لأن دعوة الإخوان المسلمين شاملة لكل نواحي الحياة الدينية والدنيوية باعتبارها دعوة سلفية سنية صوفية سياسية رياضية علمية ثقافية اقتصادية اجتماعية، تحمل مشروعاً مدنياً حضارياَ نهضوياً لكل البلدان العربية والإسلامية يكفل لها الحرية المطلقة والقبول بالآخر أياً كان دون إقصاء أو تصفية ؛تؤرق أحلام اليقظة التي يعيشها أصحاب المشاريع الصغيرة والحركات ضيقة الفكر، وتنهي مشروع العلمنة الذي يفصل سيادة الدين عن الدولة، وتكبح جماح الرأسمالية ذات الاستبداد الفردي، وتجتث خبث الدولة العسكرية وتقضي على ما يحلمون به من ديكتاتوريهم للشعب المغلوب على آمره، وتغرقهم في مستنقع جرائمهم الشنيعة التي شهد بها العدو قبل الصديق، وتبين نوايا الحقد الدفين على الأمة الإسلامية من قبل المتشدقين بالقومية منذُ عشرات السنيين لتحقيق مأربهم للتفرد بحكم الشعوب، وكشفت زيف رجال دين الحُكام الذين يقدمون فتاوى تحلل القتل وتقذف بكافة أنواع التهم ضد من يقف في وجه الطغاة، مستدلين بذلك بآيات وأحاديث فسروها على هواهم الخاص ليتخذ منها الحاكم الظالم حجة لإبادة الشعب الثائر بصفة أنهم "إرهابيون".. لذلك وقف ضدهم العسكر واللبراليون والقوميون والمنافقون من مَن يدعّون الإسلام وشنوا حملة كذب وتزوير وافتراء وتلفيق للتهم لم يشهد لها مثيل في التاريخ، وصبوا جام حقدهم وكرههم على جماعة الإخوان المسلمين فتفننوا في عمليات قتل المعتصمين والمتظاهرين السلميين، وتنوعت أساليبهم في الاعتقال وتعذيب السجناء حتى الموت، وسخروا كل ما يملكون من طاقات مادية وإعلامية حتى يتمكنوا من قلب الحقائق وتشويه "جماعة الإخوان المسلمين" وساندهم في ذلك حكومات كانت تعمل للإسلام بعض الأعمال تُقية ومنّت على الإسلام بها ؛لكنها سرعان ما ظهرت على حقيقتها في مواجهة من يريد للإسلام أن يسود العالم ،كما أن بعض وكالة الأخبار العالمية والقنوات اللاتي أوهمت الناس بالحيادية في عملها، كُشفت عورتها وما كانت فيه من عهر إعلامي لامتناهي في العمل ضد كل ما هو إسلامي والتفاني في التدليس والافتراء في نقل الأحداث. كل هذا وأكثر تم فعله ظناً منهم أن "جماعة الإخوان المسلمين" ستنتهي، وينحصر أفرادها في مرشد عام وعدة قيادات وبضع مئات من الأنصار، وسينبذهم الشعب وما إلى ذلك من الأوهام التي كانوا يتوقعونها.. لكنهم إما ناسين أن عمر جماعة الإخوان المسلمين أكثر من "80" عاماً، وقد باءت كل المحاولات السابقة في القضاء عليها بالفشل الذريع وأنها -أي جماعة الإخوان- بعد كل محاولة للقضاء عليها تزيد شعبيتها، وتتسع رقعة عملها. أو متناسين أن جماعة الإخوان المسلمين منتشرة في أكثر من "80" دولة، وأنها لا تقوم أشخاص معينين -وإلا لاندثرت بعد اغتيال مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا- بل تقوم على فكرة ودعوة إسلامية بحته، وأن كل المتربصين بها انتهوا وبقيت الجماعة أكثر انتشاراً وأوسع رقعة في العمل الدعوي ،وما الهجمات الشرسة التي يقودونها لتشويه صورة الجماعة ما هي إلا "ليقضي الله أمراً كان مفعولا".. شكر وعرفان وامتنان اتقدم بهم إلى كل مواطن غيور على دينه ووطنه وكل إعلامي حر لا تحركه الشهوات لتزوير الواقع وأخص بالشكر قناة الجزيرة منبر كل الأحرار.. محمد المليكي