الذي تفوق كثيرا، وأظهر قدراته الفنية الرائعة كنجم محترف في الدوري البحرين، ليضيف الكثير على أدائنا الهجومي، ويساعد الجميع على التحرر من قوقعة الدفاع والكثافة العددية التي غيبت شكلنا، فكان الورافي وباحاج وحزام والورافي عصام والآخرين ينطلون لتقديم المساندة للحظة الإمساك بالكرة التي جسدها الهاجري.. ليكون لنا حضور معقول ومقنع كان سيكون أفضل لو مرينا بذلك من المحطات الثلاث.. لكن لأننا فقدنا الثقة بما لدينا، وجاء المدرب ليرص لاعبينا في الخلف دون رؤية واضحة أو فكر قد يقنع أحد.. لننصاع إلى خسارة جديدة وثالثة ودعنا بها الموعد الآسيوي بصورة مهزوزة، لنعود "بخفي حنين"!!. الخلاصة ****** لست هنا لأوجه النقد لمجرد النقد.. ولكني أحاول أن أفصل الأمور ووضعها بين يدي أصحاب الشأن، إن كانوا يفهمون ويهتمون!.. نحن على اعتاب استحقاق أصعب، لن نواجه في الرديف السعودي، وإنما سنواجه فكر ريكارد ومعه كتيبة من اللاعبين المتميزين.. وسنواجه الكويت والعراق.. وهل نحن لا ندرك قيمة هذه المنتخبات؟!!.. نحن بحاجة إلى قراءة متأنية لما حملته تجربة المنتخب في غرب آسيا.. وما سبقها من إبعاد للاعبين دون أي سبب فني حتى نكون في محطة جديدة مع الوقت المتبقي والقصير جدا.. قبل التوجه إلى البحرين. هذا المنتخب يا سادة ملكا لكل اليمنيين.. وليس صكا باسم العيسي والشيباني.. وهو جزء من مشاعر الأمة وعواطفهم وروحهم وانتمائهم لألوانه.. فاستحوا لمرة واحدة!.. وانظروا إلى تلك التفاصيل بعناية إن كان هناك ضميرا وأعيدوا الصاصي للمنتخب، واعترفوا بإبعاد سالم عوض.. اجلسوا مع توم وضعوا اسئلتكم واستفساراتكم.. قيموا المشاركة بكل سلبياتها.. لعل الملامح تتغير .. سلام.