بيان لوزارة الخارجية الاماراتية    الأرصاد يحذر من تشكّل الصقيع ويدعو المزارعين لحماية محاصيلهم    الداخلية تُبارك قرارات الرئيس لمواجهة التمرد المسلح وحماية السلم المجتمعي    انقسام داخل مجلس القيادة: نصف المجلس يعتبر قرارات العليمي غير دستورية    توجه حكومي لحماية الصناعة المحلية: تسجيل 100 مشروع جديد وفريق فني لحل إشكالات الضرائب    المعادن النفيسة تسترد عافيتها: الذهب يصعد 1% والفضة تقفز 3%    الجالية الصومالية: اليمن سندنا في معركة الوجود    اعلان حالة الطوارئ واغلاق مختلف المنافذ ومنح محافظي حضرموت والمهرة صلاحيات واسعة    قيادي في الانتقالي يتهم السعودية بالاعتداء على حضرموت ويصفه بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي    مكون الحراك الجنوبي يعلن تأييده لبيان قائد الثورة بشأن الصومال    السيناريو الجديد في حضرموت.. عسكرة الموانئ وانفجار صراع الوكلاء    أمريكا تزود الكيان بصفقة طائرات (اف 35)    تأهل 14 منتخبا إلى ثمن نهائي أمم أفريقيا.. ووداع 6    اتفاق الأسرى.. وخطورة المرحلة    الطيران السعودي ينفذ ضربة جوية في ميناء المكلا    نائب وزير الثقافة يزور الفنان محمد مقبل والمنشد محمد الحلبي    الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور عبد الملك الدناني    سفر الروح    بيان صادر عن الشبكة المدنية حول التقارير والادعاءات المتعلقة بالأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة    صنعاء: الاعلان عن موعد بدء صرف مرتبات نوفمبر 2025    صنعاء.. الحكومة تدرس مشروع برنامج استبدال سيارات المحروقات بالسيارات الكهربائية    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات    فريق السد مأرب يفلت من شبح الهبوط وأهلي تعز يزاحم على صدارة تجمع أبين    لملس يناقش أوضاع المياه والصرف الصحي ويطّلع على سير العمل في المشروع الاستراتيجي لخزان الضخ    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة وبرنت يسجل 61.21 دولار للبرميل    التحالف الإسلامي ينظم دورة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بمحاربة الإرهاب    إيران والسعودية تتباحثان حول اليمن ولبنان وتعزيز التعاون الإقليمي    أذربيجان تؤكد دعمها لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    حمداً لله على السلامة    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    فلسطين الوطن البشارة    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التهجير القسري..حروب الحوثيين الأخطر في ريف تعز
حقوقيون يصنفونها بجريمة ضد الإنسانية ومراقبون يعدونها ردة فعل انهزامية للميليشيات

لم تدع جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح لأبناء تعز مكانا يلجأون إليه، بعد أن كان الريف يمثل ملجأ للكثيرين ينزحون إليه هروبا من صلف الميليشيا وإجرامها.
التهجير القسري والجماعي، جريمة أخرى تمارسها ميليشيات الحوثي والمخلوع بحق أبناء ريف تعز، تضاف إلى جرائمها السابقة والمستمرة بحق أبناء المحافظة من قتل وحصار على مدى عامين متواصلين.
ويحكي ناشطون وراصدون ميدانيون عن أوضاع مأساوية تعيشها تلك الأسر النازحة والمهجرة من قراها، بعد أن حرمتهم الميليشيات مصادر دخلهم وسبل عيشهم، خصوصا أن أهالي تلك القرى يعتمدون بدرجة أساسية على الزراعة والرعي.
تعز على خُطا دماج
قرى بكاملها في مديريات الصلو والتعزية والوازعية أصبحت خاوية على عروشها، بعد أن تم تهجير آلاف الأسر منها لتجد أنفسها مشردة في العراء وبدون مأوى، في خطوة يصنفها ناشطون حقوقيون كجريمة ضد الإنسانية ترقى إلى جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم..
ووثق تقرير حقوقي حديث صادر عن شبكة الراصدين المحليين بتعز تعرض (3582) أسرة للتهجير من قبل مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بمحافظة تعز، أي 21492 فرداً منهم 60% من النساء 25% من الأطفال.
