رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناشدة عاجلة لكافة وسائل الاعلام .. دماج تحت الحصار والنار !
نشر في الأضواء يوم 02 - 09 - 2013

دماج مرة اخرى تحت النار والحصار، فأهلها المحاصرون والذين يصل عددهم إلى 14 ألف مواطن، نصفهم تقريباً من طلاب معهد دار الحديث للسلفيين وهم من جميع مناطق اليمن والعالم، يحاول الحوثيين بقوة الحديد والنار للتوسع والتمدد على شلالات من الدم والجثث لكنه توسع الفراغ لبناء دكتاتوريهم الخاصة الملبسة بالدين والدم.
دماج حاضرة الدم
خاض الحوثيين 6 حروب مع الدولة كانوا يكبرون مع نهاية كل حرب وكما تسلقوا على ثورة الشباب للوصول الى مأرب معينة والحصول الى مكاسب كبيرة من خلال التظاهر بمشاركتهم بثورة التغيير وكذلك بمؤتمر الحوار الوطني وهم يحملون السلاح ويضربون بالنار.
فخلال شهرين ماضيين فتح الحوثيين عدة جبهات قتالية في محاولة للسطو على مناطق بقوة السلاح ومنها دماج، لانهم يعتبروهم شوكة في طريقهم، ولابد من التخلص منهم حتى لو كان الخيار ابادتهم بالأسلحة الثقيلة التي يمتلكونها.
ففي الحصار الاول لدماج كان الوضع الإنساني يشكل كارثه انسانيه حقيقيه، منذ بداية الحصار كان الناس هناك يتحركون عبر الأنفاق للنجاة من القناصة الحوثيين الذي يطلون بالمنطقة من جميع المداخل والجبال باستثناء جزء من جبل "البراقة" الذي يسعى الحوثيين للسيطرة عليه، أما المواد الغذائية فتكاد تكون معدومة تماماً، والمحال التجارية لبيع المواد الغذائية خالية تماما من أي شيء له صلة بالحياة، وبالنسبة للمستلزمات الطبية لم يعد هناك شيئاً لمعالجة المرضى والأطفال والجرحى، حيث توفى ثلاثة أطفال من بين 25 مولوداً منذ بداية الحصار بسبب انعدام الدواء، وقتل 26 شخصاً على الأقل نتيجة القصف الحوثي بمختلف الأسلحة الثقيلة، و توفوا الكثير منهم لعدم وجود الإسعاف وكأن صعدة "تعيش خارج الكرة الأرضة".
مرة اخرى يحاصر الحوثيين دماج ويمطرون اهلها العزل بوابل من القذائف والرصاص ويمنعون دخول الغذاء والمواد الطبية والإسعافية لدماج، فقبل الحصار أصدر أبناء دماج بيان رسمي حول الخروقات التي تقوم بها مليشيات الحوثي وسعيها لإعادة الحصار على منطقة دماج، وكان الحوثيون قد قاموا بمحاصرة دماج في وقت سابق ومنعوا دخول الغذاء والدواء او وصول الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني لمدة تزيد عن شهرين في حصار مشابه للحصار المفروض على قطاع غزة.
ذكر البيان الخروقات التي ترتكبها جماعه الحوثي، منها زرع ألغام في بعض جبال دماج التي قضت لجنة الوساطة برئاسة الشيخ حسين الأحمر بخروجهم منها استمرارهم في التمترس والزحف إلى جهة دماج كذلك رجوعهم إلى نقطة الخانق التي كان فيها الحصار السابق، وإخراج لجنة الوساطة منها وإعادة المتارس، وتفتيش الداخلين والخارجين من وإلى صعدة، وهذا شروع في الحصار على دماج مرة ثانية.
وتوالت عدة بيانات كان يصدرها اهالي دماج لاطلاع الدولة والراي العام على ما يجرى من انتهاكات لهم من قبل الحوثيين وقد جاء في هذا البيان:
"أقدمت جماعة الحوثي في اليومين الماضيين ويومنا هذا الخميس 15/شوال/1434ه الموافق 2013/8/22م على قصف منطقة دماج بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة مخلفة عددا من القتلى والجرحى وتهديم المنازل فوق ساكنيها ومجددة بذلك العدوان الذي سلكته قبل عام تقريبا والذي ذهب ضحيته أكثر من 160 شهيدا وجريحا من بينهم نساء وأطفال وشيوخ, واليوم يتكرر المشهد نفسه في ظل غياب أو تغييب للدولة عن المحافظة, وصمت مطبق من القوى السياسية تجاه ما يجري!".
