الهبة الشعبية انعطافة جديدة وحاسمة في مسيرة النضال الوطني التحرري لشعب في الجنوب وأهميتها نابعة من الحقائق والمتغيرات الميدانية على المستوى الوطني وفي الوعي والموقف السياسي والإقليمي والدولي التي تشكل في مجملها لحظة تاريخية انعطافة حاسمة باتجاه تحقيق الأهداف النهائية لنضالنا السلمي ولكن هذه اللحظة الحاسمة يجب علينا إدراك أهميتها واستثمارها بشكل سليم وحرص كبير على عدم تفويتها أو إضاعتها مثل غيرها من الفرص واللحظات الإنعطافية التي أساءنا استغلالها واستثمارها ونقصد هنا ضرورة توفير أهم متطلبات وشروط الحسم المتمثلة في نهج نضالي تصعيدي متواصل ومتكامل ملفاته وفق رؤية موحدة وقواسم وثوابت مشتركة لنحقق من خلالها الاستمرارية بخطوات ثابتة ومدروسة مؤَمَّنة من مختلف مخاطر التراجع أو الانتكاسة أو الفشل لاسيما بعد أن أدركنا حقيقة الوعي والموقف الجماهيري الذي تمخضت عنه هذه الهبة ومنذ أيامها الأولى وتؤكد أحرار الشعب على انتزاع استقلاله واستعاده دولته .. الأمر الذي يوضع حدا نهائياً لكل أشكال المساومات والصفقات السياسية التي يحاول البعض صناعتها وتمريرها تحت مسميات وشعارات وآليات مختلفة موجهه لاحتواء إرادة أبناء الجنوب ونضالاتهم وتضحياتهم الجسيمة , وليس اقلها ما يحاول البعض تمريره تحت يافطة ومسمى الحوار الوطني. الكثير من القوى الداخلية والخارجية بدأت تستشعر حقيقة الخطر على مصالحها ومكاسبها غير المشروعة وعلى نهجها الاستعماري الذي كرسته منذ أكثر من عقدين من الزمن وتستميت في الدفاع عنها بكل ما لديها من وسائل وأسلحه وتسعى اليوم جاهدة الى تجاوز خلافاتها حول المحاصصة وإعادة ترتيب أوراقها وبناء تحالفاتها القديمة الجديدة وإعادة صياغة إستراتيجيتها العملية وفق معطيات اللحظة الراهنة والدخول في معترك جيد مع قوى التحرر الجنوبية , قد يكون الأوسع نطاقا والأشد خطر عن ما سبقته من معارك , ويجري الإعداد له ضمن سياق من التحالفات غير المقدسة مع أطراف وتيارات إقليمية ودولية وجميع المعطيات الثابتة على الأرض وفي الوسط الاجتماعي الجنوبي والنجاحات التراكمية المحققة في طريق الحرية تقابلها مؤشرات ومعطيات مضادة توحي بان معركتنا النهائية في بلوغ هدف الاستقلال وحق تقرير المصير ستكون حاسمة وقاسية على مختلف الجبهات السلمية والغير السلمية ولا يمكن حسمها إلا من خلال توحيد جبهتنا وأهدافنا وإستراتيجيتنا نحن أبناء الجنوب وان نرتقي بثقافتنا وسلوكنا وفعلنا الوطني المشترك إلى مستوى التحديات الشاخصة أمامنا وما تتطلبه هذه المعركة من إمكانات واشتراطات ومتطلبات الانتصار , والتي ليس اقلها توحيد الموقف وتجاوز التباينات وحالة الانغماس غير المبرر في الثنويات والقناعات والمواقف الذاتية عند البعض والنزق والتطرف السياسي عند البعض الآخر وغيرها من الممارسات السياسية الطفولية التي كانت على الدوام الخطر الكبير لوحده وتطلعات الشعب وتأخير لحظة الحسم وغير المبررة في الكثير من الأوقات والاستحقاقات التاريخية وكلفتنا الكثير من الجهد والوقت والتضحيات . علينا أن نستشعر مسؤوليتنا التاريخية في مثل هذه اللحظات الحاسمة التي تحدد فيها مستقبل وطننا وشعبنا بين ان يستعيد حريته وكرامته ودولته ويؤكد وفاءه لنضالات وتضحيات الشهداء من أبناءه الأبرار وبين ان يستمر تحت نير الظلم والاستعباد والاستعمار تتنازعة الأهواء والمصالح الذاتية ويقرر مصيره حفنة من المتاجرين بقضاياه وحقوقه وتضحياته . إلى كل إخواننا وشبابنا في الجنوب نقول ان الخيارات أمامنا في الظفر بحاضر ومستقبل وطننا وشعبنا محدودة أو معدومة بشكل كلي باستثناء خيار المضي قدماً بهذه الهبة الشعبية التي تمثل ذروه الفعل الثوري التحرري السلمي والذي لايمكن الرجوع عنة مهما كانت التحديات والتضحيات وكل ما نقدمة من جهد وتضحيات وبطولات في الساحات والميادين مهما كبر حجمها وغلى ثمنها ستظل أهون بكثير من تلك التي دفعها ويدفعها شعبنا بشكل يومي في ظل العبودية والاستعمار.