قصص مرعبة عن ممارسات المليشيات الحوثية ضد سجناء مدنيين اختطفوا من الشارع أو من منازلهم أو من مقار عملهم أو في حالة اطمئنان لبعض، استدعاءات وصلتهم من أقسام شرط ، لينتهي جل ذلك بإلصاق التهم وتعذيبهم لتسويق تلك الاعترافات للإعلام على أنها انتصارات أمنية. وفي سبيل ذلك يسقط الكثير من الأبرياء ضحية تلك الممارسات ومنهم من يموت تعذيباً على يد جلادي الجماعة، ومجرمي حفلات التعذيب في السجون، ومن ينجو فحتماً لن تفارق آثار التعذيب جسده وذاكرته بل ستبقى هذا الرعب و هذا الإجرام وهذا الحقد الدفين الذي ﻻ ينم إلا عن أن هناك سجان ،بل هناك مصاصين دماء ووحوش ﻻ تعرف الإنسانية. وإيماناً منها برسالتها التي دأبت عليها في كشف وفضح انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي، تفتح صحيفة "أخبار اليوم" ابتداءً من هذا العدد ملف المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرياً لدى جماعة الحوثي الانقلابية.. يقول المحامي والناشط الحقوقي/ عبد الرحمن برمان على صفحته بالفيس بوك، أن هذه الرسالة رسالة وصلته من زوجة احد المعتقلين والتي لم يمتلك إزائها دموعه، فيضيف حالفاً بيمين القسم أنه بكى من وقع ما طالع، داعيا الجميع إلى مساندة المعتقلين وذويهم. مأساة زوجة معتقل إذ تقول زوجة المعتقل: كنت أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تختاري اهلك وقبيلتك أو تختاري زوجك الخائن المعتقل منذ عامين في الأمن السياسي، لتقول: إن كان ولابد فقد اختر زوجي وابني وسأقف معه وانتظره حتى يخرج من محنته ويعيده الله لي بحوله وقوته. وتضيف في رسالتها: إذ لم أجد من ألجأ إليه بعد الله عز وجل غيرك لا لطرح عليك قضيتي بل قضية مئات الأسر التي اعتقل عائلها اشعر يا أستاذ أني سأنفجر سأموت كمدا ونحن نواجه أبشع أنواع الظلم والقهر والإذلال ولا يشعر بنا احد أو يلتفت لمعاناتنا أو يشعرنا بقربه منا. وتتابع: أنا زوجة المعتقل (س. ر. ع)، معتقل منذ سنتين تقريبا، ومنذ اعتقاله وأنا كغيري من زوجات المعتقلين وقريباتهم أتجرع الألم والقهر والوجع سأكتب لك قصتي وقس عليها بقية اسر المعتقلين وربما هناك ما هو أقسى وأكثر وجعا مني. رحلة عذاب تتحدث زوجة المعتقل عن نفسها: أنا عمري 28 سنة ولدي طفلان الولد ربع سنوات ونصف والبنت 3 سنوات، في 2011م كنت مع زوجي في ساحة التغيير بصنعاء رغم حنق أسرتي وقبيلتي، وفي 2015م اعتقل زوجي بعد مداهمة منزلنا وإرعابنا والعبث بكل محتويات المنزل كاد قلبي أطفالي أن يتوقفا من الخوف ولا زالت الآثار النفسية حتى اللحظة تلازمهم. وتضيف: "وهنا بدأت رحلة العذاب والبحث عن مكان إخفائه ولكن دون جدوى وبعد 4 أشهر من العذاب والابتزاز والرشاوى عرفت مكانه لن احكي لك عن حاله وسأكتفي بالقول أني بالكاد عرفته تغيرت ملامحه وضعف بشكل لا يتصور". مسترسلة بقولها: قام أهلي بأخذي بالغصب إلى القرية في محافظة ذمار وطلبوا من زوجي الطلاق وبعد أن قوبل طلبهم بالرفض مننا قالوا اختاري إما أهلك أو زوجك فاخترت زوجي وغادرت بيت أهلي وعدت إلى صنعاء لمتابعة قضية زوجي السجين ظلما