وطرح الأهالي عده تساؤلات منها: ماهي الدوافع التي جعلت جماعة الحوثي في هذا الظرف تمارس مثل هذه التصرفات في الوقت الذي ينتظر اليمنيون فيه مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة وبسط نفوذها على عموم مناطق اليمن؟.. ثانيا: إلى متى ستظل الدولة تاركة الحبل على الغارب لمليشيات الحوثي تمارس عدوانها ومعاقبتها لمن يخالفها؟ وإذا كانت الدولة قد سلمت صعدة لجماعة الحوثي فلماذا لا تعلن هذا للناس حتى ينظروا في أوضاعهم الطارئة وكيفية التعامل معها؟.. ثالثا: أليست الدولة معنية بحماية المواطنين في عموم مناطق اليمن؟ ولمصلحة من يجرجر طلاب مركز الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- إلى حماقات تقوم بها مليشيات الحوثي في الوقت الذي تشارك فيه في مؤتمر الحوار الوطني معلنة قبولها بالحلول السياسية السلمية ألا يعد ذلك من التناقضات الصريحة التي تمارسها الجماعة؟
واستغرب أهالي دماج من مواقف القوى السياسية وبخاصة المشاركة في حكومة الوفاق الوطني ومؤتمر الحوار عما يجري في منطقة دماج من تعد على هذا المركز الذي ظل قرابة ثلاثين عاما يعلم العلوم الإسلامية بمحافظة صعدة دون أن يتسبب هؤلاء الطلاب في أي أعمال مخلة بالأمن والاستقرار أو يسفك بسببهم دم امرئ على الإطلاق، وكذلك دور الوسائل الإعلامية المختلفة عما يجري والمنظمات الحقوقية؟
وحمل أهالي دماج الحكومة اليمنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عما يجري وقالوا انهم معنيون بدرجة أساسية بسرعة التحرك لإيقاف نزيف الدم في هذه المنطقة فاليمن لم تعد بحاجة اليوم إلى مزيد من الصراعات والنزاعات التي لن تكون في مصلحة أحد سوى القوى التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار لتنفيذ أجندة خارجية على حساب مصالح اليمن الكبرى.
انتهاكات وحوار
واما الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الحوثيين ضد ابناء دماج قامت اكثر من 13 منظمة حقوقية باليمن اصدار بيان بإدانة كل الانتهاكات التي يمارسها الحوثيين في دماج ضد المواطنين العزل.
وجاء في البيان "تابعت المنظمات الحقوقية بقلق بالغ ووثقت العديد من أعمال العنف والاستفزاز والبطش والعدوان التي تمارسها جماعة الحوثي ضد المواطنين بشكل ممنهج، في سياق محاولات التوسّع عسكرياً بقوة السلاح في العديد من المناطق اليمنية، وفرض ثقافة الكراهية والعنف على الآخرين، مستقوية بما تملكه من سلاح سيادي، ومستفيدة من حالة الفراغ الأمني الذي تعاني منه البلاد بفعل انشغال القيادة السياسية والأجهزة الأمنية بتفاصيل المرحلة الانتقالية وأجندة الحوار الوطني".
وقالت المنظمات الحقوقية في البيان "انها لاحظت بأن جماعة الحوثي عمدت إلى تصعيد وتيرة ممارساتها القمعية منذ مطلع رمضان المنصرم بمنع المصلين من ممارسة حقهم في أداء صلاة التراويح، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عديدة، من بينها أحداث جامع التيسير في حي الزراعة وسط العاصمة صنعاء بتاريخ 12 يوليو 2013، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين. في موازاة ذلك، أقدمت الجماعة على محاولات خرق اتفاق الهدنة مع أهالي منطقة دماج محافظة صعدة، من خلال القيام ببعض التحركات العسكرية في المناطق المحيطة كبناء المتارس وزرع الألغام في العديد من المواقع، ونصب نقاط تفتيش جديدة مهينة، وإطلاق النيران بشكل عشوائي فوق المنطقة".
وذكروا انه وفي أول أيام عيد الفطر المبارك (8 أغسطس/ آب 2013)، عاودت جماعة الحوثي أعمال العنف والعدوان بالاعتداء على سيارتين تابعتين لمجموعة من طلاب المركز عند نقطة تفتيش حوثية على مداخل منطقة دماج، حيث أطلق مسلحو الحوثي النار عليهم، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، وفي غضون الأسابيع الماضية تمكنت جماعة الحوثي من فرض سيطرتها بالقوة على مديرية منبه بمحافظة صعدة، بعد قصف قرى المديرية بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى سقوط أكثر من 5 قتلى وحوالى 10 جرحى وتهجير عشرات العائلات.
