في الوقت الذي كان ينتظر اليمنيين التوافق على حل سلمي، من خلال مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية، برعاية الأممالمتحدة.. ذهب الانقلابيون نحو إجراءات أحادية، بتشكيل مجلس حكم جديد، أعلنوا مؤخرا عن أسماء أعضاءه.. وهو ما اعتبره دكتور السياسة والاقتصاد- البروفسور/ سيف العسلي عملية تخندق جديدة لاستمرار الحرب.. يوضح العسلي في تصريح ل"أخبار اليوم" أن تشكيل المجلس السياسي من قبل الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي صالح، يعني إطالة أمد الحرب، كونها القاسم المشترك بين الأطراف المشاركة فيه، بمعنى أنه عملية تخندق للحرب.. عبث وتجاوز للدستور يقول العسلي: المجلس السياسي للحوثيين وصالح يعاني من نواقص، فهو مخالف للدستور، حيث لا يوجد في الدستور اليمني "مجلس سياسي"، كما أنه تم التوافق عليه من قبل فصيلين في الحرب وليس كل الأطراف المشاركة فيها.. ويضيف:" صحيح هنالك تأييد من بعض الكوادر لهذا المجلس، لكنها ليست الأغلبية.. وهذا المجلس كان يمكن أن يصدر عن البرلمان لا أن يتم فرضه على البرلمان، مع الإصرار على تطبيق المبادرة الخليجية وهي نفسها تنص على الإجماع".. ويتابع: كما أن تشكيل المجلس مخالف لمخرجات الحوار، وهذا نوع من الإلهاء والعبث.. فهو بحاجة لإجماع القوى السياسية.. ورطة الحوثيين يشير أستاذ السياسة والاقتصاد إلى أن ما تسمى اللجنة الثورية التابعة للحوثيين لا شرعية لها، لأنها مخالفة للدستور شكلا وموضوعا، وقراراتها باطلة، وكان يجب إلغاء كل قراراتها قبل تشكيل المجلس السياسي.. ويعتبر بأن الحوثيين بموافقتهم على هذا المجلس ألغوا أنفسهم، واعترفوا أن لجنتهم الثورية فشلت ولا شرعية لها.. مردفا:" هذا المجلس فضحهم أكثر". العسلي أفاد بأن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه علي صالح، خسر بدخوله هذا المجلس، باعترافه ضمنيا بانقلاب الحوثيين ومخالفتهم للدستور، وسيتحمل أوزار الأخطاء التي ارتكبتها اللجنة الثورية والحوثيون خلال الفترة السابقة.. وقال: لن يكون المؤتمر قادراً على إحداث أية إصلاحات مستقبلية، لفقدانه وسائل الضغط الضرورية، بمعنى (أكل الثوم في فمه، وليس له إلا الرائحة).. كما أن الشعب اليمني غير مستفيد من هذا المجلس، حسب تعبيره. تجربة فاشلة يرى العسلي أن الحل، بالنسبة لليمن، لم يعد في مجلس حكم رئاسي، كون تجربة المجالس الرئاسية فاشلة، لأنها تجمع بين المتناقصات، حد تعبيره.. ويضيف:" ولا فيما يطرحه الحوثيين وعلي صالح في المشاورات، من تشكيل حكومة قبل تسليم السلاح، ولا فيما تطرحه الحكومة، من تسليم السلاح وانسحاب المليشيا من المدن قبل المضي في تشكيل الحكومة".. الحل يؤكد العسلي أن الحل للأزمة اليمنية الراهنة يكمن بالعودة إلى دستور الجمهورية اليمنية كمرحلة مؤقتة، والاتفاق على مرحلة انتقالية لستة أشهر أو اقل أو أكثر، يعقبها انتخابات رئاسية تنافسية تحت إشراف الأممالمتحدة.. يقول، في ختام تصريحه ل"أخبار اليوم": هذا الرئيس المنتخب سيقوم بعملية المصالحة بين الأطراف المتصارعة، وإعادة مؤسسات الدولة، والقيام بعملية تسليم السلاح من المليشيا، وهو الشخص الذي سيدعو الأطراف السياسية للتوافق على الخطوات القادمة، كانتخاب مجلس النواب، وتعديل الدستور، وإعادة بناء الدولة.. ويضيف:" وستتكلم هذه الشرعية الحقيقية باسم اليمن، وتجربة المجالس الرئاسية فاشلة، لأنها تجمع بين المتناقصات"..