كان أمراً غريباً أن يحدثك أحدهم عن الخلاص. والرب المخلص وذلك الذي مات ليطهرنا من الذنوب. نحن نذنب وهو يموت فيطهرنا من ذنوبنا. كنت احسب أن المسيحيين فقط من يبحثون عن الخلاص. لكن الواقع يقول إن المسلمين ايضاً يبحثون عن الخلاص. فالشهيد يموت ليخلص بقية أهله من النار. والمشكلة حين يذهب إلى النار وهم يعتقدون بتخليصه لهم. دماج ايضاً تبحث عمن يخلصها من الباحثين عن الخلاص تحتاج لمن يدل خطاب الحوريات على جهنم أخرى فليس في دماج حور بل بسطاء يريدون من يخلصهم من الفقر والجهل والمرض لا من يتخلص منهم ليقدمهم قرباناً لشهوته التي لن تكتفي الا بسبعين حورية. ولا أضن الحور نوع من النساء الساديات يبحثن عن رجل سادي يسفك ويقتل ويدمر فيستقبلنه بالأحضان. سيقفون يوم المحشر تضلهم الغمام وربما عرش الرحمن ويلتقوا بخير البشر فيخبرونه انهم قتلوا اتباعه فيسقيهم شربة لا يظمئون بعدها أبدا. سيقولون له لقد نسينا كل ما قلت وما عملت وتذكرنا فقط أن من يستشهد يستحق حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون. نسينا أنك قلت إذا التقى المسلميّن بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. نسينا أنك أُرسلت رحمة للعالمين فلم نرحم أحداً. تبدأ الحروب الطائفية دائما بمبررات سياسية أو اجتماعية لا يتحدث قادتها منذ البداية عن الطائفية وأنهم يقتلون اعدائهم بسبب خلافهم الفكري. بل يحاولوا تصوير الخصم بأبشع الصور وأنه يقوم بأعمال شائنة مهما كان نبيلاً. ويجد المعتدى عليه أن كل ما يقال عنه كذب وأن سبب الحرب طائفية لا غير. ومن هنا يبدأ الحديث عن الطائفية. ويبدأ كل طرف بالبحث عن أنصار فلا يجد أحداً يناصره إلا من يحمل نفس فكره فيبدأ بتأجيج نقاط الخلاف وتشويه الخصم إلى ابعد مدى. ما يكفي لاستثارة الناس للتعصب له ويحشد الطرفين الأنصار باسم الله وباسم المقدسات الخ. الخ. ما يجري في دماج حرب طائفية الهدف منها صناعة جبهة مغلقة كتلك التي في جنوبلبنان وارسال رسائل لأخرين من قبل الحوثي أني هنا ويجب أن تقبلوا بشروطي وتمنحوني الحق الإلاهي في الركوب على ظهوركم باسم الله. وإلا فمصيركم سيكون نفس مصير هؤلاء. لا أدري إن كان أهل دماج قد حملوا السلاح او خططوا لأعمال عدائية من قبل غير أن أصدقاء لي ممن يدرسون في دار الحديث يتصوفون أكثر من الصوفية وينعزلوا أكثر من المنعزلة. هم أيضا يروى أنهم الفرقة الناجية وأنهم يعلون ولا يعلى عليهم. ولست أدري إن كان لديهم شهوة تحتاج لسبعين حورية تبدأ الرحلة إليهن عبر قطرات الدم واشلاء الأطفال. ما كنت أعرفه أنهم بعيد عن العنف حتى الواقع يقول إنهم لم يدعموا الحرب ضد خصومهم رغم الست الحروب التي دارت وقد نأو بأنفسهم عنها. تماماً يتحدث الواقع أن الحوثي منذ بداية حركته بداء بشراء السلاح وإدارة الحروب ويقتطع جزء من الوطن لا يمكن لمنصف إلا أن يرى الواقع كما هو دماج تخضع لسيطرة الدولة وربما لسيطرة الحوثي حتى أعتدي عليها. لم يبحثوا عن دولة كما يبحث الحوثي ولم ينصبوا أنفسهم ورثة شرعيون لرسول الله الذي لم يورث دينار ولا درهم غير أنهم قد يروا أنفسهم ورثة شرعيون للعلم الذي ورثه وبهذا يكون الحرب بين ورثته ولا أضنها إلا بوابة متسعة جداً للعبور إلى جهنم. من يحشدوا أنصارهم للقتال في دماج ويعدونهم بالحور العين لا يدركون أن أنصارهم ذاهبين إلى جهنم ولا أدري إن كان هناك ثمت طريقة لزفاف فيلق الحور إلى الجحيم. قد تحمل الحرب مسميات عدة لكن إن لم تتوقف وينزع السلاح من الطرفين فان كل الطرق فيها تؤدي إلى الطائفية والطائفية فقط. ولن يحول دون ذلك حائل سوى توقفها وفرض هيبة الدولة على الجميع. ويبقى تضامني الكامل مع المعتدى عليه ومن تقوم الحرب على أرضه مهما وضع الطرف الأخر من مبررات ومغالطات. ويبقى الدفاع عن النفس هو الشيء الوحيد المشروع والذي لا يتعارض مع أي دين سماوي أو عرف أو قانون بشري.