واستغربت المنظمات الحقوقية من زعم جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية استخدامها حق الدفاع عن النفس خلال حروبها مع الدولة، تعمد الجماعة اليوم إلى إشعال الحرائق في العديد من مناطق البلاد.
وعبرت المنظمات الحقوقية عن بالغ قلقها من استمرار أعمال القمع والانتهاكات التي تمارسها المليشيات المسلحة لجماعة الحوثي واتساع نطاقها، تؤكد على إدانة كل هذه الأعمال والممارسات الخارجة عن الدستور والقانون،
وحملت في اخر البيان السلطات اليمنية كامل المسؤولية عن حياة المواطنين وحقوقهم وحرياتهم، والأخذ على أيدي الخارجين عن القانون، أياً كانت مواقعهم، محذرة في ذات الوقت من نفاذ صبر المواطنين إزاء صمت الدولة اليمنية والمنظمات والهيئات الدولية تجاه ما يتعرضون له، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والاحتراب الداخلي وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، لا سمح الله.
من جانب اخر قال رئيس منظمه وثاق للتوجه المدني نجيب عبد الرحمن السعدي، أنه من الملاحظ ان الحوثي فتح اكثر من جبهة قتال ففي الرضمة باب وفي دماج وفي ال مقنع بمنبه وفي مديرية العشة بعمران وهذا تزامن مع قرب انتهاء مؤتمر الحوار يبدوا انه يريد ان يقوم بضغوطات على الحكومة لتحقيق اكبر قدر من المكاسب وايجاد مبرر للتنصل من مخرجات مؤتمر الحوار، لان المؤشرات تقول ان مخرجات مؤتمر الحوار تصب في خانة تأسيس دولة وبناء مؤسسات وهذا لا يصب في مصلحة جماعة الحوثي.
ويتابع السعدي: "تلقينا بلاغات عن انتهاكات قام بها الحوثي في دماج حيث قام مقاتلو جماعة الحوثي بقتل 5 اشخاص بينهم طفل وجرح 3اخرين بينهم طفل، وكان هذا فجر يوم العيد كما تلقنا بلاغ عن مقتل 11شخص من دماج خلال الحرب الاخيرة وجرح واحد وعشرون شخص بينهم ثلاثة اطفال وامرأة.
واستغرب السعدي من الموقف الحكومي بالقول: لم تحرك الحكومة ساكناً سوى ارسال لجنة وساطة كلفها رئيس الجمهورية ونزلت الى هناك واجلت القتلى واسعفت الجرحى الصمت من قبل الحكومة يبدوا انها لا تريد ان تغضب الحوثيين خصوصا ونحن على مشارف انتهاء مؤتمر الحوار وهذا يتنافى مع مهام الدولة ومهام رئيس الجمهورية الذي يقع على عاتقهم حماية المواطنين.
وتابع: هناك صمت اعلامي من كافة الاطراف السياسية والمنظمات وهذا بفعل هيمنة الجانب السياسي على ما سواه بعباره مختصرة "لقد تم الدوس على حقوق الانسان في صعدة بأقدام الساسة وعلى راسهم رئيس الجمهورية والاحزاب السياسية" ويستطرد "فالحوثي يقوم بانتهاك حقوق الانسان والحكومة والرئيس يتفرجون دون ان يعملوا على ايقاف هذه الانتهاكات، وكذلك الاحزاب".
ويصف السعدي الوضع الانساني في دماج بالكارثي ينذر بكارثة انسانية كبيرة، مضيفاً "هناك حصار للمنطقة والخوف ان تستمر هذه المواجهات ويستمر الحصار وتحصل كارثة انسانية كما حصلت في السابق يتم قصف القرى بالأسلحة الثقيلة مدافع رشاشات وهذا يعرض حياة المدنيين من النساء والاطفال لخطر كبير".
ويؤكد "نحن منظمة حقوقية نقوم برصد الانتهاكات من قبل جميع الاطراف ونشرها وللأسف الشديد الاخوة الحوثيين لا يفصحون لنا عن ضحاياهم لذلك نحن نطلق نداء لهم للتواصل معنا وابلاغنا عن الضحايا الذين سقطوا منهم".