وأورد التقرير عدد من حالات التهجير التي حدثت خلال فترة الحرب بمحافظة تعز، وسط اليمن، لاسيما منذ سبتمبر/ أيلول 2015 وحتى أكتوبر/ تشرين 2016، كان أغلبها في مناطق الريف..
وفيما يرى محللون إن استمرار قيام الميليشيات بالتهجير القسري وإجبار سكان القرى على النزوح يعود إلى أن الحوثيين وحلفائهم يحاولون نقل الحرب إلى المناطق الريفية بمحافظة تعز، بهدف إفراغ جبهات القتال حول مدينة تعز من المقاومة، وبالتالي يسهل ذلك للميليشيات اقتحام المدينة التي باتت قوات الشرعية تسيطر على أغلب أحيائها.
يعتبر مراقبون أنها خطوة تعكس ردة فعل انهزامية للميليشيات، ومحاولة خطيرة لإجراء تغيير "ديمغرافي" في هذه المناطق التي تم تهجير أبنائها منها، والتي تشكل في مجملها حاضنة شعبية للمقاومة، وهو ما يدفع تلك الميليشيات إلى عقاب أبنائها وإذلالهم من خلال تهجيرهم ونهب ممتلكاتهم ودفعهم لترك منازلهم.
وكانت المليشيا الحوثية قد أقدمت سابقاً على تهجير سكان أحياء ثعبات وكلابة بالمدينة، وقرى مديرية الوازعية جنوب غربي تعز، إثر اجتياحها قبل أشهر، ومنطقة غراب غربي المحافظة. وقبلها أقدمت على تهجير يهود بني سالم وأهالي دماج في محافظة صعدة ومنطقة ظبي الأعبوس..
إحصاءات وأرقام
بحسب الإحصائيات التي أعلنتها شبكة الراصدين المحليين فإن 3000 أسرة تم تهجيرها من بلدة الوازعية غربي تعز فقط، فيما اضطر بقية السكان إلى النزوح بعد حالة من الفزع وحتى لا يلاقوا مصير غيرهم من أبناء البلدة.
وأشارت إلى أنه في يوليو من العام الجاري تعرضت 142 أسرة للتهجير القسري من قبل المسلحين الحوثيين والمواليين لهم في منطقة الأعبوس بلدة حيفان، بعد أن تعرضوا قبلها للتهديد واقتحام المنازل، وتركزت عملية التهجير في قرى ظبي، حارات، دومان وقرية البوادية.
وفي الأسبوع المنصرم قالت الشبكة أنها رصدت تهجير 175 أسرة من قرية الدبح، بعد تهديد الحوثيين باقتحام القرية مساء يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر، مهددين بإطلاق النيران على جميع الذكور الذين سيتبقون في القرية.
مشيرةً إلى أن الحرب وصلت "الدبح" مطلع أغسطس/ آب من العام 2015 بعد سقوط قذيفة هاون من قبل الحوثيين على القرية، قتل بسببها 2 وأصيب 11 آخرين، وبعدها بدأت عملية التهديدات ومضايقة السكان بعد وصول الحوثيين إلى القرية، بحسب إفادات من تم تهجيرهم لفريق الرصد.
وفي الجنوب من محافظة تعز رصدت الشبكة تعرض 250 أسرة، لحالة تهجير قسري، وهي إجمالي عدد سكان قرية الصيار في بلدة الصلو، ومنعها من أخذ أي من أمتعتها، لتصبح بعدها عمليات التهجير جماعية لتشمل نزوح الأهالي من قرى "المعبرين، الشرف، الحود، المقاطرة، الصعيد، المنصورة" خوفاً من أن يطالهم التهجير..
وأشارت الشبكة، في تقريرها إلى أن غالبية الأسر المهجرة انتقلت إلى كلٍ من مناطق دمنة خدير، الحوبان، قدس، التربة، مدينة عدن، مدينة إب، والعاصمة صنعاء، وبعض القرى المجاورة.. مضيفةً أن أكثر من 80 أسرة مهجرة وصلت قرى القابلة والعكيشة والضعة في الصلو ليس لديها أي إمكانية للحصول على فرصة عمل.
وأشار التقرير إلى تعرض السكان هناك إلى جملة من الانتهاكات المرتبطة بالتهجير القسري، بدأت بالتهديد واقتحام المنازل وانتهت بالطرد والتشريد وإجبار (124) أسرة على الرحيل إلى قرى حيفان والراهدة.