وعدوانا وجورا اشتغلت عدة أشهر في مكتب واستأجرت بيت قديم ولكن أغلق المكتب وفقدت مصدر دخلي بعت ذهبي وأدوات البيت على حاجة حاجة بعت كل شيء. وبوجع تردف: "اقسم بالله أني اذهب لزوجي ولا استطيع اخذ له حتى وجبة أكل سوى الملابس التي أخذتهن لأغسلهن الحمد لله على كل حال والله ثم والله يا أستاذ إني اكتب لك الآن واشعر أن راسي يقطع لا أريد منك شيئً". منوهة إلى جهة مازالت تعلق أملها فيها بقولها: ذكروا الحكومة الشرعية وقيادة المقاومة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بآسر المعتقلين من لنا بعد الله أن لم تقفوا معنا وتؤازرونا في محنتنا ومحنة الوطن، كيف تتركونا منفردين أمام هذا التوحش والبشاعة والغطرسة وانعدام الأخلاق لا أحدثك عن نفسي بل عن مئات أمثالي من زوجات وأمهات المعتقلين، معتذرة في ختام حديثها، اعذرني يا أستاذ لو أوجعت راسك لكن لمن نشكو همنا بعد أن أغلقت. رداع.. ماذا بعد؟ وبالقرب من ذات الوقع نطالع قصة وجع أخرى غير أنها في مدينة رداع بمحافظة البيضاء حيث يعيش المواطنين وضعا خاص تحت سلطة المليشيات الحوثية المسلحة المفروضة عليهم بقوة الحديد والنار.. فهل يعلم العالم شيئا عن جرائم الاختطافات وحملات الاعتقالات التي طالت المئات بل الآّلاف من الأبرياء الذين زج بهم في سجون سرية ومعتقلات مختلفة لتمارس في حقهم أقسى أنواع التعذيب وأبشع صور التنكيل بعيدا عن الأنظار. قصص رعب وحشية وأساليب تعذيب بشعة لا يعلم الكثير من اليمنيين أنها تجري في هذه المدينة دون أن يلتفت إليها أحد، بين الترويج عن الأمن وحقيقة الرعب. تروج المليشيات الحوثية المسلحة سواء من خلال الوسائل الإعلامية التابعة لها أو من خلال مرتزقتها من الوجاهات الاجتماعية ومشائخ القبائل المنبطحين لها، بأن مدينة رداع تنعم بالأمن والاستقرار، الذي ظل غائبا عنها خلال الفترات السابقة وذلك بفضل وجودها كما تزعم. ويتحدث أنصار المليشيات عن الانتشار الأمني وملاحقة الدواعش واللصوص وقطاع الطرق وغير ذلك، لكن الحقيقة تحكي عكس ذلك والوقائع على الأرض تكشف مستوى الزيف والكذب الذي تروج له هذه المليشيات.. في حين أن الحقيقة تقول إن مدينة رداع أصبحت معتقلا كبيرا وسجنا مفتوحا، لا مكان فيه لغير صوت المليشيات المسلحة، وإن ألصمت الموجود، هو صمت الخائفين من النطق الذين يسمعون صدى آهات المخطوفين ظلما وأنين المعتقلين جورا وصرخات المخفيين في السجون قسرا وقهرا. ويظل الأمن والاستقرار الذي تروج له هذه المليشيات في مدينة رداع مجرد أحلام ربما يراه المواطن المسكين في منامه، ثم يستيقظ فلا يرى إلا الرعب والخوف ولا يسمع إلا أصوات المليشيات التي تقتحم المنازل وتختطف الأبرياء. القتل بمجرد الاشتباه لا يمكن لأهالي مدينة رداع أن ينسوا تلك الجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثيين في حق أسرة آل فارع الفقيرة بلا رحمة ودونما أي أسباب . ففي ليلة من الليالي هاجمت المقاومة مواقع المليشيات الحوثية في مدينة رداع وقتلت منهم من قتلت، وبعد انسحاب المهاجمين، إذا بالمليشيات الحوثية التي فرت أثناء الهجوم