ويتحدث المسؤول الاعلامي بمنظمه هود الصحفي موسى النمرانى عن ذلك فيقول: دماج منطقة محظوظة لأنها تجد من يهتم بها ويتفاعل مع الانتهاكات التي يعاني منها السكان وطلبة دار الحديث فيها وإن كان هذا الاهتمام الإعلامي لا يجدي شيئا في تخفيف حدة الانتهاكات حتى اضطر بعض الضحايا إلى حمل السلاح، ونحن في هود وصلتنا بلاغات عن انتهاكات منذ وقت مبكر وشاركنا في إرسال فريقين حقوقيين من صنعاء شارك فيهما الكثير من النشطاء ومنظمات المجتمع المدني وصدر عنهما تقريرين منشورين على الأنترنت وشارك في بعض الشخصيات الحقوقية وآخرين من عدة منظمات".
دماء نازفة
في زيارتنا للجرحى من ابناء دماج بالمستشفى العسكري بصنعاء يتكشف للمرء مدي البشاعة التي يرتكبها الحوثيين ضد هؤلاء الأبرياء، فأكثر من 16 جريح تنوعت اصاباتهم ما بين خطيرة ومتوسطة ومنهم اطفال صغار لا ذنب لهم سوى انهم من دماج الجريحة.
"احمد صالح" طفل في السادسة عشر من عمره اصيب برصاص قناصة في رجله، كان الألم واضحا في معالم وجهه وهو يحدثني في قريه الطلول، خرج هو واصدقاءه للمزرعة فاذا بالرصاص وقذائف الهاون تسقط على رؤوسهم وتصيبهم بإصابات شديدة.
يقول اشيخ فيصل وهو يشير الى جسد احمد الصغير: هل يعقل ان هذا الطفل يشارك بمعركة او يحمل سلاحا كما يدعي الحوثيين، وكما هم يجندون اطفال صغار في صفوفهم لمقاتلة الناس الآمنين؟!. هم لا يفرقون بين طفل وأمراه او شيخ، ففي الحصار الاول قتلوا طفلة لا يتجاوز عمرها 8 اشهر في حضن ابيها برصاصتين بالراس.
وتابع غاضبا: قتلوا النساء في منازلهن ولدرجة اننا لم نقدر ندفن القتلى إلا بعد الصلح فقد كنا تحت حصار الجوع والقتل والتعتيم الرسمي والاعلامي.
كان احمد تحت اثر الصدمة مثل الاطفال الموجودين معه في نفس الغرفة، اشار لي إلى رجله المصابة والتي اثخنت بالجروح وصمت عن الكلام، بينما يتابع احد مرافقيه: اين الدولة التي تحمينا، رفعنا مظاليمنا وطالبنا الرئيس والحكومة بدفع شر الحوثيين عن منطقتنا ومع ذلك لا نجد اي تجاوب من الاطراف سوى لجان وتدخلات، ولكن اين الدولة؟ ثم يجيب مستنكراً: "لا نعرف!".
انتقلت بالحديث للطفل سالم عبدالله الحضرمي -12عاما- والذي عاد للتو من غرفة الجراحة، كان كتفه الايمن مصاب فقد تناثر بعض اللحم منها وغطت الشظايا جسده الأسمر بسبب قذيفة هاون اصابته واطفال اخرين.
تحدث اليّ بتعب شديد وهو يقول: كنت ذاهبا الى المركز فضربونا بالهاون، كنت وثلاثة من اصدقائي الصغار في تلك اللحظة، كنا نتحدث عن قذائف الهاون والحرب التي يشنها الحوثيين علينا، فجاءتنا القذيفة وفرقت اجسادنا عن بعض.
وتابع "عند اصابتي كنت اهرول من الخوف فقدت الاحساس بنفسي وعند منتصف الطريق سقطت مغمى عليّ، فحملني احدهم الى بيت لربط جراحي، ظللت يومان انزف لان الحوثيين حاصرونا ومنعوا حتى الجرحى من الخروج للعلاج" ثم ابتلع عبدالله ريقه وهو يجاهد الألم وقال: يريد الحوثيين اخراجنا من بيوتنا وتدمير المركز، انا وكل اطفال دماج نطالب الحكومة بوقف شر الحوثيين عنا.
في الناحية الاخرى كان يرقد الطفل عبدالله الوادعي -14عاماً- وجسده الصغير ملفوف بالرباط وبجانبه والده الذي كان يغالب دموعه بصعوبة وهو يرى طفله يتألم، يقول: نزلت قذيفة هاون على منزلنا وطفلي وقريبي فيه، اصيب عبدالله اصابات شديدة في رجليه وقطعت احد اصابعه، اما قريبي فأصابته حرجة ولايزال في غرفة العناية.
