سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحدّي يطالب الرئاسة والاصلاح والاشتراكي والمؤتمر بالاعتذار لأبناء المناطق الوسطى الرئاسة بعد اعتذارها لمشائخ خولان عن حادثة بيحان نيابة عن نظامي «صنعاء وعدن»..
قدمت الرئاسة اليمنية أمس الثلاثاء اعتذاراً لزعماء القبائل في خولان نيابة عن نظامي «صنعاء وعدن»، في حادثة بيحان عام 72. وقال الرئيس/ عبد ربه منصور هادي خلال استقباله أمس الثلاثاء الشيخ/ محمد بن ناجي الغادر وعدد من مشايخ ووجاهات خولان قال إن ملفات الماضي مليئة بالمحطات الصعبة والمؤلمة التي عاشها اليمن بشطريه من حروب ومواجهات خلفت العديد من المآسي والأحداث المؤلمة وأنه يجب اليوم النظر إلى الأمام وإغلاق صفحة الماضي باعتباره جزءاً من التاريخ ونستشف منه الدروس والعبر، مضيفاً إنه لم يكن يوماً متطلعاً أو ساعياً للسلطة ولكن الظروف هي من فرضت عليه تحمل تلك المسئولية في ظرف استثنائي ومن أجل تجنيب الوطن مآلات لا يستطيع أحد التكهن بنهايتها. وقتل 74 شخصية قبلية من مشائخ خولان بعد دعوتهم لمنطقة المقصرة في مديرية بيحان بشبوة عام 1972، اتهم أهالي القتلى نظام الحكم في جنوباليمن آنذاك مسؤوليته في الحادثة. وقال هادي خلال لقائه زعماء القبائل في خولان «إنني اليوم بصفتي رئيساً للجمهورية ورئيساً لمؤتمر الحوار أقدم اعتذاري نيابة عن نظامي صنعاء وعدن لما حدث لمشائخ خولان في حادثة بيحان عام 72». وأضاف طبقاً لوكالة الأنباء الحكومية «سبأ»، «أبناء الشهداء الذين سقطوا في هذا الحادث المؤلم يعتبرون شهداء الثورة اليمنية وعلى الحكومة أن تهتم بأبناء الشهداء». وقال هادي إن أبناء خولان عانوا كثيراً خلال عقود مضت وهو ما يستدعي اليوم أن ينالوا حقوقهم في الخدمات والوظيفة ومتطلبات الحياة الضرورية وهذا ما سيترجم على أرض الواقع من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وأضاف «اليمن اليوم على اعتاب مرحلة جديدة تتطلب من الجميع كلا في مكانه وموقعه الإسهام الصادق والفاعل لتحقيق النجاحات التي يتطلع إليها أبناء الوطن من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وقال إن قبول السلطة في تلك المرحلة لا تغري أحداً لحساسية الوضع وتعقيداته وتدهور الأوضاع على مختلف الاصعدة، مشيراً إلى أنه من أجل الوطن يجب على الجميع في لحظة تاريخية أن نتحمل الأعباء والمهام بمسئولية لمصلحة السواد الأعظم من أبناء الوطن. وطبقاً للوكالة الحكومية، فإن قبائل خولان أعلنت في بيان لها مؤازرتها لجهود الرئيس هادي، وقالت «نحييك ونشكر لكم هذا الاستقبال وهذا اللقاء يأتي كتضميد لجراحات غائرة طال أمدها وأن المصلحة الوطنية التي تحتم علينا اليوم طي صفحة الماضي بكافة مآسيه وتداعياته». وأوضح البيان أن قبائل خولان وهي تعلن من هنا ضرورة تجاوز ذلك الماضي بكل آلامه وسلبياته في أنها جادة في تجسيد أروع المواقف الوطنية كسباقة في المبادرة إلى تدشين المصالحة الوطنية التي الجميع تواق إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى وندعو من هذا المقام