كل يوم تتكشف فيه ممارسات وأخطاء ترتكب من قبل بعض الأطباء بحق أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم أتوا إلى هذا المستشفى أو ذاك ليتحول بعض الأطباء إلى جزارين وليسوا أطباء بل إن بعضهم لا يعرفون من الطب إلا اسمه وليس لديهم أي أبجديات بآداب وأخلاق المهنة، مع احترامنا للمخلصين منالعاملين في المجال الطبي، لكن البلاء عم وأصبح المجتمع اليمني ينظر إلى الطبيب كمرتكب جناية وما ذلك إلا بسبب الأخطاء التي تتكرر كل يوم في القطاع الطبي الأمر الذي يستدعي مراجعة شاملة لمؤهلات هؤلاء الأطباء الذين شوهوا مهنة الطب وأعاقوا كثيراً من الناس بل ونقلوا بعضهم إلى الدار الآخرة نتيجة خطأ طبي فادح، فأين وزارة الصحة؟ وأين نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين ودورهما الغائب عن مثل هذه القضايا الهامة التي يذهب ضحيتها كل يوم رجل أو امرأة أو طفل؟ وهذه واحدة من بين آلاف القصص المأساوية التي كان ضحيتها هذه المرة "فاطمة" التي أجبرتها التهابات المرارة على الهروب إلى إحدى المستشفيات الخاصة بمدينة الضالع بحثاً عن علاج لهذا الألم وصلت المستشفى صباح الخميس 22/1/2009م ولم تعلم أنه سيكون يوماً مشؤوماً، وتم عمل فحوصات طبيبة ومناظير كشفت أنها تعاني من حصى في المرارة، أحد الأطباء على ضوء ذلك كتب روشتة العلاج. الضحية فاطمة اشترت العلاج وفيما كان زوجها على وشك العودة للمنزل عاد فطلب من ضرب الأبرة الممرضة وبينما هي على وشك ضرب الأبرة "عضلياً" اعترضها زميلها الذي يعمل معها في نفس القسم طالباً منها ضرب الأبرة وريدياً لكنها رفضت فقام هو بالمهمة، وما هي إلا لحظات لتفارق الضحية "فاطمة" الحياة نتيجة خطأ طبي قاتل، ولكن القائمين على المستشفى سعوا لاحتواء القضية قبل وصولها إلى المباحث ووعدوا بإجراء تحقيق شامل واتخاذ الإجراءات اللازمة وطلبوا من أهالي الضحية مواراة جثمانها على أن تستمر إدارة المستشفى في التحقيق في الحادث. مرت عشرة أيام على الحادثة وإدارة المستشفى لم تحرك ساكناً وكأن القضية لا تعنيها. وبعد أن تعرض أهالي الضحية لاحتيال من قبل إدارة المستشفى أيقن أهالي الضحية أن قضية فاطمة تتعرض للتمييع ومحاولة لدفن جريمة داخل المستشفى وطالبوا أسرة الضحية بسرعة فتح تحقيق كامل واتخاذ إجراءات صارمة في حق "القتلة" أطباء هذا الزمان، كما وصفوهم في "الشكوى" الحادثة تكشف فصلاً جديداً للمستشفيات الخاصة التي تختلف عن المشائخ.. وتكشف تحول بعض الأطباء من ملائكة رحمة إلى شياطين تعذيب وقتل وهنا سؤال يطرح نفسه من يحمي المواطنين من بعض المستشفيات التي تحولت إلى "مسالخ" ومن الأطباء الشياطين؟ الضحية فاطمة.. ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من ضحايا المستشفيات الخاصة التي تستهدف الربحية السريعة وتواصل عملها بعيداً عن الأمانة والرقابة والالتزام بأخلاق المهنة. الخطر يتفاقم يوماً بعد يوم والجهات المعنية تغض الطرف عن رقابة أداء تلك المستشفيات الخاصة مما جعلها خارج التغطية ووحدهم الغلابى هم ضحايا مستشفيات "مشارح" بكادر "خباطه" وأجهزة تقليدية قد عفى عليها الزمن، هل حان الوقت لإيقاف العبث بأرواح الناس في المستشفيات.