التقرير لفت إلى أن بوادر التهجير القسري الذي مارسته الميليشيات كان في منطقة الجحملية بمديرية صالة، حيث تم تهجير أكثر من 15 أسرة، بعد اقتحام منازلهم وممارسة كثير من السلوكيات والمضايقات بحقهم.
وفي مديرية الوازعية تحدث التقرير عن إرغام قرابة 28 قرية يقطنها مزارعون وعمال على مغادرة منازلهم، متسببة بإحداث حالة من الفزع في أوساط النساء والأطفال. ومن تلك القرى التي أوردها التقرير: الشعيب والحمرا والنوبة والغول والظريفة والشريدة، فيما لم يكن يعرف المهجرون إلى أي الأماكن الآمنة يرحلون.
التقرير أيضا استعرض جرائم التهجير القسري في مديرية الصلو، حيث ذكر أن إجمالي الأسر التي تم تهجيرها من قرى الصلو بلغت 500 أسرة، معظمها من قرية الصيار. وأوضح التقرير أن من بين المهجرين 174 طفل دون سن الخامسة و320 طفل تتراوح أعمارهم بين (5 سنوات 18 سنة)
جرائم التهجير الجماعي طالت أيضا مديرية الوازعية التي تعد ثالث أصغر المديريات في تعز وعزلة الأعبوس في مديرية حيفان..
اختطاف واحتلال وتلغيم
لم تسلم قريتي الدبح والروض في مديرية التعزية غرب المدينة من جرائم وانتهاكات الميليشيات، إذ أقدمت الميليشيات الأسبوع الماضي على تهجير العشرات من الأسر تحت تهديد السلاح.. وتناقلت وسائل إعلام محلية، مطلع نوفمبر/ تشرين ثاني، أنباء تفيد بأن الحوثيين هجروا قرية كاملة من سكانها في تعز اليمنية، وسط البلاد..
ففي غرب تعز تحدث تقرير شبكة الراصدين المحليين عن تهجير ما يقارب 175 أسرة من قريتي الدبح والروض في منطقة الربيعي خلال أقل من أسبوع.
وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق هجرتا سكان إحدى القرى بمحافظة تعز وسط اليمن بعد اختطاف عدد من أبنائها. وأكدت المصادر أن الحوثيين أجبروا سكان 45 منزلا على الإخلاء القسري من قرية الدبح التابعة لبلدة "التعزية" الواقعة قرب جبل حبشي، وذلك بتهمة دعم الأهالي للمقاومة والجيش الوطني.
وتشير المصادر إلى اختطاف جماعة الحوثيين أكثر من عشرة مدنيين من أبناء القرية بتهمة الانتماء إلى المقاومة الشعبية والجيش الوطني. وأفادت أن الحوثيين يهدفون من عملية التهجير تلك إخلاء المنازل للتمركز فيها، إحلال قناصة ومسلحي الجماعة بدلاً عن السكان..
وأظهرت صور ومقاطع فيديو لناشطين، خروج الأهالي مع بعض الأغراض الشخصية التي تمكنوا من حملها، بالتزامن مع أصوات متفرقة لرصاص القناصة.
إقدام المليشيا على هذه الحادثة جاء بعد أن أعطتهم مهلة 24ساعة لإخلاء منازلهم وترك كل شيء ورائهم، وتهديد من سيرفض المغادرة بالقتل والاختطاف، قبل أن تقوم بتلغيم المنازل والطرق المؤدية إلى القرية، بحسب إفادات سكان محليين.
لتصبح القرية اليوم خاوية على عروشها، سوى من بعض قناصة الميليشيات الذين اعتلوا أسطح المنازل في تلك القرى وحولوا معظمها إلى ثكنات عسكرية.
وبحسب المصادر فإن معظم هذه العائلات الريفية هي من الأسر الأشد فقراً والتي لم يكن ينقصها الدخول في مرحلة نزوح تضاعف من مأساتها، في ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه مختلف مناطق وأرياف تعز، نتيجة الحرب التي تقوم بها الميليشيات على كافة الأصعدة.
مآسي وجرائم مريعة
يصف نشطاء وحقوقيون عملية التهجير القسري التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بحق أبناء محافظة تعز بأنها جريمة حرب..
الناشط الحقوقي والراصد الميداني راشد محمد، الذي زار مديرية الصلو الواقعة جنوب المدينة أكد أنه شاهد معاناة المهجرين والنازحين من قرى المديرية..