ثم قلب كفيه وهو يقول: لا أعرف كيف يكون الموت لأمريكا ولإسرائيل ويقتلون الآمنين في بيوتهم ويرمون القذائف على الاطفال وهم نائمون يخربون ويقتلون، فهل هذا الإسلام؟!.
كان والد الطفل عبدالله يحدثني وعيناه تمتلئ بالدموع وهو يتأمل جسد طفله المصاب وأثر الألم في عينيه.. فقلت له: بماذا تشعر؟.. فاختنق بدموعه وقال: "كيف بالحال وطفلي يتألم وقريبي في حالة غيبوبة وحالنا بين الموت والقصف والحصار".
سالت الطفل عبدالله عن حاله لما رأى جسده مصاب، فقال وهو يرفع اصبعه اليّ: "كنت ارى اصبعي المقطوعة وأتألم وانا أرى الدماء تخرج من جسدي، أريد من الحكومة ان تخرج الحوثيين من منطقتنا وتحاسبهم على جرائمهم وقتلهم للناس الابرياء".
اضاف الشاب محمد البيضاني: "الحوثيين يريدون الاستيلاء على مناطق كثيره ودائما يشعلون الحرب في كل المناطق كما يفعل هذه الفترة ويكثف من اعتداءاته على النساء والاطفال، ومقصده من ذلك هو المعتقد الذي يريد فرضه على الناس بقوه اجرامه وأسلحته وكانت البدايات قام باستفزاز اهل دماج، وتارة يقيم متارسه الحربية ونقاط التفتيش واثارت النعرات وتخويف الناس والحصار والحرب، وتعرفون ان اهل دماج ويعرف العالم كافه انهم ناس مسالمون ولديهم كثير طلاب علم لا يحملون السلاح ولا يثيرون القلق ولا يهددون الامن".
ويضيف: "قام الحوثيين بحصار الناس وهدموا البيوت على بعض الجرحى ودفنوهم احياء وقاموا بقتل البعض الذي كان لايزال على قيد الحياة".
يقول زميله: "هناك 8 اشخاص كإنو جرحي دفنوا تحت الانقاض ولم نستطيع انتشال جثثهم تحت القصف وضرب النار فالحوثيين يمنعوننا من اخذ جرحانا وهذه هي عادتهم كذلك مات شخصان عندما منع الحوثيين في احد النقاط اسعافهم".
ويضيف اخر: شوهوا أجساد القتلى وقاموا بإهانتهم وصوروهم على انهم ارهابيين، ولم تسلم حتى النساء من حقدهم فقد قاموا بقنص احداهن وهي خارجه من المسجد واخرى اصيب في منزلها بقذيفة هاون.
ويؤكد احمد الرصاص ان اخيه الصغير "يونس الرصاص" اصيب بشظايا هاون بخصيتيه، واخيه الاخر قتل في الحصار الاول، ووالدته متعبه جدا واصابها المرض بسبب الفاجعة.
وفي سرير اخر كان "عبد الرحمن سمير" يجاهد بقوة للحديث معي، ثم توقف واشار لي انه لا يستطيع الكلام بسبب التعب وكشف لي عن ساقه المصابة بشظايا القذائف.
تحركنا الى غرفه اخرى لنرى الشاب على مسعود الوادعي وهو طريح الفراش.. يقول "كنت بجانب منزل احد الجيران لما جاءتني قذيفه فأصابتني وانا مع بعض الاطفال الساكنين في المنزل فدخلت في غيبوبة اربعة ايام، وأفقت على جسدي المليء بالجروح والشظايا" اعتصر وجهه ألماً وهو يقول "قتلوا الاطفال والنساء شردوا الأهالي، ما هو ذنبنا ولماذا هذا الصمت عن قتلنا والتغاضي عن جرائم الحوثي؟ لماذا لم يتم محاسبتهم ورفع الظلم عنا؟ اين الرئيس من كل هذه الجرائم والانتهاكات؟ ألسنا مسلمين.. ألسنا يمنيين.. أليست دماج في الاراضي اليمنية؟!".
قطع حديثنا مجموعة كبيرة من الزوار الذين يتفقدون جرحي دماج، ولكن ظلت رسالة الشاب علي الوادعي تطلب الإجابة من الدولة والرئاسة لمعرفه هل لازالت دماج وصعدة في حظيرة الدولة؟".
الاصلاح نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.