لا يمكن اختزال الصورة في بعض الكلمات، في ساحة السجن المركزي بصنعاء حيث تتشابه تقاسيم الوجوه وتصطف على قارعة الحزن أمهات وأبناء وزوجات فرقت بينهم وبين أحبائهم مليشيات الموت ومسيرة الدمار الحوثية. في الساحة كانت هناك أم تذرف الدموع بحرقه على شباك السجن هي واثنين من أولادها الصغار، كان حديثها بكاء يختلط مع كلماتها وهي تحدث ولدها المختطف بأحوالهم المتردية " الفقراء والجوع وظلم المليشيات". تابعت "الصحوة نت" في نزولها الميداني وزيارة المعتقلين في السجن المركزي، حديث الام وابنها الشاب العمراني ذو العشرين عاما الذي كانت دموعه تنزل دموعه بصمت. تحدثت مراسلة "الصحوة نت " خفية مع أم المعتقل "خ، ب " الذي أخذته جماعة الحوثي من الطريق أثناء عودته لمنزله بتهمة أنه معارض للحوثي، ولأكثر من سنة ونصف يقبع فلذة كبدها بعد تنقله بين الزنازين والتعذيب والاخفاء ليستقر في السجن المركزي بصنعاء بلا جريمة أو ذنب اقترفه ولم تسلم الأسرة الفقيرة من الابتزاز المادي والوعود الكاذبة لإخراجه والتي تذهب ادراج الرياح. تضيف الام الحزينة " نزوره كلما استطعنا توفير مبلغ صغير له في السجن وقليل من الطعام فقريتنا بعيدة والتكاليف كبيرة, فنحن فقراء جدا , تمر أيام لا نأكل الا وجبة واحدة, والحوثيون ينهبونا ويساومونا على حرية ابني الذي اختطفوه من الطريق ظلم وعدوان". وقد دفعنا وبعنا الأرض والمواشي الذي نمتلكها لإخراجه لكنهم خدعونا وكل شخص يحيلنا للثاني "مكنونا روحوا لأبو ..وابو " والكل يأكل ويطلب فلوس وابني يتعذب بالسجن". خرجت الأم الحزينة تجر صغارها الذين امتلأت وجوههم الدموع وهي تتلو دعاء "اللهم اني مظلوم فانتصر".
* قصة أخرى زوجة معتقل آخر حملت الأكل، وأطفالها الصغار خلفها ذاهبة نحو السجن بخطوات متثاقلة. قاومت رغبتها في البكاء أمام بوابة السجن وآثار المعاناة والالم على وجهها.. افترشت هي واطفالها الأرض تنتظر موعد الزيارة. تقول أم أحمد "للصحوة نت" اختطفت جماعة الحوثي زوجي لأنه "إصلاحي" وهو راجع من المدرسة,مرت سته شهور وهو مخفي قسريا لا نعرف في أي سجن هو حتى أبلغتنا اسرة معتقل كان مع زوجي في زنزانة واحدة بعد تعرضهم لتعذيب شديد ". نزلت دموعها وتابعت" الآن السنة الثالثة مرت وهو في السجن , وابناءه يكبرون وحملي يكبر كل يوم , فلا راتب ولا مصدر دخل , وظروف الجوع والحرب تزيد معاناتنا ,يكفي ان اطفاله محرومين منه". توقفت الزوجة عن الكلام لتقف بانتظار زوجها ,الذي جاء وعلى وجهه اللهفة والشوق لزوجته واطفاله..لم يكن هناك سوي حديث الأطفال لأبيهم ودموع الزوجة التي لا تتوقف.