تخرج من مخادعها لتقصف بشكل عشوائي منازل للمواطنين في مناطق القانع والحيد بالمدينة بحجة أن المهاجمين مروا من تلك الشوارع ثم قاموا با اقتحام عدد من تلك المنازل ، ومن بين تلك المنازل منزل أولاد المرحوم ( س ع ص).. حيث قامت مجموعة من المسلحين بطرق الباب بشكل قوي وعنيف فاستيقظت الأسرة الغارقة في نومها وهي خائفة وحين أراد الأخ الأكبر للأسرة فتح الباب قامت معه أمه العجوز وزوجته ولحق بهم أطفاله الصغار. وبمجرد أن فتح الباب وهو واقف وسط زوجته وأمه وأطفاله نظروا إلى وجهه وإذا هو مطلق لحيته فقالوا له أنت داعشي إرهابي ثم أطلقوا عليه الرصاص أمام أفراد أسرته ليرتمي بين أحضان والدته العجوز. ثم اقتحموا عدد منهم المنزل وقاموا بالعبث بمحتوياته ونهبوا مقتنياتهم الخاصة فيما الرجل ينزف دمه وأمه وزوجته وأطفاله يصرخون. وجع أم كان شقيقه الآخر في الجزء الثاني من المنزل من الجهة الأخرى، وحينما سمع إطلاق الرصاص خرج مسرعا نحوهم فألتقفه المسلحون الذين كانوا على الباب فاطلقوا عليه الرصاص حتى أردوه قتيلا ثم ألقوه خلف المنزل دون أن تعلم الأم المسكينة أن ولدها الثاني قد قتل. وحينما غادر المسلحون الحوثيون المنزل جاء شقيقهم الأصغر والذي كان في أحد المنازل المجاورة، ثم قاموا بربط جروح شقيقهم الأكبر ليتوقف نزيف الدم ونقلوه على متن الباص الذي تمتلكه هذه الأسرة الفقيرة في محاولة لإسعافه إلى أحد مستشفيات. وأثناء ما كان الأخ الأصغر في الطريق إلى المستشفى ومعه أثنين من الجيران استوقفتهم نقطة للمليشيات بالقرب من مسجد ومدرسة العامرية وحين قام بتفتيش الباص رأوا الجريح مطلق لحيته فقالوا لهم أنتم دواعش وهذا داعشي إرهابي فأخذوا الجريح من الباص ورموه في الطريق وتركوه ينزف حتى مات، وقاموا باختطاف الأخ الثالث ومن معه ونهبوا الباص. كانت الأم المسكينة التي لا تعرف بخبر ولدها الثاني الذي جثته مرمية خلف المنزل تنتظر عودة ولدها الصغير ليخبرها أن شقيقه الأكبر نجا من الموت في حين لا تعرف بأنها قد فقدت أولادها الثلاثة، لتتكشف لها الأمور بعد ذلك حينما عثر أحد الأطفال على جثة أبيه خلف المنزل. وبعدها بأيام ذهبت الأم العجوز المسكينة والمغلوبة على أمرها للبحث عن ولدها الثالث المختطف لدى المليشيات الحوثية. وحين لقيت أحد القيادات الحوثية قالت له:" قتلتم اثنين من أولادي وأختطفتوا الثالث دون أي سبب، فقد سلمت أمري إلى الله، ففكوا لي من خطفتموه وارجعوا لنا الباص مصدر رزقنا الوحيد". فقام القيادي الحوثي بزجرها وطردها وقال:" ابنك داعشي وقد تم نقله إلى سجون صعده"، فرجعت الأم ودموعها تخط الأرض من القهر والظلم. *حلقة وصل تنوه الصحيفة أنها ابتداء من هذا العدد قد خصصت صفحة شبه يومية لرصد ونشر جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي التي تمارسها في سجونها ومعتقلاتها.. لذا تأمل من أسر المختطفين وضحايا الانتهاكات الحوثية والناشطين والحقوقيين وكل من لديه قصص ووقائع انتهاكات وجرائم ارتكبتها المليشيا بحق المختطفين والمعتقلين إرسالها إلى الصحيفة عبر الأيميل: [email protected]