استشهد ثلاثة فلسطينيين بالرصاص وأصيب مئات آخرون في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة وعلى مشارفها في جمعة الغضب التي دعا إليها الفلسطينيون ردا على الإجراءات التي تستهدف المسجد الأقصى، خاصة نصب بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين. واستشهد الفتى محمد محمود شرف (17 عاما) ظهر أمس بعد إصابته بالرصاص الحي في منطقة رأس العامود، وقال شهود إن مستوطنا أطلق النار على محتجين فلسطينيين مما أسفر عن استشهاد الفتى. ولاحقا استشهد الشاب محمد أبو غنام برصاص قوات الاحتلال في حي الطور بالقدسالمحتلة، وقال مراسل الجزيرة إن فلسطينيا ثالثا يدعى محمد خلف لافي استشهد خلال مواجهات في بلدة أبو ديس شرق القدسالمحتلة. وكانت قوات الاحتلال قد أصابت عشرات الفلسطينيين في أنحاء متفرقة بمحيط الأقصى، خاصة عند باب الأسباط وبابي الساهرة والمجلس، واندلعت في نفس الوقت مواجهات عند حاجز قلنديا شمال القدسالمحتلة، وأيضا عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن 377 فلسطينيا أصيبوا خلال المواجهات في القدس وفي مواقع أخرى بالضفة الغربية. وأضاف أن الإصابات تنوعت بين الرصاص الحي والمطاطي والاختناق بالغاز المدمع وكسور نتيجة الضرب والسقوط. واندلعت المواجهات في القدس والضفة الغربية وسط حالة غليان بين الفلسطينيين بعدما قررت الحكومة الإسرائيلية مساء الخميس الإبقاء على البوابات الإلكترونية التي نصبتها بداية من الأحد الماضي حول المسجد الأقصى، ورفض الفلسطينيون منذ ذلك الوقت الخضوع للتفتيش فيها. وأمس أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة عند مداخل البلدة القديمة بعد أن منعت الشرطة الإسرائيلية الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة لأداء الصلاة. ونشرت قوات الاحتلال أكثر من ثلاثة آلاف من عناصرها في القدسالمحتلة، ومنعت أيضا المصلين من داخل الخط الأخضر من الوصول إلى البلدة القديمة، وتحسبا لجمعة الغضب اعتقل الاحتلال عشرين من قياديي وناشطي حركة فتح بالقدس. وفي مواجهة الإجراءات الإسرائيلية تطورت الاحتجاجات الفلسطينية في القدس وحولها إلى مواجهات استخدمت خلالها قوات الاحتلال الغاز المدمع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وكانت تلك القوات قد عززت انتشارها عند حاجز قلنديا، ودفعت بتعزيزات عسكرية جديدة لمنع الفلسطينيين من الدخول إلى القدس، وتحسبا للمواجهات مع الشبان الغاضبين. وتشهد أحياء بالقدس من أسبوع مواجهات مساء كل يوم، وكانت سلطات الاحتلال أغلقت يوم الجمعة الماضي المسجد الأقصى ومنعت إقامة صلاة الجمعة فيه عقب العملية التي قتل فيها شرطيان إسرائيليان واستشهد منفذوها الثلاثة، وهم من مدينة أم الفحم بالخط الأخضر.