قال الدكتور/طه علوان المحلل السياسي وأستاذ العلوم المالية والمصرفية بجامعة عدن, إن دول العالم أصبحت اليوم تتسابق لتضع لها موطئ قدم في اليمن من اجل مصالحها الخاصة نتيجة للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به اليمن. وأضاف الدكتور/علوان في تصريح ل "أخبار اليوم" إن إيران أصبحت اللاعب القوي في المنطقة وتريد أن تكون لها حصة في اليمن لفرض سياستها وأفكارها وذلك من خلال دعمها للحوثيين وأيضاً بعض أطراف القوى الجنوبية الذين لم يتحصلوا على الدعم الكافي من دول الإقليم في قضياها واتجهوا إلى إيران من أجل الحصول على الدعم المادي . وأضاف أن النفوذ الأمريكي في اليمن وبعض الدول الغربية قد عزز من مواقف الإيرانيين وجعلهم يتحركون بقوة بفرض نفوذها على اليمن للحصول نصيب لهم في اليمن باعتبار إيران أصبحت دولة إقليمية. وأكد أن إيران تسعى منذ زمن إلى أن تضع لها مواطئ قدم في اليمن وذلك من خلال إدخال الأسلحة ودعمها للحوثين وبعض القبائل من الذين يناصرونها ومناوئين لسياستها,منوهاً إلى أنه خلال الفترة السابقة لم يتم الإعلان عن تلك الأسلحة ودخولها من قبل النظام السابق الذي يتيح لوسائل الإعلام أن يتناولها وأصبحت اليمن سوقاً مفتوحة للسلاح والمخدرات وترانزيت لدول الإقليم عبر المنافذ البحرية وخاصة المناطق الساحلية من حضرموت حتى ميدي ,مؤكداً أن دخول المخدرات سيؤثر على الجانب الاقتصادي والأخلاقي للشباب في اليمن وأوضح أنه في الوقت الحاضر وبعد قيام الثورة الشبابية وتغيرت بعض القوى واللاعبين السابقين المستنفذين والتي كانت تربطهم مصالح مع إيران فقد بدأت الأجهزة الأمنية تنشط بشكل جيد في كشفها لتلك الشحنات التي كان مصدرها إيران وتركيا وبعض الدول من شرق أوروبا، لافتاً إلى أن الخلاص من ذلك للتآمر الذي تسعى له دول العالم ومنها إيران على اليمن ينبغي أن تكون هناك أجندة من النخب المثقفة والأحزاب السياسية التحرك بالاتجاه الصحيح والوقوف مع الشعب بقوة من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة التي تؤمن بالديمقراطية من أجل الأمن والاستقرار وتطلعات الشعب اليمني وأن بإمكان ذلك تجميد التآمر على اليمن التي أصبحت كل دول العالم تتهافت على وموقعها الاستراتيجي . من جهته أوضح الأستاذ عبد الناصر باحبيب رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بعدن، بأنه لم يعد بإمكان أحد إن يشكك بمسألة التدخل الإيراني في اليمن؛ حيث باتت واضحة ومكشوفة حد قوله، سيما بعد اتهام الرئيس عبد ربه منصور هادي لطهران بالتدخل في شؤون اليمن. وأشار باحبيب في تصريح لصحيفة (الصحوة) إلى أن مظاهر هذا التدخل يتمثل في دعم جماعات العنف سواءً الحوثيين في الشمال أو الحراك المسلح الذي يتزعمه البيض في الجنوب التي تتخذ منه منهجا لتحقيق أهدافها السياسية. وأوضح القيادي الإصلاحي أن إيران لديها مطامع استراتيجيه تريد من خلالها السيطرة على مضيق باب المندب الذي يمثل شريان لحركة الملاحة والتجارة العالمية وتريد إغراق اليمن بفكرها الاثنى عشري الدخيل على البلاد، كما فعلت من قبل في العراق و سوريا. وطالب باحبيب المجتمع الدولي وتحديدا الدول الخمس دائمة العضويه ودول مجلس التعاون الخليجي العربي بالوقوف صفا واحدا أمام التدخلات الإيرانية التي تعيق سير العملية السياسية وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2051 من خلال دعمها لجماعات العنف بهدف جر الشعب اليمني للفوضى والاقتتال الداخلي. وأضاف باحبيب: إننا نفرق هنا بين الشعب الإيراني و بين حكومته التي نختلف فقط معها بسبب تدخلاتها وتصرفاتها.