بعد تطور نشأة الدولة .. وبعد تزايد وجود عدد الدول علي اليابسة من الكرة الأرضية واختلاف جنسيات ولغات شعوبها وألوانهم وتباين اهدافهم وتلون متطلباتهم للعيش . ادى ذلك الي ان تقاسمت الشعوب الأرض الجغرافية لليابسة من الكرة الأرضية مكونه دولوحكومات انقسمت الحكومات في نظمها السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية .... وظهرت مصالح لدول وشعوبها عند أخري . وغلبت هذه المصالح والسعي نحو تحقيقها لدي دول وعلي الكثير من القيم والمبادئ الإنسانية . اذ ظهر لدي حكومات ان سعت نحو تحقيق مصالحها وتلبيتها وباي صورة وان كان علي حساب وحياة وماساة شعوب اخري ودولهم فشنت الحروب علي دول لتركيعها وإخضاعها أمام ولتلبية تحقيق مصالح الدول المعتدية . واظهر هذا اللهث وراء تحقيق مصالح لدول وعلي حساب شعوب ودول أخري مواجهات مسلحة كثيرة وحروب دامية التي بدورها جعلت التوجه نحو سباق التسلح ضرورة . فسعت كل دولة نحو امتلاك السلاح . فبعضها ولتفوق علمي وتكنولوجي سعت إلي تغليب امتلاك سلاح سمي بالسلاح الهجومي واعتبرت نفسها دول قوة ... وبعضها الآخر وسميت بدول ضعف علمي وتكنولوجي سعت إلي امتلاك سلاح سمي بالسلاح الدفاعي . وتزايد سباق التسلح بشكل كبير ومخيف خلال سبعين سنه مضت ليشمل أنواع وجوانب ومجالات كثيرة اذ ظهر انواع سلاح المشاة (أسلحة برية ) . وظهر انواع سلاح الصواريخ والطيران ( أسلحة جوية ) . وظهر أنواع سلاح السفن والأساطيل والغواصات ( أسلحة بحرية ) .. . ولحماية كل دولة نفسها من أي اعتداء لانواع من أسلحة جوية وأسلحة بحرية ظهر سلاح دفاعي سمي (بالرادار ) والذي يعتبر من أهم أسلحة الدفاع لكل دولة تسعى لحماية نفسها وبنيتها ومجتمعها إذ يعتبر هذا النوع من السلاح (سلاح وقائي) ضد أي اعتداء تدميري ... وأيضا ظهر سلاح الصواريخ المضادة للطيران . وسعت معظم الدول لامتلاك وشراء هذان النوعين من الأسلحة . ولتكتشف عزيزي القاري اهمية هذان النوعان من اسلحة الدفاع فمثلا : حين شنت إسرائيل الحرب علي لبنان في تموز عام 2006 م . وبعدها شنت الحرب علي غزة في ديسمبر 2009 م ودون أن تجد اسرائيل أمامها رادع دفاعي جوي لدي (لبنان وغزة ) تواجهها في حربها الظالمة علي مجتمع لبنان وغزة . خططت اسرائيل حربها وبدأت بشن هجوم جوي مستخدمة الطيران وطائراتها العسكرية مستخدمة من الجو الي الارض القاء كافة أنواع الصواريخ والقنابل التدميرية فالحقت الدمار الكبير في البنية التحتية ومساكن المدنيين والقتل المفجع للأطفال والنساء والمدنيين . لماذا حدث ذلك الدمار الكبير للبنان وشعبة ولغزة وأهلها .. ؟ نجيب بالقول : لأن لبنان وغزة كانتا تفتقران إلي أهم نوعان من أسلحة الدفاع والردع للطيران الإسرائيلي وصد الهجوم الجوي . النوع الأول هو (الرادار) والذي سيكون موضوع حلقتنا هذه . والنوع الثاني هو الصواريخ المضاد للطيران والذي سيكون موضوع حلقتنا الثانية بالعدد القادم . وهنا يثار سؤال في ذهن القاري : ما هو (الرادار ) وما فائدته ... ؟ ونجيب علي السؤال بالقول : (الرادار ) هو جهاز يقوم بإرسال ومن ثم استقبال موجات راديوية أي (موجات لاسلكية ) بقصد الكشف عن الأجسام وتعيين بعدها وسرعتها واتجاهها بواسطة موجات لا سلكية قصيرة جدا . حيث يستخدم في الكشف عن الأجسام الموجودة في الجو مثل الطائرات والصواريخ وفي تحديد ارتفاعها ومواضعها وسرعتها واتجاهها ليلا ونهار . كما يستخدم في الكشف عن الغواصات والطربيدات في أعماق البحار والمحيطات ... وأيضا يمكن استخدامه لأغراض السلامة والأمن إذ تستخدمه الطائرات والسفن للكشف عما قد يعترض طريقهما ليلا . أو في حالة وجود الضباب . إذ أن عمل الرادار يقوم علي ظاهرة الاهتزاز الكهربائي (الموجات الكهرومغناطيسية ) والحصول علي صدى كهرومغناطيسي فهو يرسل حزمة من الموجات اللاسلكية (الموجات الكهرومغناطيسية ) عالية التردد وتحرك هذه الحزمة لتمسح المنطقة التي يحتمل تواجد الهدف فيها حتى إذا قابلت هدفا فإنها تنصدم به وتنعكس علية فترتد ليستقبلها جهاز معد لذلك ويتصل هذا الجهاز بكاشف ذبذبات وظيفية لتحديد ارتفاع الهدف واتجاهه وسرعته . و (الرادار) مكون من محطة تسمي محطة الرادار (وحدة الرادار ) هذه المحطة تتكون من مرسل ومستقبل وكاشف . فالمرسل عبارة عن جهاز كهربائي يولد تيارات متذبذبة عالية التردد متصلة بملف موضوع في بؤرة هوائي (صحن ) علي شكل قطع مكافئ سطحه عاكس .. يقوم بإرسال حزمة متوازنة من الموجات اللاسلكية القصيرة (موجات كهرومغناطيسية ) . والهوائي هو صحن قابل للحركة الدائرية باللف والدوران نحو جميع اتجاهات الجو كي يمسح أوسع منطقة من الجو المحيط بالمحطة .. فإذا صادفت هذه الموجات المرسلة جسما (مثلا طائرة ) فإن اصطدمت هذة الموجات بالطائرة فإن الموجات تنعكس وترتد إلي المحطة ليستقبلها المستقبل . والمستقبل : هو عبارة عن هوائي (صحن ) مشابه لهوائي المرسل قابل للحركة الدائرية باللف والدوران نحو جميع اتجاهات الجو لاستقبال (الموجات الكهرومغناطيسية ) المنعكسة . إذ يقوم الهوائي (الصحن ) باستقبال هذه الموجات المنعكسة (الصدى ) وتجميعها وتركيزها في بؤرة الهوائي حيث يوجد موصل معدني (ملف معدني ) يحول الموجات اللاسلكية إلي تيارات كهربائية تأثيرية مترددة لها نفس تردد الموجات المستقبلة أو المرتدة ثم يتم تكبيرها بواسطة جهاز تكبير ثم ترسل إلى الكاشف . والكاشف : هو عبارة عن أنبوبة أشعة الكاثود تسمي (كينوسكوب) بها مجموعة جارفة للشعاع الالكتروني وتتكون هذه المجموعة من زوجين من الألواح المعدنية فينحرف الشعاع الالكتروني أفقيا وتتحرك النقطة المضيئة على شاشة الكاشف وبواسطة التدرج الموجود علي لشاشة يمكن تحديد الزمن الذي استغرقته الموجات المرسلة والموجات المنعكسة في قطع المسافة بين المحطة والهدف . وبمعرفة سرعة الموجات اللاسلكية في الهواء (الفراغ ) يمكن حساب بعد مسافة الهدف ... تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثانية بعنوان(الصواريخ المضادة للطيران . Shukri [email protected]