في عام 1975 أسس موسى الصدر(اختفى في ليبيا عام 1978م) حركة أمل الشيعية بدعم من حافظ الأسد ؛ للتأثير على لبنان؛وفي انهماك المخابرات الإيرانية في حربها مع عراق صدام كانت تعمل على إحضار لفيف من العمائم السود لإنشاء حركة شيعية في لبنان؛ حاول الأسد وقف رغبة إيران في إنشاء حزب طائفي شيعي في لبنان خاص بها. فأجرى مداولات سرية طويلة مع زعماء إيرانيين دينيين. ومدنيين. وعسكريين. ومخابراتيين، محاولا إقناعهم بقبول حركة «أمل» حزبا للطائفة تدعمه وتستغله سورياوإيران معا. إيران اعتذرت بلباقة للأسد وأسست "حزب الله " 1985م عبر شباب من أصحاب العمائم الذين كانوا من صغار تلامذة الخميني في النجف، عندما كان هاربا من الشاه، إثر قمع ثورته الدينية الأولى (1963). وبين هؤلاء صبحي الطفيلي الذي سيصبح أول أمين عام للحزب. وعباس الموسوي الأمين العام الثاني الذي اغتالته إسرائيل (1992). وحسن نصر الله أمينه الثالث. وهكذا ولد حزب الله. عاد الكاتب إلى هذه الخلفية(الماضوية) ليركز على حالة الحرب التي اندلعت بين الفصيلين الشيعيين للسيطرة على الجنوب اللبناني وإسقاطه بمحاولات التجذر الحوثي في صعدة ، فبعد أن أذاقت حركة أمل الويل سكان لبنان جرائم ضد الإنسانية ؛فيكتب مؤرخ لبناني "مرحلة سيطرة حركة أمل- أي من سنة 1979 وحتى 1988-، كانت الأسوأ على المنطقة وأهلها-يقصد الضاحية الجنوبية-، حيث لم تدع موبقة إلا وارتكبتها؛ من تعديات على الأملاك العامة والخاصة وفرض الخو�'ات –جباية الأموال وزكاة الخمس- وترويع الناس والتدخل بخصوصياتهم والسرقة، ولم يتجاوب أهالي المنطقة مع الحركة ولم يتم التعامل معها ولم ينتسب إليها من السكان الأصليين سوى بعض المستفيدين والمنبوذين في عائلاتهم. واتكلت الحركة في هيمنتها أيضاً على الوافدين من البقاع والجنوب والعشائر"، -من يقرأ ماكتبة المؤرخ اللبناني يظن أننا نتحدث عن صعدة وليس الضاحية الجنوبية في لبنان!!! . وسيطر حزب الله على الجنوب اللبناني بعد معارك ضارية مع حركة أمل ،مستفيداً من أخطاء الحركة والدعم الإيراني وإنخراطة في المقاومة ضد إسرائيل مستفيداً من الموجه المذهبية التي كانت تعصف بلبنان. أحضر حزب الله الوافدين من كل مكان ممن ينتمون للطائفة الشيعية كما فعلت "أمل" وتم استمالة العائلات اللبنانية من الدروز والمسيحين والمسلمين السنة في الضاحية الجنوبية وشراء منازلهم بمبالغ طائلة ؛ وتسكين وافدين فيها ، ومن يحاول رفض الحكم الجبري للجماعة المسلحة يتم قتله أو اعتقاله ؛عدا أولئك الذين مكثوا بأوامر من حزب الله بعد أن هاجرت العائلات بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت. لنعيد قراءة المشهد في اليمن بإسقاط وضع حزب الله على جماعة الحوثي في صعدة ، فقد أستفادت جماعة الحوثي المسلحة من الحروب الست- بدأت في 2004 وأنتهت في 2009 بشكل متفرق- في صعده ضد نظام المخلوع علي صالح-سقط بثورة شعبية في 2011- ؛من خلال جني كمية هائلة من السلاح ،بالإضافة إلى الدعم الإيراني؛واستفادت من أخطاء اللادولة التي كانت قائمة خلال 33 عاماً ولازالت ، وبدأت بالفعل تمارس ما مارسته حركة أمل وحزب الله في صعده من إضطهاد للسكان الأصليين ، ووضعت وثائق(بصاير) لوافدين ينتمون لتيارهم بملكيتهم لمنازل للمهجرين –سكان صعدة الأصليين- والذين يقدرون بمئات الآلاف ، ومن يلزم بيته ومزرعته ويختلف فكرياً مع الجماعة يتعرض للانتهاك والتعسف.والقتل في أحيان كثيرة فتضطر عائلته للنزوح والتهجير ،في محاولة لتحديد هوية للمحافظة اليمنية بأنها شيعية تنتمي للحوثي. وتركت الحرب آثارا سياسية واجتماعية سيئة على الطائفة الشيعية وكادت تقسمها إلى طرفين متعاديين. ويحرص حزب الله وحركة أمل على تجاوز هذه الحرب والتأكيد على التكامل بينهما، وهو ما حصل في كل الانتخابات البلدية والتشريعية التي حصلت في لبنان بعد اتفاق الطائف. وتركت الحروب الست بالفعل آثار سياسية على علاقة صالح بالحوثيين لكن سرعان ما حاولا التخلص منها عندما تم إقصاءه من الحكم وارتبطت مصلحتهما بالقضاء على أي مسار ديمقراطي قادم. وبمثل ما فعل حزب الله في الضاحية يعمل عبدالملك الحوثي في صعدة؛ الرافضون للحكم العسكري للجماعة المسلحة يتعرضون للتهجير والقتل تماماً كما يحدث في دماج تلك المنطقة التي يعيش فيها 15000 مواطن ينتمون للفكر السلفي ، فتحاول جماعة الحوثي إرسالهم إلى مناطق أخرى خارج صعدة ليتسنى للجماعة العبث والضغط بأريحية على مكونات العمل السياسي الأخرى ؛وكما يحدث من سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المئات من المواطنين على أيدي الحوثيين يومياً ، وجباية الأموال بطريقة تعيدك للتفكير لعصور الظلام في أوروبا. استفاد حزب الله أثناء مفاوضاته مع كافة الأطياف اللبنانية وترأس حكومة وشارك بنصيب كبير في كل الحكومات المتعاقبة ، والفضل يعود للبندقية والسلاح وعندما يشعر أنه مغلوب يضغط بنفس طريقة الحوثي شن الحروب وتهديد العاصمة كما فعل حزب الله في مايو/آيار 2008م ، وكما يخطط الحوثي الآن بالسعي لإنشاء الحروب وتفجير العاصمة من أجل مكاسب للجماعة قبل إنهاء الحوار الوطني ؛إلم تحقق سيعمل على إفشاله وإدخال البلد في فوضى ؛ فجماعة لازالت تدعي الحق الإلهي بالسيادة والحكم ، لا يمكن أن تستمر طويلاً وستموت دراماتيكياً كما ولدت فجأة بتوقيع مكوكي من قم على طائرة أقلت حسين الحوثي ووالدة قبل 15 عاماً ؛ لكن سيخرج الله من أصلابهم من يؤمن أن التبعية للخارج مرض يفتك بالمريض و لا ينقل العدوى لكل المرضى في المشفى وسيخرج كل المرضى من المشفى بعد علاجهم وتوافقهم. صحفي وباحث يمني