يتحدث راشد عن مأساة مريعة يعيشها أولئك المهجرون تحديدا من قرى "الصيارة، الصعيد، المقاطرة، وبيت القاضي"، والتي تشهد قصفا عنيفا من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع.
يقول:" عشرات الأسر التي قابلناها أثناء زيارتنا لمديرية الصلو لتوثيق جرائم التهجير القسري والجماعي للمواطنين وجدناها تبيع مواشيها وأثاثها بأبخس الأثمان وتنزح إلى وجهة غير محددة"..
يضيف:" فيما البعض خرج بملابسهم الشخصية، والكثير منهم هناك حاول أخذ ما يساعده على العيش خارج المنزل". واصفا ما يجري من عملية تهجير مستمرة بأنها جريمة انتقام جماعية من أبناء الريف التعزي تقوم بها الميليشيات..
يشير راشد إلى أن المهجرين أٌرغموا على ترك بيوتهم ومحاصيلهم، ويعيشون ظروفا صعبة، في ظل حرمانهم من مصادر عيشهم.. ويتابع:" الأسر التي تم تهجيرهم من قرية الصيار لم يجدوا أي معونة، وأغلب الأسر اضطرت للمشي على أقدامها دون أن تصطحب معها أي أثاث منزلي، لأنها غير قادرة على توفير وسائل للنقل".
من جهته يلفت الناشط عبد الحليم صبر إلى أن جريمة التهجير التي مورست في قرى مديرية الصلو خلقت حالة رعب كبيرة لدى سكان القرى المجاورة وشعور بالاستهداف، ما دفعهم للنزوح بشكل جماعي إلى أماكن يجهلونها.
يقول صبر أن حملة التهجير هذه تتزامن مع بداية فصل الشتاء، وهو ما يضاعف من المعاناة التي تصيب الأطفال وكبار السن، خاصة أن المهجرين غير قادرين على توفير إمكانيات وتكاليف المأوى. ويشير إلى أن" أكثر من 80 أسرة مهجرة وصلت قرى (القابلة، العكيشة، الضعة" في الصلو وليس لديها أي إمكانية للحصول على فرصة عمل".
أوضاع إنسانية سيئة
التشريد والتهجير الجماعي بين القتال العنيف هو المشهد الأكثر بروزاً القادمة أنباءه من أرياف محافظة تعز.. مئات من الأسر شردت أو هجرت قسراً تلتمس المأوى والأمان، في الوقت الذي تكثفت ساحات المعارك هناك.
تقول مصادر محلية أن مئات الأسر أجبرت على ترك منازلها، جراء قصف مليشيا الحوثيين وقوات على القرى. وتكشف عن إن أوضاع النازحين الذين فروا معظمهم يعيشون في مناطق افترشوا فيها الأرض والتحفوا السماء.
وينزح معظم أهالي القرى التي تعرضت وماتزال للقصف والتهجير تحت وطأة ظروف إنسانية مأساوية، في ظل البرد الشديد، وتوجهوا نحو قرى أخرى باحثين عن مأوى وطعام يسد رمقهم.
وشكت المصادر الصمت غير العادي من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية تجاه المواطنين الذين هجروا من منازلهم أو فروا من جحيم الحرب والقصف الذي تشنه مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على قراهم.
وأكدت المصادر أن معظم النازحين لا يملكون منازل تؤويهم، ولا أسقف ترد البرد عنهم، ولا حتى بطانيات وملابس صوف تكون عونًا لأطفالهم. في حين يبدي سكان محليون في كثير من أرياف تعز تخوفهم من تمدد الاشتباكات إلى مناطقهم لتصبح مناطق مواجهات يحتم عليهم مغادرة مساكنهم والنزوح حفاظا على أرواحهم وأسرهم.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت حالة الطوارئ من المستوى الثالث في اليمن، بعد وصول الوضع الإنساني في البلد إلى مرحلة الكارثة الإنسانية خاصة في بعض المناطق التي تدور فيها الصراع المسلح.
وتُعتبر تعز، وسط اليمن، ثاني أكبر تجمع سكاني بعد العاصمة صنعاء إذ يبلغ عدد السكان فيها ما يقارب 3 مليون نسمة..
ولا تزال تتعمَّد جماعة الحوثي وصالح قصف المدينة بشكل مكثف مما وصل عدد النازحين فيها لأكثر من 600 ألف فرد، نزحوا من داخل المدينة إلى الأرياف، أي ما يُعادل60% من إجمالي عدد السكان في المدينة.
