شهدت محافظة إب- خلال الآونة الأخيرة- انتشارا مخيفا لوباء الكوليرا وسط تعتيم إعلامي من قبل الجهات الصحية في المحافظة التي تسيطر عليها مليشيا صالح والحوثي الانقلابية، حيث بلغت حالات الوفاة حتى يوم التاسع من الشهر الجاري 120 حالة. وحصل “الاشتراكي نت” على إحصائية حديثة صادرة من غرفة عمليات مكتب الصحة في محافظة الخاضع للمليشيا كشفت عن وفاة 120 حالة إصابة خلال الفترة 11ابريل إلى التاسع من يونيو الحالي فيما بلغ إجمالي الحالات المصابة بالإسهال حوالي 7793 وبلغت الحالات المثبتة مزرعيا 12 والحالات المثبتة بالفحص السريع للوباء بلغت 181. وتوزعت الحالات على كافة مديريات المحافظة البالغ عددها 20 مديرية بأرقام ونسب متفاوتة، حيث كانت القفر الأكثر عددا بالنسبة للوفيات والتي بلغت وفاة 24 حالة فيما سجلت مديرية الظهار الأكثر إصابة، حيث بلغت 1024حالة إصابة. وقال مصدر في مكتب الصحة بالمحافظة ل “الاشتراكي نت” إن عدد الوفيات بسبب الكوليرا في تزايد مخيف في معظم مديريات المحافظة في وقت تحاول فيه السلطات الصحية التابعة للمليشيا التكتم على الأمر. وأكد أن ما وثق من الحالات كان فقط للتي وصلت إلى المراكز الصحية فيما هناك كثير من الحالات لم تصل ولا يتم تسجيلها وهي الحالات التي تكون عرضة للوفاة، مرجعاً سبب ذلك لعدم توفر أي مراكز صحية أو خدمات طبية وإن وجدت فهي شبه خالية من الكادر والمستلزمات الطبية الإسعافية وعجز بالسوائل الوريدية والأدوية المنقذة للمصاب بالوباء. وأوضح المصدر- الذي فضّل عدم ذكر اسمه- أن هذا الأمر كثيراً ما يحدث في بعض قرى المديريات النائية كالقفر وحزم العدين وفرع العدين وحبيش والسبرة. وقال إن الكثير من المستشفيات الحكومية في إب تعجز عن إسعاف المصاب وتكتفي بفحصة في وقت يبتاع فيه المريض المحاليل الوريدية والأدوية بمبالغ باهظة رغم أنها مجانية وتقدم كمعونات عاجلة من المنظمات الدولية، منوها إلى أن ومن لا تتوفر لديه الأموال لشراء السوائل الوريدية والأدوية فمصيره الوفاة. ويأتي هذا في وقت توجه فيه الكثير من الاتهامات لمليشيا صالح والحوثي من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي وعدد من المنظمات بالاستيلاء على المساعدات العلاجية والمعونات الإنسانية المقدمة من الأممالمتحدة والمنظمات التابعة لها وغيرها من المنظمات الدولية وبيعها في السوق السوداء. في السياق أقامت منظمة أطباء بلا حدود مخيماً طبياً في مجمع الغيثي بمدينة إب ويقوم بدور كبير في إنقاذ بعض المصابين مجاناً. ويزدحم المخيم الوحيد بمحافظة إب بمئات المصابين القادمين من مختلف المديريات الأمر الذي قد يجعله عاجزا عن تقديم خدماته أو استقبال الحالات المصابة خلال الأيام المقبلة. وتحدث عبد الله الخديري- وهو أحد الناجين من الإصابة بوباء الكوليرا في مديرية جبلة- عن معاناته في فترة إصابته بالمرض. وقال الخديري بعد إسعافي للمستشفى في جبلة وتبين إصابتي بالوباء من خلال الفحوصات رفضت إدارة المستشفى استقبالي في قسم الرقود لأسباب لا اعرفها. وأضاف أرجعوني للمنزل يومها وقمت بشراء المحاليل الطبية والوريدية والسوائل على حسابي الخاص وظللت أكثر من أسبوع بين الحياة والموت حتى تعافيت. وقال مصاب آخر ويدعى احمد النويسي: تعرضت للإصابة بالوباء و11 من أفراد أسرتي وأسعفنا للمستشفى لكنهم أرجعونا للمنزل فبعنا بعض ما نملك من الذهب لشراء المغذيات والمحاليل الوريدية ولم نلاقي أي منظمة او جهة صحية ساعدتنا بل يكتفون برصدنا فقط. ولقيت امرأة في العقد السابع من عمرها حتفها مطلع الأسبوع الجاري بعد إصابتها بالوباء بعد أن ظلت مرمية في المنزل بسبب فقرها ولم تتمكن من شراء الأدوية سوى ما قدمه لها البعض من المغذيات. ويرزح عشرات المصابين بالوباء بين الحياة والموت في محافظة إب بسب عجزهم عن شراء الأدوية الخاصة في الوباء بالرغم من توفر العلاج ويقدم مجانا إلا أن المليشيا في إب تتاجر به وتتكتم عن حالات الوفاة بالمحافظة. ومن ضمن الحالات التي لا تجد قيمة الدواء رغم توفره بالمجان المصاب بكيل علي عبادي واثنين من إخوانه والذين يعيشون في منزل صغير ولا يجدون من يساعدهم في توفير الدواء وتزويدهم بالمحاليل مالم فإن مصيرهم الموت. يأتي هذا في ظل إهمال تمارسه الجهات الصحية في المحافظة، حيث لم تنشيء أي محاجر طبية بالمحافظة للمصابين ولا مخيمات طبية بالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية. وتكدس أطنان من القمامة في زوايا مختلفة بالمحافظة والمديريات تتزامن مع هطول الأمطار الغزيرة الأمر الذي يساعد في سرعة انتشار الوباء حيث تختلط مياه السيول بالمجاري والآبار وتلوث مياه الآبار والتي تشكل الناقل السريع للوباء.