من منا يعتقد انه يفهم الناس من حوله قد يكونون اقرب الناس الينا أخوك أو اختك قريبك ...ونعاشرهم يومياً ناكل ونشرب معهم نتفس الهواء الذي يتنفسون نتقاسم الخبز الذي يأكلون ندمج معهم بشكل متكامل لدرجة ان احدنا قد يقول انا وفلان شخص واحد! وقد يتخذ بعضنا من نفسه وكيلاً عن صاحبه في مواجهة خصومه أو من ينتقدونه، ويضحي في مواجهة ذلك بكل شيء لإنه مقتنع بموقف صديقه، وهنا تأتي الصدمة عندما يفاجئك هذا الخليل بموقف تعجز عن تفسيره لعلمك بكل ما يحيط به، فتضرب كفيك وتخبط على رأسك وانت مصدوم من هذا الموقف الذي يغير في نظرك الكثير ويجعلك تعيد تقييمك لعلاقتك بهذا الصديق او الخليل، يفسر لك البعض ان المصالح مقدمة على كل شيء والتمس لصديقك العذر فتقول انا اعرفه اكثر مما يعرف نفسه اعرف كيف يفكر وبما يفكر قبل ان ينطلق به لسانه، والإنسان منا صاحب المبدأ الواحد لا يمكن ان يقبل بذلك وسيجد نفسه امام طريقين لا ثالث لهما الاول: بينك وبين نفسك اعترف انك تماديت في شعورك بتوحدك وصاحبك في الأفكار فمهما كان التقارب بينكما فلكل إنسان تفكيره الخاص ورؤيته الخاصة وقد تكون وقعت في فخ انك سلمت ان صديقك سلم لكل ما تعتقده وهذه النتيجة هي الأقرب لتفسير الواقع خاصة إن كانت شخصيتك اقوى من شخصية صديقك، فقد تجد له العذر حينئذٍ وتقرر بأن تستكمل علاقتك به ولكن وفقاً للمتغيرات والحقائق التي وصلت اليها وتبني على اساس ذلك علاقتك به بشكل جديد بحيث تكون في احسنها علاقة صحبة عادية بدون كامل الثقة بعد ان كانت علاقة اقرب الى الأخوة والإندماج الثاني : انك لا تستطيع ان تجد الأعذار لهذا الاخ والصديق الذي سلمت له كامل ثقتك ولم تتوقع ان تأتي الطعنة من قبله، فترى الامر خيانة ولؤم واستغفال طيلة سنوات عشرتكما معاً كأنك تتعرف بشخص آخر لم تكن تعرفة وتهتز ثقتك بنفسك..اكبر من كون المسائلة قد لا تعدو ان تكون اختلاف في وجهات النظر، فلا تجد مفر من قطع علاقتك به على ضوء الدراسات والبحوث التي جرت في عالم الحياة تبين ان النفس البشرية هي من اشد الدراسات تعقيداً ولم يتم الخروج حتى الآن بنتائج محددة واضحة حول ماهية النفس البشرية فلا نحزن على من صدمنا بهم وكنا نظن اننا نعرفهم فالعلم المطلق لله وحدة ولا نقطع صلتنا بهم فإنه إثم نهى عنه ديننا الحنيف ..كما اننا سنجد انفسنا نعيش بعزلة عمن حولنا.. ومهما حاولنا ان نفهم نفسية من حولنا فلن نصل إلى طريق و لكن يمكنني الخروج بنتيجة تحمينا من انفسنا في تعاملنا مع من حولنا وتعزز وتحمي علاقتنا بهم وهي : عامل الناس كما يعاملوك بظاهر الأمر ودع ما دون ذلك لخالق النفس، يمكنك ان تختبر من تريد صداقتهم من موقف بسيط وعليك حينئذٍ ان تحدد هل سترتقي بهذه العلاقة لمرتبة الصديق ام ستكتفي فقط بالمعرفة ،تجنب الدخول في مواجهات حتى وان كنت على حق فالنتيجة لن ترضيك على كل الاحوال، الصمت لغة يجب ان تضعها في قاموس تخاطبك مع بعض من حولك ... ودع الخلق للخالق