ويصل عدد النازحين إلى المدارس والمخيمات داخل المدينة وخصوصاً منطقة "الحوبان" بحوالي 3000 أسرة بمعدل15000 شخص.
حالة النزوح والانتقال يعيشها كثير من سكان تعز، في الأرياف والمدينة على حد سواء، بين مناطق مختلفة هروبا من جحيم الحرب ويعانون أوضاع سيئة للغاية وتزداد المعاناة مع غياب المنظمات الدولية والإغاثية.
نداءات استغاثة
فيما يعتبر حقوقيون عملية التهجير القسري التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بحق أبناء محافظة تعز بأنها جريمة حرب. يطالب نشطاء بسرعة رد الاعتبار لضحايا التهجير من أهالي قرى الدبح والصلو والوازعية والأعبوس الذين تم تهجيرهم إلى خارج مناطقهم.. ويشددون على ضرورة قيام الحكومة الشرعية والمنظمات الإغاثية بحماية هؤلاء المهجرين ومواجهة مثل هذه الجريمة وفضح مرتكبيها..
كما يطالب النشطاء الجهات المعنية، حكومية ومجتمعية، توفير سبل العيش لهم من كافة الجوانب العلاجية والإيوائية والمادية والصحية، وعدم الاكتفاء بالوصول إلى المناطق التي تحت سيطرة طرف معين. خصوصا وأن هؤلاء النازحون والمهجرون من منازلهم لا يحصلون على الخدمات الصحية ولا يتمكنون من الوصول إلى المواد الغذائية.
وكان وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب سيف فتح، وجه دعوة عاجلة إلى كافة المنظمات المحلية والعربية والدولية إلى التدخل وإعاثة النازحين في مديرية الصلو بمحافظة تعز. وطالب جميع المنظمات العاملة في المحافظة العمل على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين من أبناء المديرية وإسعافهم بالمواد الغذائية والعلاجية المستعجلة ومخيمات إيوائية.
وحمل الوزير فتح المليشيا الانقلابية المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الإنسانية التي يعانيها أبناء مديرية الصلو ومحافظة تعز عموماً جراء الحصار الخانق الذي تفرضه المليشيا على المحافظة والقصف العشوائي على المنازل وأحياء المدنيين بالمحافظة.
دعوة الوزير في حكومة الرئيس هادي الشرعية جاءت بعد أن كان عدد من أبناء الصلو قد نزحوا من مناطق "الصيار والصعيد والقابلة والنجد الشرف"، جراء القصف الذي تقوم به المليشيا الانقلابية على أبناء المديرية، إلى مديرية بني يوسف وعدد المناطق المجاورة.
وتفيد معلومات بان النازحين وصل إلى أعداد كبيره وهم بحاجه ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة من مخيمات إيوائية ومواد غذائية وصحية.
وبحسب مصادر محلية، يواجه أبناء مديرية الصلو البالغ عددهم مايقارب 400 ألف نسمه خطر النزوح الجماعي جراء القصف المدفعي العنيف التي تشنه المليشيا الانقلابية على أبناء المديرية منذ حوالي أكثر من أسبوع.
ويشير ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز إلى تعرض 480 أسرة للنزوح والتهجير القسري من منازلها بالقوة خلال المواجهات المسلحة في مديريتي حيفان والصلو.
وبحسب تقرير الأوضاع الإنسانية بتعز لشهر أكتوبر الصادر عن الائتلاف، تلجأ الأسر النازحة والتي تعرضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات بتعز إما إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة. فيما الكثير من هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة أخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية وأثاث منازلهم خوفاً من الموت الذي يلاحقهم.
وجدد ائتلاف الإغاثة التذكير بأن الوضع الإنساني يزداد سوءا من منطقة إلى أخرى، وارتفعت حدته في 15 من مديرياتها، والتي لازالت تشهد مواجهات مسلحة حتى اليوم، ويعيش فيها آلاف المتضررين والنازحين والمنكوبين.. كما جدد مناشدته أيضاً للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها.
وكانت منظمات دولية أعلنت، في تقرير حديث لها أن تعز هي أكثر المحافظات تضررا من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين. وفي مجال الإيواء، أوضح تقرير الإغاثة الإنسانية أن مشكلة النازحين في المحافظة تحتاج إلى توفير 25 مركز إيواء، لتخفف من معاناة (16500) فرد، و(29858) أسرة نازحة ومستضيفة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.