كل القوى السياسية والاجتماعية إلى مرحلة جديدة يسودها التسامح والوئام من أجل الوطن. وأكدت قبائل خولان في بيانها بأنها مثلما حرصت دوما على أن لا تكون عائقاً أمام ما يوحد الصف وتعضيد الوحدة الوطنية فإنها اليوم أشد حرصا على نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل ونجاح المصالحة الوطنية التي يتطلع اليها اليمنيون كافة. وسبق لحكومة الوفاق أن اعتذرت عن حروب صعدة الستة التي جرت بين الدولة وجماعة الحوثي كما اعتذرت لأبناء المحافظات الجنوبية عن حرب 94 وما بعدها والتزمت بالتعويض عن هذه الحروب. وفي الغضون استغرب عدد من أبناء المناطق الوسطى لعدم التفات الحكومة اليمنية والدولة إلى قضية حروب المناطق الوسطى في 78-83" رغم أنها هي "قضية وطنية" بإمتياز تهم الوطن كاملا مثلها مثل بقية القضايا الوطنية الأخرى ولا تقل أهمية عنها وتتميز ببعديها الوطني والإنساني, وما تزال آثارها ماثلة للعيان حتى اليوم. وأشاروا إلى أن الحروب التي اجتاحت المناطق الوسطى, وحالت دون استقرار أبنائها, وجرى خلالها عمليات قتل فضيعة وتدمير للمنازل, وتشريد أبنائها. وفي السياق طالب الشيخ/ محمد صالح الحدي- أحد أبرز المناطق الوسطى في اليمن –باسم مشائخ وأبناء المناطق الوسطى- طالب الرئاسة اليمنية بالاعتذار لأبناء المناطق الوسطى مثلما اعتذرت لمشائخ خولان وأبناء صعدة والجنوب كما طالبها بمعالجة مشاكل ومظالم المناطق الوسطى مثلها مثل غيرها في الجنوب أو في شمال الشمال لأنها قضايا دامية عانت من النزيف والجراح سنوات طولية، في ظل التوجه لإيجاد وضع جديد. وقال الشيخ الحدي في تصريح ل"أخبار اليوم": مع احترامي وتقديري للقضية الجنوبية على أساس أنها قضية الوحدة، والحفاظ على وحدة الوطن، لكن قضيتنا تعتبر القضية الأولى. وأبدى الحدي أسفه لما وصفه بالتجاهل المتعمد والقفز من فوقها قضيتهم، واصفا قانون العدالة الانتقالية بقانون عطالة لأنه إذ طالما لم يجبر الضرر. وأضاف: المؤسف أننا عملنا مهرجانات مختلفة وبيانات ومقابلات، عملنا مقابلة في اليمن اليوم على الهواء أنا وبعض المشائخ على رأسهم الشيخ عبدالحميد الشاهري، وطلبنا من مؤتمر الحوار ومن رئيس المؤتمر رئيس الجمهورية، أن يأخذوا قضية مظالم المناطق الوسطى بعين الاعتبار، ونحن نريد اعتذارا من الاشتراكي ومن الإصلاح ومن المؤتمر، هذا أولاً، وثانياً نريد أن يعامل شهداء هذه المناطق مثل شهداء بقية المناطق.. ونوه إلى أن هذه الأحزاب المطالبة بالاعتذار مشاركة الآن في السلطة، معتبراً ذلك أمراً مؤسفاً أن تشارك الأحزاب جميعها في السلطة، ولا توجد حتى أحزاب معارضة. وقال إن السلطة تجاهلتهم على الرغم أنهم من الملتزمين بالنظام والقانون, مبدياً أسفه من أن السلطة والمسؤولين اليمنيين "كما يبدو لا يحترمون إلا من يقطع الطريق" حد قوله. وفيما قال إنه لا يمكن لهم أن يسيروا في المسالك الغير قانونية.. أكد الحدي: لن نتنازل عن حقنا في الاعتذار ولا نتنازل عن حقنا في جبر الضرر ولا نتنازل عن حقنا في مساوة شهدائنا مثل بقية شهداء الثورة اليمنية.